صدامات دامية في تركيا خلال عيد العمال
نزل الملايين حول العالم إلى الشوارع أمس، لمناسبة يوم العمال في مسيرات، سادها التوتر في بعض الأحيان، ما لبثت أن تحولت إلى حركة احتجاج دامية، مثلما حصل في مدينة إسطنبول التركية، التي شهدت صداماتٍ عنيفة مع المتظاهرين، الذين حاولوا العودة إلى ساحة تقسيم، رمز الاحتجاجات العام الماضي، ما أدى إلى إصابة العشرات واعتقال نحو 200.
ووقعت مواجهات أول من أمس، في إسطنبول بين الشرطة التركية، والمتظاهرين، الذين كانوا يريدون الاحتفال بعيد العمال في ساحة تقسيم أعلنتها الحكومة منطقة محظورة، بعد عام على حركة الاحتجاج ضد الحكومة، في حزيران الماضي.
ومنذ الصباح، فرقت قوات الأمن بواسطة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع مجموعات من مئات الأشخاص والناشطين النقابيين أو أحزاب المعارضة، الذين أرادوا تحدي أوامر رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.
وتواصلت المناوشات طيلة فترة من النهار في الشوارع المؤدية إلى ساحة تقسيم بين الشرطة ومئات الشبان. وأوقف 138 شخصاً على الأقل وأصيب 51 آخرون بجروح معظم إصاباتهم طفيفة، خلال الصدامات مع الشرطة. واستنفر نحو 40 ألف شرطي وخمسين عربة بخراطيم المياه لمدينة إسطنبول وحدها، وتم تعليق عمل وسائل النقل العام طيلة القسم الأكبر من النهار، وكذلك العبارات التي تنقل الركاب بين الضفتين الآسيوية والأوروبية لمدينة إسطنبول.
وفي العاصمة أنقرة، تدخلت الشرطة أيضاً بخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، لتفريق مئات الأشخاص الذين كانوا يسيرون نحو ساحة كيزيلاي المسرح التقليدي للاحتجاجات ضد النظام.
في آسيا
وشهدت الاحتفالات ب عيدالعمال أيضاً اضطرابات في كمبوديا، إذ استخدمت الشرطة الهراوات والعصي، لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا قرب منتزه الحرية في بنوم بنه، الذي أغلق لمنع وصول معارضين لرئيس الوزراء هون سين، الذي يحكم البلاد منذ 30 عاماً.
وفي طوكيو، خرج عشرات آلاف اليابانيين إلى الشوارع، للمشاركة في تظاهرات الأول من أيار، داعين الشركات إلى تحسين بيئة العمل، ومنتقدين السياسات الاقتصادية لرئيس الوزراء شينزو آبي.
وفي كوالالمبور تظاهر الآلاف للاحتجاج على ضريبة جديدة، تعتزم الحكومة فرضها ونددوا بأسلوب معالجة أزمة الطائرة المفقودة.
وجرت تظاهرات أخرى أيضاً في إندونيسيا والفيليبين، لكن أيضاً في اقتصادات تعتبر بين الأكثر تطوراً في آسيا، مثل هونغ كونغ، وسنغافورة، وكوريا الجنوبية، وحتى تايوان، إذ تظاهر عشرة آلاف شخص في تايبيه، للمطالبة بزيادة الرواتب.
مسيرات موسكو
وفي موسكو وللمرة الأولى منذ 1991، تظاهر حوالى مئة ألف في الساحة الحمراء، لمناسبة عيد العمال في استعادة لتقليد يعود إلى حقبة الاتحاد السوفياتي، وسط موجة وطنية واسعة تشهدها روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية.
ورفعت لافتات تقول «أنا فخور ببلدي» و«بوتين على حق» وسط الأعلام الروسية الكثيرة والبالونات البيضاء، والزرقاء، والحمراء، بألوان العلم الوطني.
وأفادت الشرطة المحلية أن أكثر من 100 ألف شخص شاركوا في المسيرة، التي تصدرها رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين، في الساحة الحمراء، على مشارف الكرملين، للمرة الأولى منذ 1991.
في أوروبا
أما في أوروبا، فجرت مسيرات عدة، ففي باريس خرجت النقابات تحت شعارات مختلفة بعضها احتجاجاً على خطة تقشف ترمي إلى توفير 50 مليار يورو أعلنها رئيس الوزراء مانويل فالس وأخرى تحت شعار دعم أوروبا.
وتظاهر الآلاف في مدينتي أثينا وتيسالونيكي اليونانيتين، احتجاجاً على التقشف. وفي إيطاليا، تظاهر الآلاف ضد البطالة والتقشف، ووقعت مواجهات بين الشرطة والمئات في تورينو، الذين ألقوا قنابل الدخان عليها.
ونظمت مسيرات أيضاً في إسبانيا التي تخرج من أزمة اقتصادية ولا تزال تسجل مستويات بطالة قياسية.