الموت يُغيّب فانوس ووزراء وفاعليات ينعونه: خسره كلّ صاحب رأي حرّ و تفكير أبيض
غيّب الموت رئيس «ندوة العمل الوطني» رئيس الركز الباحث والأكاديمي الدكتور وجيه فانوس إثر نوبة قلبية مفاجئة صباح أمس، عن عمر ناهز 74 عاماً.
وقد نعت شخصيات سياسية وفكرية ومؤسسات وجمعيات عدّة فانوس، فقال وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى «غادر إلى ديار الحق رئيس ندوة العمل الوطني الدكتور الباحث وجيه فانوس، الذي أثرى المشروع النقدي في لبنان والعالم العرب»، معتبراً أنه «كان المدافع الصنديد عن اللغة العربية والفكر العربي، إن على جبهته الأكاديمية في الجامعة اللبنانية والإسلامية أو لجهة نشاطه الثقافي على مدار حياته كأمين عام سابق لاتحاد الكتاب اللبنانيين أو في المجلس الاقتصادي الاجتماعي أو مسؤوليته في المركز الثقافي الإسلامي ورئاسة ندوة العمل الوطني، إلى مدى مواقفه في الدفاع عن أصالة الهوية الوطنية في مواجهة التغريب الأكاديمي والثقافي ناهيك عن مواقفه الوطنية في الدفاع عن لبنان في مواجهة التطبيع وتعزيز ثقافة المقاومة في مواجهة الاحتلال والهيمنة».
بدوره رأى وزير الشباب والرياضة جورج كلّاس، أن فانوس «مات عنّا في عطاء دائم وسعي مشكور لإعادة ترميم العلاقات بين المجتمعات الثقافية اللبنانية كما بين الأجيال الشبابية، من خلال جهاده الأكاديمي و حضوره الفكري و نضالاته الحوارية».
ولفت إلى أن «فانوس كان علماً من أهل الفكر والثقافة ومن أبرز المفكرين والنقّاد العرب في الأدب المقارن ومنهجية التفكير والتحليل و مقاربة المواضيع بروية وهدوء فكري، ما أحلَّه مكانة فكرية مايزةٍ في الجامعات و المنابر الأكاديمية العربية. خسره لبنان واتحاد الكتاب اللبنانيين وكلّ صاحب رأيٍ حرّ وتفكير أبيض. هو الذي كان يعتبر أن غياب المثقف عن دوره الوطني هو انتهاك للمواطنة و تخاذل في الواجبات».
ورثاه الرئيس تمام سلام قائلاً «خسرت بيروت ركناً من أركانها الثقافية والعلمية والاجتماعية»، مضيفاً «وجه مشرق ساهم على مدى سنين طويلة في محطات ومواقف ونشاطات وطنية عديدة، حققت له مكانة مرموقة في الأوساط الثقافية والعلمية والوطنية بين أقرانه ممن تفتخر بهم بيروت وصروحها ومؤسساتها العريقة «.
ونعت ندوة العمل الوطني رئيسها وأحد مؤسّسيها قائلة: «ترجّل فارس الفكر الوطني عن صهوة جواده، الدكتور وجيه فانوس قامة وطنية وفكرية وثقافية، أمضى عمره حتى لحظاته الأخيرة مثابراً ومدافعاً عن التوجه الوطني والعروبي والقضية المركزية فلسطين .
وتقدّمت الندوة من عائلته الكريمة وأصدقائه ورفاقه وتلامذته بأحرّ التعازي.
كما نعاه التحالف الوطني للإنقاذ والتغيير، وقال منسّق الهيئة التأسيسية للتحالف الوزير السابق د. عصام نعمان في بيان أمس: ببالغ الحزن واللوعة ننعي الى اللبنانيين والأمة القائد الوطني عضو الهيئة التأسيسية للتحالف الوطني للإنقاذ والتغيير الدكتور وجيه فانوس».
ونعت «جمعية المبرّات الخيرية» رئيس اتحاد مجالس أصدقاء المبرّات الدكتور وجيه فانوس فقيد العلم والثقافة والهامة الكبيرة التي ملأت حياتنا بالفكر ولوّنت أيامنا بالعطاء». وقالت في بيان «نخسر برحيله ناقداً وأكاديمياً وباحثاً في الآداب والتراث والحضارة الإسلامية المعاصرة، وشاغلاً لمناصب فكرية وأكاديمية متعدّدة، وعاملاً في سبيل العيش المشترك، والدفاع عن الأيتام والمحتاجين في العديد من مؤسسات العمل الخيري».
وختمت «نفتقد بوفاته، صديقاً صدوقاً معطاءً، وفياً لأمته ووطنه ولكل الناس، وناشطاً ملأ الحياة بالحركة والحيوية والنشاطات المتنوعة الهادفة إلى الوحدة والوعي والانفتاح».