الوطن

الحملة الأهلية تدين الاعتداء الصهيوني على مطار دمشق سماح مهدي: بصلابة المفاوض المدعوم بقوة المقاومة نحرّر تباعاً أجزاء من حقوقنا وأرضنا ومياهنا القومية

عقدت الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة اجتماعها الأسبوعي في مقر المؤتمر الشعبي اللبناني بحضور وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي وناموس عمدة شؤون التنمية الإدارية رامي شحرور إلى جانب منسق عام الحملة معن بشور وأمين الهيئة القيادية لحركة الناصريين المستقلين (المرابطون) العميد مصطفى حمدان، وممثل قيادة المؤتمر الشعبي اللبناني المحامي كمال حديد ومقرّر الحملة الدكتور ناصر حيدر وعدد من أعضائها.

افتتح المنسق العام الاجتماع بالقول إنّ اختيار الحملة مقرّ المؤتمر الشعبي اللبناني لاجتماعها في الذكرى الخامسة والخمسين لانتفاضة 9 و 10 حزيران 1967 التي عبّر عنها شعب مصر عن رفضهم للهزيمة ولاستقالة الرئيس جمال عبد الناصر هو تعبير عن تقديرنا لهذا التنظيم العروبي الوحدوي الناصري ورئيسه المناضل القائد كمال شاتيلا شريكنا في تأسيس الحملة الأهلية والثابت على النهج العروبي لعقود عديدة واعتزازنا بنضاله ومواقفه الوطنية الوحدوية .

وقال بشور إنّ من يدرس بعمق المعاني التي تنطوي عليها هذه الذكرى يدرك تماماً أنّ تلك الانتفاضة عبّرت عن رفض أمتنا للهزيمة وتمسّكها بنهج المقاومة الذي جسّده الرئيس عبد الناصر حين قال «ما أخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة .»

ثم تحدث المحامي كمال حديد باسم المؤتمر الشعبي مرحباً بالحملة الأهلية ومؤكداً على استمرار المؤتمر الشعبي في حمل رايات الدفاع عن فلسطين وقضايا الأمة في كافة الظروف.

فيما أشاد العميد مصطفى حمدان بالمؤتمر الشعبي اللبناني وكبرى مؤسساته اتحاد قوى الشعب العامل ورئيسه المناضل كمال شاتيلا الذي انتسب إليه في بداياته باعتباره أول تنظيم عقائدي ناصري في لبنان.

كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي ألقاها ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي الذي قال :نمرّ اليوم بظروف مشابهة لما حصل في العام 2000 عند ترسيم الخط الأزرق الذي اعتبرناه نحن والدولة خط انسحاب لقوات الاحتلال وليس خط حدود وهمي بين لبنان وفلسطين. وكلّ ما يمكن أن نحصل عليه اليوم في مسألة الحدود البحرية هو تحرير لجزء من أرضنا القومية.

أضاف: نحن في أحزاب المقاومة نعلم أنّ عملها مختلف عن العمل التقليدي الذي تقوم به الجيوش. فلا أحد يستطيع أن يفرض على المقاومة متى تنفذ عملياتها. فسلاح المقاومة تفرضه الضرورة حينما لا يتمكن الجيش من القيام بواجباته في مكان ما. وللأسف، فجيشنا اللبناني محاصر فعلياً وممنوع عليه امتلاك السلاح المتطور، ومحجوبة عنه الإمكانيات اللازمة والتقنيات الحديثة. فهنا يأتي دور المقاومة، ولكن على قاعدة «لا يستفزنا مستفز ساعة يشاء».

في المقابل هناك من يقتصر تصويبه على المقاومة مهما فعلت. فإن هي تروّت في موقفها وقالت إنها تنتظر قرار الدولة لجهة إعلان حصول انتهاك للسيادة من عدمه، بدأت الأبواق تصدح «أين الصواريخ التي تتحدّثون عنها؟» وفي حال اتخذت المقاومة قرارها بالردّ، علت الأصوات ذاتها لتتباكى على انهيار الموسم السياحي وضياع فرص الاستثمارات ودخل بمليارات الدولارات.

وتابع مهدي قائلاً: المقاومة أدرى بتوقيت الردّ وكيفيه ومكانه. فالشهيد خالد علوان لم ينتظر قرار الدولة لينفذ عملية الويمبي. وكذلك الصواريخ القومية التي انطلقت من سوق الخان في حاصبيا لتسقط سلامة الجليل. والاستشهاديون سناء محيدلي والحر العاملي وبلال فحص ولولا عبود، كلهم لم ينتظروا قرار الدولة. وذلك انطلاقاً من أنه، وكما أنّ الشعب هو مصدر السلطات قانونياً، فهو أيضاً مصدر السلطات في كلّ المسائل القومية.

وختم مهدي بالقول: حتى لو تطلب الأمر الذهاب إلى مفاوضات غير مباشرة، فليس مقبولاً أن يتمّ ذلك دون امتلاك كلّ عناصر القوة التي هي القول الفصل في إثبات الحق القومي أو إنكاره.

وقد شهدنا ذلك من خلال نبرة التصريحات الرسمية اليونانية المتراجعة بعدما صدر الموقف الصلب من لبنان. فها هي الحكومة اليونانية تعلن عدم ملكيتها لباخرة التنقيب وتفتح المجال لسحبها عن طريق إقامة دعوى قضائية بهذا الخصوص أمام القضاء اليوناني.

بعد ذلك تداول المجتمعون بجدول أعمال الاجتماع الذي تناول العدوان الصهيوني على مطار دمشق الدولي وأبعاده، والعدوان الصهيوني على الثروة النفطية والغازية اللبنانية، بالإضافة إلى ما يجري من اعتداءات واقتحامات واغتيالات في فلسطين.

وأكد المجتمعون إدانتهم الشديدة للعدوان الصهيوني على مطار دمشق واعتبروا أنّ هدفه استكمال الحصار على سورية وتنفيذ «قانون قيصر» المخالف للقانون الدولي، كما هو تأكيد على أن الحرب الصهيونية الأميركية على سورية ولبنان وفلسطين وسائر أقطار الأمة لم تنته وهي مستمرة بأشكال مختلفة .

ودعا المجتمعون إلى أوسع حركة تضامن عربية وعالمية مع سورية ضدّ هذا العدوان وضدّ كلّ محاولات تكريس الاحتلالات الصهيونية والأميركية والتركية للأرض السورية، وتوجهوا إلى المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي اللذين سيعقدان في الأسبوع الأخير من شهر حزيران الحالي واللذين يضمّان المئات من أبرز الشخصيات الفاعلة في الأمة أن يرفعا الصوت عالياً ضدّ هذا العدوان وتضامناً مع سورية في وجه كلّ محاولات تدميرها وتقسيم أرضها وإبادة شعبها.

وفي موضوع مواجهة العدوان الصهيوني على ثروة لبنان النفطية قدّم الدكتور هاني سليمان عرضاً لجملة الاتصالات التي أجراها مع المناضل نبيل حلاق من أجل إطلاق حملة مراكب تحمل العلم اللبناني وتنطلق من المرافئ اللبنانية باتجاه الناقورة لإعلان تمسّك لبنان الواحد الموحّد بكامل حقوقه في البرّ والبحر .

كما عرض سليمان للاتصالات التي يجريها عضو الحملة ومنسق العلاقات الدولية في المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن نبيل حلاق مع أعضاء «المنتدى العربي الدولي من أجل العدالة لفلسطين في اليونان» من أجل إطلاق حملة داخل اليونان لسحب السفينة اليونانية التي استدعاها الكيان الصهيوني لاستخراج النفط من حقل كاريش والمخاطر التي يحملها هذا الاستخراج على السفينة وبحارتها وعمالها اليونانيين، وقد جرى اتفاق على دعوة وفد من كبار الشخصيات اليونانية للحضور إلى لبنان خلال الأسبوع المقبل للتضامن مع لبنان والتشاور في سبل ترجمة دعمهم للبنان في بلادهم.

وفي هذا الإطار جدّد المجتمعون اعتراضهم على زيارة أموس هوكشتاين، وهو «الإسرائيلي» الجنسية والهوى، كوسيط غير نزيه إلى لبنان مؤكدين على دعم موقف المقاومة الرافض لأيّ استخراج للثروة النفطية من الحقول الحدودية بين لبنان وفلسطين المحتلة، لأنّ المهمّ وطنياً هو الدفاع عن كرامة لبنان وسيادته وثرواته الوطنية دون الغوص في مفاوضات عبثية يحاول العدو مدعوماً من الإدارة الأميركية استدراج لبنان إلى اتفاقات تطبيعية مع عدو ما يزال اللبنانيون يرفضون الاعتراف به.

وتوقف المجتمعون ملياً أمام المخاطر التي تهدّد وجود وكالة الأونروا وما يعنيه ذلك من مخاطر تهدّد حقّ العودة لارتباط تأسيس الوكالة بإقرار هذا الحقّ وعرضوا لمشاركتهم في الاعتصام الذي دعت إليه هيئة العمل الوطني الفلسطيني العليا في لبنان أمام فندق موفنبيك حيث سيُعقد لقاء للجنة الاستشارية للوكالة .

كما حيّا المجتمعون الشهداء الذين يرتقون كلّ يوم برصاص الاحتلال على أرض فلسطين، وتوقفوا بشكل خاص أمام خبر يفيد أنّ سلطات الاحتلال قد اعتقلت خلال هذا العام 450 طفلاً فلسطينياً في انتهاك صريح لكلّ المواثيق والأعراف الدولية ومبادئ حقوق الإنسان ودعوا كلّ المنظمات المعنية، عربياً ودولياً، إلى التنديد بهذه الجرائم الصهيونية المتمادية بحقّ شعبنا الفلسطيني بالإضافة إلى الانتهاكات والاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى، إلى ما تحمله هذه الانتهاكات من احتمالات خطيرة، لا سيّما في ظلّ الإنذار الموجّه من الفصائل الفلسطينية في غزة ، مجدّدين دعوتهم للفصائل جميعاً بترجمة الوحدة الميدانية الرائعة لشعبنا الفلسطيني على امتداد الجغرافيا الفلسطينية إلى وحدة كاملة ترتكز على برنامج المقاومة بكلّ أشكالها ضدّ العدو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى