مدارات هل تعيد «عاصفة» عباس إنتاج السيناريو اليمني في فلسطين؟
ناديا شحادة
في الرابع عشر من حزيران المقبل تمر ثماني سنوات على سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، الأمر الذي أدى الى زيادة الصراع الفلسطيني بين حركة حماس وحركة فتح، هذا الصراع الذي ادى الى مقتل العشرات من الحركتين وأدخل المئات من الشبان الى السجون، ما جعل مسؤول عسكري «إسرائيلي» يجيب عن سؤال للقناة الثانية «الاسرائيلية» حول تخفيض الجيش «الاسرائيلي» عملياته في القطاع والضفة قائلاً: «السبب ان فتح وحماس تقومان بالمهمة المطلوبة من الجيش «الاسرائيلي».
ويرى المتابع للشأن الفلسطيني ان كثيراً من الملفات العالقة بين الحركتين التي سرعان ما يخبو صداها حتى تظهر الاخرى، فتصريحات الرئيس محمود عباس في 28 آذار 2015 الذي طالب بـ»عاصفة الحزم» السعودية بالتدخل في غزة لقصف حماس وليس «إسرائيل»، لاعادة انتاج السيناريو اليمني في فلسطين وجلب حماس الى بيت الطاعة تماماً مثلما يجري العمل لإرغام الحوثيين على الخضوع لشرعية هادي، حيث استنكرت حركة المقاومة الاسلامية حماس هذه التصريحات وجاء على لسان الناطق الرسمي باسم الحركة في 28 آذار ان مطالبة عباس بموقف مماثل لموقف «عاصفة الحزم» أمر خطير وغير وطني.
ويتساءل المراقبون هل يريد «الإسرائيليون» والحكومات العربية صك براءة وحسن سلوك أفضل من هذا من رئيس السلطة الفلسطينية خصوصاً بعد تسارع الاحداث على الساحة السياسة في العالم العربي فبدل من المطالبة بأن تكون أول اولويات عاصفة الحزم التدخل لإنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان والمطالبة بوقف أي عدوان «إسرائيلي» على غزة ورفع الحصار عن الأخيرة جاءت لتطالب بمحاربة حماس.
تصريحات عباس جاءت لتخرج بعض الفلسطينيين من اداعائهم المتكرر خلال سنوات الربيع العربي بانهم خارج الصراعات المحلية وسياستهم القائمة على النأي بالنفس، فاليوم السلطة الفلسطينية تعلن أنها تقف مع محور اقليمي وفريق يمني ضد محور اقليمي آخر هو محور المقاومة ولتزيد التوتر والخلاف بين السلطة الفلسطينية وحماس الإخوانية المتهمة بأن لها مشروعها الخاص وهذا الاتهام تسوقه السلطة الفلسطينية التي لا تريد ان تحكم حماس قطاع غزة محاولة منها لانهاء حالة المقاومة من اجل ان تستمر السلطة بالمفاوضات المزمنة من دون أي افق لحل القضية الفلسطينية، وكان أشرف العجرمي وزير الأسرى الفلسطيني السابق قد أكد في 1 تشرين الاول 2014 ان حركة حماس صناعة إخوانية هدفها التصدي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وستبقى تنظيماً لا يختلف عن الجهاد الاسلامي وكل التنظيمات الموجودة وتحكم غزة بالحديد والنار وكل من يثور عليها تقتله على حسب تعبيره.
ويؤكد المتابعون انه من المؤسف ان رئيس السلطة الفلسطينية محمد عباس يتخذ موقفه بناء على تصنيف سياسي معين من موقفه تجاه ما يدور من احداث، فيصنف حماس على انهم من الاخوان المسلمين وسرطان خبيث يجب مقاومته ويشرع أي تدخل عسكري عربي للقضاء على هذه الفصائل في حين يدعم اخوان سورية واليمن وليبيا ويؤيد التكاتف ضد الحوثيين وتوجيه ضربات عسكرية على الشعب اليمني وتناسى الهدف الاساسي للشعب الفلسطيني وهو مقاومة الاحتلال، ويدعي انه يتحدث باسم الشعب الفلسطيني، فأين مصلحة الشعب الفلسطيني في ذلك الذي يدرك ان بتبنيه للمقاومة هو في حالة الدفاع عن النفس في مواجهة العدو «الاسرائيلي» من اجل تحرير وطنه وممارسة حقه في العودة الى وطنه واقامة دولته وعاصمتها القدس وقد اكد ذلك سماحة السيد حسن نصر الله في 27 آذار 2015 عندما توجه بسؤال لمحمود عباس هل مصلحة الشعب الفلسطيني يا ابو مازن ان تدعم عدواناً على الشعب اليمني؟