الرئيس حسان دياب: نموذج في العمل الوطني
} أحمد بهجة*
الجلسة مع الرئيس الدكتور حسان دياب تكون ودية دائماً، وكذلك تكون غنية جداً، نظراً لما يتمتع به الرجل من علم ومعرفة وخبرة، وفي موازاة ذلك تكون الجلسة صادقة إلى أقصى حدّ لأنه شخص صادق لا يُساير من أجل مصلحة، ولا يطلب شيئاً لنفسه، وبالتالي ينطق بالحقيقة كاملة ومجرّدة بدون أيّ مواربة أو حاجة إلى مداراة هنا أو مراعاة هناك.
ميزة الصدق هذه ترافقه دائماً، ومعها ميزات أخرى كثيرة كالاستقامة والوضوح والشفافية والنزاهة، وهي ميزات لا يتخلى عنها أبداً لأيّ سبب كان، حتى لو كلفه الأمر خسارة منصب الرئاسة الثالثة، لأنّ المنصب بحدّ ذاته لا يعني شيئاً لشخص من قماشة الرئيس دياب، بل ما يعنيه هو حجم الإنجاز الذي يمكن أن يحققه للبلد وللناس، لأنّ العمل السياسي في قاموسه ليس هدفاً شخصياً بل هو عمل وطني بامتياز.
وفي الجلسة التي جمعتنا به في دارته العامرة كوفد من إدارة موقع «صدى4 برس» الإخباري، برفقة الأصدقاء الأعزاء المستشار القانوني الدكتور قاسم حدرج ومدير التحرير المسؤول في جريدة «البناء» رمزي عبد الخالق والإعلامي علي شريف وبعض الفاعليات والشخصيات… في هذه الجلسة تناولنا آخر المستجدات في لبنان لا سيما موضوع ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، فأكد الرئيس دياب أنّ موقفه من هذا الأمر عبّر عنه بوضوح حين وقّع تعديل المرسوم 6433 الذي يجعل الحدود اللبنانية على الخط 29.
وفي ما يخص الأزمات الاقتصادية والمالية المتراكمة أكد الرئيس دياب أنّ حكومته وضعت خطة للتعافي تضمَن 98 في المئة من حقوق المودعين وتتضمّن مجموعة من الإجراءات ومشاريع القوانين التي من شأنها أن ترسم الطريق لإخراج لبنان من الهوّة العميقة التي انحدر إليها بفعل سياسات اقتصادية ومالية ونقدية خاطئة استمرّت لسنوات وأوصلت البلد إلى ما هو فيه اليوم.
أما بشأن زيارته إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، والتي أثارت العديد من التكهّنات والتفسيرات، وخاصة إمكانية تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، أكد الرئيس دياب أنّ الأمر غير وارد إطلاقاً لديه، وأشار إلى أنّ الزيارة كانت بهدف تهنئة الرئيس بري على فوزه في الانتخابات النيابية على رأس كتلة وازنة، وكذلك تهنئته بتجديد انتخابه رئيساً لمجلس النواب لولاية سابعة.
هذا مع العلم أنّ الرئيس دياب يستعدّ لمغادرة لبنان (وهو غادر بالفعل) في رحلة طويلة نسبياً لزيارة أبنائه المقيمين في الولايات المتحدة، وبالتالي ليس في وارد تولي أيّ مسؤولية في الفترة المقبلة، خاصة أنّ الأسباب التي وقفت عائقاً أمام تنفيذ الكثير من الخطط والقرارات التي اتخذتها حكومته لا تزال قائمة، وبالتالي لماذا تضييع الوقت، خاصة أنّ لبنان واللبنانيين اليوم يحتاجون إلى كلّ دقيقة لكي يتمّ العمل فيها على إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وبدء رحلة الألف ميل على طريق معالجة الأزمات والمشاكل المتراكمة.