مسرح دوار الشمس يضيء اليوم بعد سقوط القرار التعسفيّ لبلديّة بيروت المرتضى: حريصون على استمرار الحياة الثقافيّة في مدينة بيروت عطيّة: المحافظة على ما تبقّى من الإرث الثّقافيّ هو واجب وطنيّ وأخلاقيّ
عبير حمدان
أقدمت بلدية بيروت الاسبوع الماضي على تشميع مولد مسرح دوار الشمس في منطقة الطيونة بحجة عدم ملاءمته الشروط البيئية مما أدّى إلى إقفاله بعد غرقه في العتمة، مع العلم أن المنطقة مليئة بالمولدات الكهربائية إلا أن البلدية لم تر إلا مولد المسرح المذكور وفق تعبير الممثل فادي أبي سمرا الذي اعترض على القرار داعيا الناس للتحرّك من أجل إنقاذ المسرح مطلقاً حملة واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت عنوان “أنقذوا مسرح دور الشمس”.
كما وأكد أبي سمرا أن المنطقة المحيطة بالمسرح مليئة بالمولدات الكهربائية، لكن البلدية لم ترَ سوى مولد المسرح، ما يدعو للتساؤل حول سبب هذا الفعل.
وأضاف أبي سمرا بأسف: “نحن جمعية شمس نشحد الأموال لنبقي المسرح على قيد الحياة، وبلدية بيروت تقفله”.
وقد شهدت الحادثة تفاعل المتابعين عبر حساب أبي سمرا، واعتبروا هذا القرار ظالماً بحق الثقافة، وأكدوا تضامنهم الكامل مع فادي لإنقاذ المسرح.
لاحقا التقى وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى في مكتبه في “قصر الصنائع”، رئيس مجلس ادارة “مسرح دوار الشمس” فادي ابو سمرا بحضور نقيب الممثلين نعمة بدوي وعضوي النقابة أسامة شعبان وسعد حمدان.
واطلع المرتضى من ابو سمرا على “حيثيات الإغلاق المفاجئ، لا سيما انه سبق لادارة المسرح ان تجاوبت حين طلب اليها وضع فيلتر على داخون المولد، وان قدرة الادارة لم تكن تتحمل أكثر من فيلتر وطني، حيث ان دفتر الشروط الموضوع تجاوز الإمكانات المالية للمسرح”، وتمنى ابو سمرا على الوزير “المساعدة لإزالة الشمع الأحمر”.
وأجرى وزير الثقافة سلسلة اتصالات مع المعنيين بالموضوع بعد تبيان الأمر، وتوقع ان يفتح مسرح دوار الشمس أبوابه بدايةً الأسبوع المقبل.
وأول من أمس أعلن أبي سمرا، عن رفع ختم بالشمع الأحمر وضعته شرطة بلدية العاصمة اللبنانية بيروت على المولد الكهربائي لمسرح دوار الشمس، وكتب على حسابه في موقع فيسبوك: “إزالة الأختام عن مولد مسرح دوار الشمس هذا الصباح”.
الحملة التي أطلقها ناشطون تحت شعار «#أنقذوا_مسرح_دوار_الشمس»، بعد أن أثار قرار بلدية بيروت غضباً بين العاملين في المسرح ورواده على مواقع التواصل الاجتماعي، ودعوا فيها إلى إنقاذ ما تبقى من الحياة الثقافية في بيروت، وهاجموا بلدية المدينة، متهمين إياها باتخاذ قرارات عشوائية واستنسابية أثمرت استجابة سريعة، وقد غرّد وزير الثقافة في لبنان محمد مرتضى: «تلقيت للتو اتصالاً من سعادة محافظ بيروت. قضية مسرح دوار الشمس محلولة، والأختام سوف ترفع نهار الإثنين المقبل… الشكر لمن واكب وتعاون، ابتداء بدولة الرئيس ميقاتي مروراً بالنقيب نعمه بدوي وصولاً لسعادة المحافظ الحريص كل الحرص على استمرارية الحياة الثقافية في مدينة بيروت»!
واستدرك في تغريدة ثانية: “هذه المسرحية (حاكم طيبة الجديد) سوف تؤدّى اليوم وفي الأيام الثلاثة القادمة على مسرح دوار الشمس، ولهذا فإن أبواب المسرح ستفتح اليوم، ومولد الكهرباء فيه سيعمل، على أن تجرى نهار الإثنين المعالجات المطلوبة. شكراً لكل المتعاونين ومنهم بطبيعة الحال سعادة محافظ مدينة بيروت!»
من جهته أشاد عميد الثّقافة و الفنون الجميلة في الحزب السّوري القومي الاجتماعي الدّكتور كلود عطيّة بتدخّل وزير الثّقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى الّذي عمل مع الجهات المعنيّة لحلّ مشكلة المولّد الكهربائي لمسرح دوار الشمس وإزالة الشّمع الأحمر خلال اليومين المقبلين.
وقال عطية: مسرح دوّار الشّمس شكل على الدوام منبرًا للمواهب اللّبنانيّة ومتنفّسًا لطلّاب العلوم المسرحيّة في الجامعات حيث يعرضون فيه مشاريع دبلوماتهم، فيجدونه معبرًا لطموحاتهم ومركزًا لأحلامهم.
وختم: إنّ المحافظة على ما تبقّى من الإرث الثّقافي هو واجب وطني وأخلاقي، إذ لا بدّ من دعم الثّقافة بكافّة أشكالها ومستوياتها.
يذكر أن المسارح في لبنان تعيش أوضاعاً شديدة الصعوبة، إذ تقلص عددها خلال السنوات الماضية، وما تبقى منها، وبينها دوار الشمس، يعمل في ظروف خانقة وسط الأزمة المالية الصعبة التي تعيشها البلاد.
مع الاشارة إلى أن مسرح دوار الشمس ليس مسرحاً فقط، إنما هو متنفس لطلاب العلوم المسرحية في الجامعات ومكان تمارينهم وفيه يعرضون مع بداية شهر تموز مشاريع دبلوماتهم لتقييمها وتقرير مصيرهم الدراسي بالاستناد اليها.