تقدم مهم في المفاوضات وظريف يبشّر بفهم أفضل لدى الغرب
كثفت القوى العالمية الست محادثاتها مع إيران بشأن برنامجها النووي أمس قبل يومين على انتهاء مهلة محددة للتوصل إلى اتفاق إطار، وأعلنت مصادر متابعة أن المفاوضات مستمرة وقد تُمدّد إلى يوم غد، وأنه قد يُعلن اتفاق الاثنين اليوم أو الثلاثاء المقبل إذا ما تم التغلب على العقبات، حيث ظلت قضيتا الأبحاث والتطوير وكذلك قضية الحظر، تعترضان المفاوضات.
وألغى وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا خططاً للسفر خلال الأيام القليلة المقبلة حتى تتاح لهم فرصة الضغط للتوصل إلى اتفاق تضع أسس التسوية النهائية مع طهران بحلول حزيران المقبل.
وقالت المتحدثة باسم وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه لن يتوجه إلى بوسطن لحضور حفل تكريمي للسيناتور الراحل إدوارد كنيدي الذي كان بمثابة مرشد لكيري في عالم السياسة.
في حين أكد مسؤولون مقربون من المفاوضات في لوزان أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ونظيره الألماني فرانك شتاينماير قررا إلغاء زيارة مشتركة إلى قازاخستان، كما أكدت الخارجية الروسية وصول وزير الخارجية سيرغي لافروف إلى لوزان لحضور الاجتماعات.
وفي السياق، التقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مع نظرائه الأميركي والصيني والروسي، لبحث التوصل إلى اتفاق نووي شامل.
كما التقى رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيراني علي أكبر صالحي وزير الطاقة الأميركي إرنست مونيز، وجرت لقاءات على مستوى مساعدي وزراء الخارجية.
وأكد الوزير ظريف عقب لقائه نظيريه الألماني والفرنسي كل على حدة، إمكان إحراز التقدم اللازمة لحل القضايا كافة وبدء صياغة نص الاتفاق النهائي.
وقد وصلت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي إلى لوزان، حيث أكدت أن التوصل إلى اتفاق أصبح قريباً جداً، مشيرة إلى أن هناك بعض القضايا التي تحتاج إلى البحث.
من جهة أخرى، قال فابيوس للصحافيين أمس: «يحدونا الأمل. لكن ما زال أمامنا الكثير من العمل يجب إنجازه»، حيث تتناقض تصريحات فابيوس بشأن المحادثات مع انتقادات شديدة من كيان العدو «الإسرائيلي»، الذي قال رئيس وزارئه بنيامين نتنياهو إن «هذا الاتفاق – مما بدأ يتضح – يجسد كل مخاوفنا بل أكثر من ذلك أيضاً».
إلى ذلك، قال رئيس مجلس النواب الأميركي جون بينر إن إيران لن تلتزم أي اتفاق بشأن برنامجها النووي وإنه على استعداد لزيادة العقوبات على طهران إذا اقتضت الضرورة ذلك.
وأضاف المسؤول الأميركي إن قادة إيران «ليست لديهم النية للوفاء بوعودهم» وكونهم يتفاوضون هو دليل على أن العقوبات المفروضة على إيران في الوقت الراهن تؤتي ثمارها.
وفي السياق، أعلن المتحدث باسم مفوضة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إن اجتماعاً عاماً يضم المفوضة ووزراء خارجية مجموعة «5+1» سيعقد قريباً من دون أن يحدد موعده.
في حين أكدت مصادر صحافية أن الجلسة التي كان من المخطط لها أن تعقد أمس في 15:30 بالتوقيت المحلي لمدينة لوزان السويسرية لم تتم، وأشارت إلى محادثات ثنائية أجريت بين الوفدين الصيني والفرنسي برئاسة وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونظيره الفرنسي لوران فابيوس.
وبحسب المعلومات، فقد جلب الوفد الصيني معه عرضاً إضافياً بخصوص النووي الإيراني تتعلق بمشكلة العقوبات، مع إشارة الوفد الصيني إلى تنسيقهم المواقف مع الطرف الروسي.
وفي السياق، أشارت مصادر صحافية إلى أن إيران والقوى العالمية الست تدرس تنازلات محتملة بهدف الخروج من الأزمة في المفاوضات، لكن مسؤولين حذروا من أنه لا يوجد اتفاق بعد وأنهم غير قادرين على تحقيق تقدم بشأن عدد من نقاط الخلاف الشائكة.
وفي تطور كبير، قال عدد من المسؤولين إن طهران أبدت استعداداً لقبول الاحتفاظ بأقل من ستة آلاف جهاز للطرد المركزي وإرسال معظم مخزونها من اليورانيوم المخصب للتخزين في روسيا، في حين نفى مفاوضون إيرانيون هذه الأنباء، وأكدوا عدم التوصل بعد إلى أي اتفاق وأن الحسم ينتظر وصول وزير خارجية روسيا مساء.
من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الإيراني أنه بات هناك فهم أفضل لدى الغربيين لملف إيران النووي.
وتدرس القوى الغربية من جانبها فكرة السماح لإيران بالقيام بأنشطة محدودة وتخضع لمراقبة مشددة لها صلة بالتخصيب لأغراض طبية في منشأة فوردو بحسب ما أفاد المسؤولون الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم.
إلى ذلك، أعلن عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني أن احتمال توصل إيران والسداسية إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي بنهاية مارس يتجاوز 50 في المئة. وقال: «لا يمكننا تحديد نسبة دقيقة، لكن نأمل أن تتجاوز 50 في المئة»، لافتاً إلى أن الوزراء الذين شاركوا في مفاوضات السبت 28 آذار انهمكوا بنشاط في العملية، مضيفاً «نحن في وضع من الضروري أن يتخذ الوزراء فيه القرار السياسي».
وأكد المسؤول الإيراني أن بلاده يمكنها الاتفاق مع السداسية الدولية حول عدد من قضايا البرنامج النووي في مفاوضات، مشيراً إلى تحقيق بعض التقدم في شكل أفكار جديدة، إلا أنه أضاف أن الحل لم يعثر عليه بعد.