ميقاتي رئيساً مكلّفاً تأليف الحكومة بـ 54 صوتاً: لنتعاون لإنقاذ لبنان وشعبه ويدي ممدودة للجميع
انتهت الاستشارات النيابية الملزمة، أمس في قصر بعبدا، بتكليف الرئيس نجيب ميقاتي تأليف الحكومة بأكثرية 54 صوتاً، مقابل 25 صوتاً للسفير نواف سلام ، 46 لا أحد وغاب نائب واحد هو أشرف ريفي.
وأعلن مدير عام رئاسة الجمهورية أنطوان شقير، أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وبعد أن تشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي وأطلعه على نتائج التسميات، استدعى ميقاتي ليُكلفه بتشكيل حكومة.
وكان عون أجرى الجولة الأولى من الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس يكلف تشكيل الحكومة الجديدة، وذلك بين الساعة العاشرة من قبل ظهر أمس وحتى الساعة الواحدة. وقد توالى وصول النواب إلى قصر بعبدا الذين استقبلهم الرئيس عون في مكتبه، فيما استقبل الكتل النيابية الكبيرة في صالون السفراء.
وبدأت الجولة الأولى مع نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب الذي أوضح بعد اللقاء «أكدت أن المرحلة التي يمرّ بها لبنان استثنائية وتتطلب من الجميع محاولة التفكير لتمريرها بسهولة وتأمين ما يطلبه جميع اللبنانيين والوقوف عند اهتماماتهم. وبما أن الخيارات اليوم كانت واضحة أمام الجميع ولدينا مرشح هو دولة الرئيس ميقاتي، إضافةً إلى مرشح آخر، وقد يكون لدى البعض أسماء اخرى، ولكن في الواقع إن الفرصة الأكبر موجودة اليوم لدى دولة الرئيس ميقاتي. لكن بما أنه ليس هناك وضوح للمرحلة المقبلة، أي مرحلة ما بعد التكليف، اي التأليف، ومن غير المعروف إلى أين نحن ذاهبون لناحية كيف ستتشكل الحكومة والشكل الذي ستكون عليه، فأنا قرّرت عدم تسمية أحد. ولكن أتمنى على الرئيس المكلف، وفي هذه الحالة قد يكون الرئيس ميقاتي، الإسراع بتأليف حكومة لأن الوضع لا يحتمل التأجيل، ووضع خطة اقتصادية وتنفيذ خطة التعافي المطروحة بالاضافة إلى الاتفاق مع صندوق النقد الدولي وغيره من الامور المستعجلة والضرورية». وتمنى «اعتماد المرونة بالتعاطي والتساهل بين الأفرقاء كي تتشكل حكومة تلاقي مطالب اللبنانيين».
ثم استقبل عون «تكتل الاعتدال الوطني» الذي تحدث باسمه النائب وليد البعريني معلناً أن التكتل سمّى ميقاتي. بعد ذلك، التقى رئيس الجمهورية «كتلة نواب الكتائب» التي سمّت سلام. واستقبل عون «التكتل الوطني المستقل» الذي أوضح باسمه النائب فريد الخازن أنه سمّى ميقاتي «لأن هناك مصلحة البلد التي تفرض تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، والذي لديه إمكانية أكثر وحظ أكبر ليتمكن من تشكيل حكومة في وقت سريع هو الرئيس ميقاتي».
والتقى رئيس الجمهورية «كتلة اللقاء الديموقراطي» وتحدث باسمها النائب تيمور جنبلاط الذي أعلن تسمية سلام وقال «لدينا طلب واحد ونتمنى من جميع المسؤولين أن يقوموا بشيء جيد واحد قبل حصول التغيير إذا ما كان هناك من تغيير ويسهلوا تأليف هذه الحكومة. اننا ككتلة وكحزب تقدمي اشتراكي لن نشارك بهذه الحكومة لكننا سنساعد بتشكيلها».
واستقبل عون «كتلة جمعية المشاريع» التي تحدث باسمها النائب طه ناجي موضحاً أن الكتلة سّمت الرئيس ميقاتي. بعد ذلك، التقى عون النائب عماد الحوت الذي قال بعد اللقاء «في ظلّ العمر القصير للحكومة المفترض، إننا لا نرى أننا بحاجة، أو من المناسب، أن نبدأ من الصفر، وبالتالي سمّينا الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة مع بعض الملاحظات على أداء الحكومة الحالية».
ثم التقى رئيس الجمهورية «كتلة الوفاء للمقاومة» التي تحدث باسمها النائب محمد رعد، فقال «موقفنا سهل ممتنع. لبنان اليوم وأكثر من أي يوم مضى بحاجة إلى حكومة تدير شؤونه ومصالحه وشؤون اللبنانيين ومصالحهم. وفي الأزمات، تتطلب الواقعية والمصلحة الوطنية توفير كل الفرص وتذليل كل العقبات من أجل أن تتشكل حكومة تمارس سلطة القرار في مواجهة كل الاستحقاقات والمستجدات. وطبيعي أن شخصية الرئيس المكلف من شأنها أن تثعزّز من توافر الفرص المطلوبة لهذه الغاية». واعلن أن الكتلة سمّت ميقاتي.
واستقبل عون «كتلة شمال المواجهة» التي سمّت سلام. بعد ذلك، التقى رئيس الجمهورية «كتلة الجمهورية القوية» التي امتنعت عن التسمية.
ثم التقى عون النائب جميل السيد الذي قال «ما يجري اليوم في المشاورات المتعلقة بتكليف رئيس حكومة يُذكرني بقول الشاعر «يُقضى على المرء في أيام محنته بأن يرى حسناً ما ليس بالحسن». فالعملية التي تتم اليوم سميت فيها لا أحد، وليس ورقة بيضاء».
واستقبل رئيس الجمهورية النائب حسن مراد الذي قال بعد اللقاء «نظراً لدقة المرحلة وتردّي الأوضاع العامّة، وضيق الوقت للحكومة المرتقبة، سمينا الرئيس نجيب ميقاتي كي يتمكن من الاستمرار في أداء مهمته على أمل ان يتمكن من إنجاز شيء خلال هذه الفترة الصعبة، خصوصاً أن المواطن لم يعد بامكانه التحمل والصمود في ظلّ الغلاء المستمر ورفع الأسعار واستمرار حجز الودائع من دون وجه حق، لكي نهرب من الوصول إلى اليوم الذي نستذكر فيه قول الإمام علي «عجبت ممن لا يجد قوت يومه ألاّ يخرج شاهراً سيفه». هذا إنذار فليسمعه من يعنيهم الأمر».
بعد ذلك، التقى رئيس الجمهورية النائب جان طالوزيان الذي سمّى ميقاتي. أمّا النائب أسامة سعد فاعتبر بعد لقائه عون «أن الخراب في لبنان كبير وعميق والناس انهكتها الازمات وحاصرتها المصائب، وغابــت العــدالة واغتصبت الحقوق وانتهكت الكرامات واسشترى الظلم والقهر والاستــبداد والفساد. ذلك دلــيل على فشل الحكام. الحاكم الفاشــل عليه أن يرحــل لا أن يبقى. الحكام في لبنان لا يرحــلون وإن فشــلوا. لا جديد اليوم سوى التجديد لواقــع سياســي مأزوم تداعيــاتــه خطيرة». وأعلن أنه لم يسمّ أحداً كذلك لم يُسمّ النائب عبد الرحمن البزري أحداً.
واستقبل رئيس الجمهورية النائب ميشال الضاهر الذي قال: «لم أسمّ أحداً. اليوم معروف ان النتيجة ستكون لصالح ميقاتي ولدي اعتراض عليه في ما خص خطة التعافي، لأن الخطة التي أعدّها هي خطة «امشي حافي» وليست خطة تعاف ولدي العديد من الملاحظات عليها ولا أريد أن أحمّل ضميري بالتصويت له». فيما أعلن النائب جهاد الصمد تسمية الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة.
ثم التقى الرئيس عون «كتلة مشروع وطن الانسان» التي تحدث باسمها النائب نعمة افرام موضحاً أن الكتلة قررت، أي زميلي النائب الجديد عن طرابلس جميل عبود أن يُسمّي هو الرئيس ميقاتي وأنا امتنعت عن تسمية أحد».
وبعد استئناف الاستشارات عند الثانية والنصف، أعلن النائب فراس السلوم أنه يسمي ميقاتي لترؤس الحكومة، من جانبه، أعلن النائب شربل مسعد أنه لن أحداً أمّا النائب بلال الحشيمي فقال «سمّيت ميقاتي لأن لديه رؤية للمرحلة المقبلة».
وأعلن النائب غسان السكاف أنه قرر تسمية سلام. وأعلن النائب إيهاب مطر أنه يسمي الدكتورة روعة حلاّب وأشار النائب نبيل بدر إلى أنه ارتأ تسمية ميقاتي. وأعلن النائب فراس حمدان أن 10 أعضاء من النواب التغييريين سمّوا سلام، فيما امتنع 3 نواب عن التسمية. وسمّى النائب عبد الكريم كبارة ميقاتي.
وقال النائب ميشال موسى باسم كتلة التنمية والتحرير «سمّت كتلتنا الرئيس ميقاتي لرئاسة الحكومة ربطاً بالنهج الذي يجب أن يُتبع من الحكومة ولا سميا لجهة الاستحقاقات المقبلة».
وأعلن النائب جبران باسيل باسم «تكتل لبنان القوي» من بعبدا أنه لن يُسمي رئيساً للحكومة الجديدة. وقال «اعتمدنا خيار عدم التسمية لأنّنا لسنا مع تسمية الرئيس ميقاتي لصعوبة تشكيل حكومة في هذا الوقت الضيق وصعوبة تحقيق أمور أساسية في المرحلة المقبلة من الإصلاحات وخطة التعافي وترسيم الحدود».
وأضاف «ننتظر من رئيس الحكومة خلق الأجواء المؤاتية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية والتزام من الأكثرية التي ستعطيه الثقة إقرار قوانين ملحة ومعالجة قضايا الناس اليومية الملحّة وتسيير أمور الدولة و لا يجوز ألاّ يكون هناك موقف واضح من الحكومة ورئيسها من قضية حاكم مصرف لبنان وملاحقته».
وأعلن النّائب هاغوب بقرادونيان، باسم كتلة نواب الأرمن، بعد االقاء مع عون، أنّه «رغم بعض المآخذ والملاحظات على أداء الحكومة الحاليّة، وبغياب المنافسة المتكافئة بين المرشّحين لتولّي رئاسة الحكومة، ومع إدراكنا للواقع الأليم وضرورة الإفساح لأمل ولو صغير، قرّرنا تسمية رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة بسرعة قياسيّة، من دون الوقوع في مطبّات التّشكيل».
واختتمت الاستشارات بالنّائب محمد يحيى الذي سمّى ميقاتي.
وعلى الأثر، اطلع عون رئيس مجلس النواب على حصيلة الاستشارات، وسلمه كتابا رسميا بها. وعند الساعة الخامسة، وصل ميقاتي إلى قصر بعبدا، لينضم إلى لقاء عون وبرّي الذي اطلعه على نتائج الاستشارات وعلى تسميته رئيساً مكلفاً لتشكيل الحكومة. بعدها، غادر رئيس مجلس النواب القصر من دون الإدلاء بأي تصريح.
وبعد انتهاء اللقاء مع عون، قال ميقاتي «هذا التكليف الجديد يحمّلني اليوم مسؤولية مضاعفة، ولكن تبقى الثقة الملزمة للجميع من دون استثناء لها عنوان واحد هو التعاون. فلنتعاون جميعنا اليوم على إنقاذ وطننا وانتشال شعبنا مما يتخبط فيه، لأن مسؤولية الإنقاذ مسؤولية جماعية وليست مسؤولية فرد».
اضاف «بكل صدق وإخلاص وتجرّد أمدّ يدي إلى الجميع من دون استثناء، بارادة وطنية طيبة وصادقة».
ورأى أن «من دون الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لن تكون فرص الانقاذ التي ننشدها متاحة، فهو المعبر الأساس للإنقاذ».
ومن المقرّر أن يُجري ميقاتي الاستشارات النيابية غير الملزمة للتأليف بداية الأسبوع المقبل.