سعاده… لم يغادرْنا
} الياس عشّي
في ضهور الشوير، وفي ظلال العرزال، حدث أنّ سعاده الغائب الحاضر، كان الشاهد الرئيس في عرس ذي طابع مدني، لرفيقين قوميين اجتماعيين هما عمر ونجوى.
مشهد سيكون علامة فارقة في حياة هذه الأمة، مشهد يعيدني إلى كتاب «ذلك الليل الطويل»، للكاتب المبدع محمد يوسف حمود، وتحديداً لمقال نشره في «كلّ شيء» وفي «الجيل الجديد»، بتاريخ كانون الثاني 1951 .
ماذا كتب؟
«لا، لم تعقَّكَ يا معلّمُ أمّةٌ، أنت حكيمها ورسولها!
لا… لا، ولم يخذلْكَ يا معلّمُ، وطن أنت ربيبه وحبيبه !
فأنتَ للأمة ما تزال النبراس في غيهب المصير !
وأنت للوطن ما تزال الرائدَ في مهْمَهِ المجهول !
هاكَ بلادَكَ التي علّمتها… تهتف باسمك،
وهاكَ مجتمعَكَ الذي وجهتَه… يصغي لندائك،
وهاكَ الأمناءَ والأوفياءَ، من الرفقاء رفقائك، والطلابِ طلابِك، يواكبون علم الرسالة وأنتَ فيهم …
وبعد صبرٍ يا معلّمُ ومصابرة، تنكفئ الجهالة، وتخسأ المكابرة، وتنتصر أنت، يا ابنَ موطن الروح الخصيب !
يا ابنَ من قال للشطوط: كوني منائر… فكانت»!
ماذا يمكن أن يُقال بعد هذا النداء للمعلّم؟
إنه مقال من نوع آخر،
إنه كتلة وجدانية تتحرك في كلّ الاتجاهات، تضعك مواجهة مع رسولية المعلّم، وحكمته، وقيادته، وصوته الذي ما زالت شواطئ المتوسط تباهي به، وترفع رايات النصر، في وجه الجهالة والظلاميين .
إنه إيماءة لأجيال لم تكن قد ولدت بعد، ورأينا، أمسِ، نموذجاً منها في ظلال العرزال…