تداعيات حرب أوكرانيا على الاقتصاد اليمني
} رنا جهاد العفيف
تتجه الأنظار إلى اليمن الذي يشهد اليوم أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بعد معاناة دامت لسنوات طويلة من حصار تحالف السعودية والحرب، لم تأخذ الهدنة في اليمن إلى مسارها التنفيذي بالكامل، بل على العكس، بعد تلميح أنصار الله بالانسحاب نظراً إلى استمرار خرق التحالف السعودي لها، ونتيجة الأزمة الأوكرانية تتعثر سلاسل الأمن الغذائي العالمي، لا سيما القمح، في ما حذرت منظمات داخلية من فقدان الأدوية والأجهزة الطبية، مما يستدعي المساعدة الفورية…
ما هي انعكاسات الأزمة الأوكرانية عالمياً بشكل عام وعلى اليمن بشكل خاص، وهل تداعيات الهدنة تحمل التحالف السعودي توظيف الحرب مع علاقاتها مع واشنطن عشية زيارة بايدن؟
بداية هناك فعلاً تداعيات خطيرة عالمياً على الاقتصاد العالمي، وكأنّ ما كان ينقص اليمن سوى جنون بارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، لتتفاقم معاناتهم أكثر من اللازم بعد سنوات الحرب، قام التحالف السعودي باستخدام ورقة الاقتصاد في تأثير الحرب في أوكرانيا، إضافة للعقوبات الغربية على روسيا، التي طالت آثارها اليمن أكثر من غيره، بحسب مصادر إعلامية، وذلك لسبب ارتفاع أسعار السلع المستوردة ومنها القمح الذي يأتي من روسيا وأوكرانيا معاً…
إذ انّ اليمن يعتمد على الاستيراد النفطية بنحو ثمانين في المئة من احتياجاته من الغذاء والدواء والطاقة وإلى ما هنالك، فكانت الأزمة الاوكرانية تهدّد اليمنيّين من الفوائد النسبية، على الرغم من أنّ الهدنة الأممية سارية المفعول بحسب تعبيرهم، ولكن هذا لن يغيّر الواقع في ظلّ هذا الارتفاع، إضافة للحصار الشامل الذي يتعرّض له اليمن من قبل التحالف السعودي والأميركي، حيث أنّ كلّ هذه الظروف تستدعي من الأمم المتحدة بالضغط على الحكومات الموالية للتحالف، التي تستحوذ على ثمانين أو أكثر في المئة من الإيرادات، وان حصل هذا، يكون بذلك خفف من معاناة الشعب اليمني، ولكن ما يحصل لا يلامس الواقع، بالوقائع المطلوبة، لأنّ مشهد الاحتجاجات الخاضعة للتحالف في عدن يثير الجدل بسبب ارتفاع الأسعار وإلى متى سيبقى هذا التأثير، لا أحد يعلم فنحن اليوم نتحدث عن شعب يمني فرضت عليه الظروف والحروب فكان من أكثر الدول ضرراً، هذا بالنسبة للتداعيات .
أيضاً كانت لبعض المحللين آراء أخرى لا تمت إلى الواقع بصلة، حيث تحدث البعض عن المصالح المشتركة إقليمياً متهماً بعض الأطراف الإقليمية بهذه المصالح، إلا أنّ هذا لا يتناسب طرداً مع فاتورة الشعب اليمني الذي يدفع ضريبة الصمود والمقاومة لليوم وهذا غير منطقي ولا يمتّ للعرف الدولي والقاوني في حقوق الإنسان، ولكن التعليقات الحقيقية لهذه الوقائع، تقول منذ الحرب على اليمن لن تتوقف عمليات الحصار والتهديد لأسباب موضوعية تتعلق بسياسة الاستيراد، ومن الخارج القمح والوقود، وبناء المصافي وتصدير النفط الخام وغيره…!
ملابسات كثيرة تطال حرب اليمن ومنها تضليل الرأي العام في هذا الموضوع، وطبعاً هذا مرفوض في السياسة العالمية التي تحاكي تباين الحقائق المعترف عليه .
نعم هناك أزمة حقيقية مستمرة حتى في ظلّ الهدنة التي قطعت سبل مقومات الحياة عن شعب قاوم العدوان، ومن خلفه دول وعلى رأسها السعودية التي اتخذت قرارات معقدة أدّت إلى تفاقم الأزمة لضرب قاعدة الصمود الشعبي في اليمن، وكذا كان للهدنة أيضاً انعكاسات حتى على موضوع المشتقات، ناهيك عن السفن التي تعرّضت للحجز ومنها ما بقي محجوزاً لأكثر من ١٥٠ يوم، خلال الفترة الوجيزة، وهذا طبعاً له قراءة سياسية مختلفة بناء على مضمون الهدنة التي تمّ العمل على إفراغها، ليزيد ويتضاعف معاناة اليمنين أكثر فأكثر .
لتدخل بذلك الحالة الإنسانية في دوامة الصراع التي تعمل عليها السعودية عن طريق توظيف الحرب للتخطط الولايات المتحدة بذلك الاستفراد بالسيطرة على باب المندب، أو ربما تريد فرض حوار مع أنصار الله لتتنصّل الرياض ومن معها من مسؤولية تدمير اليمن .