أوان المعركة الوطنية لتحرير ثروات النفط والغاز من الهيمنة الأميركية ـ الصهيونية…
} حسن حردان
هل بدأت المعركة الوطنية بقيادة المقاومة لتحرير ثروات لبنان من النفط والغاز من الهيمنة الأميركية الصهيونية، وجاءت اللحظة المناسبة لكسر الحصار الأميركي التجويعي المفروض على لبنان.
هذا السؤال الملحّ بات اليوم مطروحاً بقوة على جدول الأعمال، لا سيما بعد كلام قائد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله بعدم السماح للعدو باستخراج وبيع النفط والغاز ما لم ينل لبنان حقوقه بالترسيم والاستخراج.. معلناً معادلة المقاومة الجديدة: «كاريش، وما بعد كاريش، وما بعد بعد كاريش»، مبيّناً أنّ المقاومة تتابع كلّ ما يُقابل الشواطئ الفلسطينية المحتلة من «حقول وآبار ومنصات».
انّ هذا الكلام الواضح والحاسم لقائد المقاومة يعني انّ المقاومة قرّرت خوض المعركة الوطنية لتحرير ثروات لبنان من الهيمنة الأميركية الصهيونية، وانّ هذه المعركة لا مساومة فيها مع العدو، الذي عليه أن يفهم بأنه لا يستطيع ان يستخرج ويبيع النفط والغاز إلى أوروبا، في حين أنّ لبنان لم يحصل على حقوقه وممنوع عليه المباشرة بالتنقيب والاستخراج من حقوله…
وهذا يعني أيضاً أنّ المقاومة قد تجهزت لخوض هذه المعركة، وانّ عملية إرسال المُسيّرات إنما كانت بداية هذه المعركة، وعلى العدو ان يفهم انّ المقاومة تملك القدرات في البحر والبر والجو لخوض هذه المعركة الوطنية بامتياز، وهي معركة انتزاع حقوق لبنان وكسر الحصار التجويعي الأميركي، كما خاضت المقاومة معركة تحرير الأرض من الاحتلال.. بل انها معركة استكمال تحرير الأرض، بالتحرر من الهيمنة الاستعمارية التي تمنع لبنان من استغلال ثرواته وبناء اقتصاد تنموي متحرر من قيود التبعية للمركز الرأسمالي الغربي..
انّ هذه المعركة الوطنية إنما هي معركة جميع اللبنانيين الذين يحلمون بالسيادة الحقيقية والتخلص من الجوع والفقر والعتمة والارتهان للمستعمر.. ولهذا المطلوب أقصى درجات الالتفاف خلف المقاومة لأجل الانتصار في هذه المعركة الوطنية، لا سيما انّ شروط تحقيق هذا النصر متوافرة ونسبتها عالية جداً لعدة أسباب:
السبب الأول، لأنّ المقاومة على حقّ وهي تدافع عن حقوق اللبنانيين في ثرواتهم ومنع العدو من سرقتها..
السبب الثاني، لأنّ المقاومة تسعى إلى انتزاع حق لبنان في استغلال ثرواته وإنقاذ اللبنانيين من أزماتهم المستفحلة..
السبب الثالث، لأنّ المقاومة التي هزمت العدو الصهيوني مرتين، وفرضت معادلات الردع في مواجهته، تملك القدرات التي تمكنها من إجبار العدو على التسليم بحقوق لبنان وبالتالي تحقيق نصر جديد..
السبب الرابع، لأنّ العدو الصهيوني بأمسّ الحاجة الى استخراج النفط والغاز في شهر أيلول المقبل لتصديره الى دول أوروبا التي تعاني من نقص كبير في الطاقة بعد الحظر الذي فرضته على استيراد الغاز والنفط من روسيا رضوخاً للضغوط الأميركية.. وهذا يعني أنّ العدو الصهيوني والولايات المتحدة والدول الأوروبية ليس لهم مصلحة بحصول حرب مع لبنان، لأنّ مصلحتهم الآن هي استخراج النفط والغاز، ولبنان مصلحته أيضاً في التنقيب واستخراج نفطه وغازه، ولهذا فإنّ المقاومة تستطيع اليوم أن تستغل هذه الحاجة «الإسرائيلية» الأميركية الأوروبية لأجل إجبار كيان العدو ومن ورائه الأميركي على الإقرار بحقوق لبنان، ورفع الحصار المفروض عليه والسماح للشركات الأجنبية البدء بعمليات التنقيب والاستخراج في الحقول اللبنانية…
خلاصة الأمر انّ لبنان ليس لديه ما يخسره إذا ما خاض هذه المعركة الوطنية بقيادة المقاومة، فهو يعاني حالياً ما هو أسوأ من الحرب، فيما إمكانية ربح هذه المعركة وإخراج لبنان من أتون أزماته، ومن الإذلال الوطني والحرمان، وبالتالي تحقيق العزة والكرامة الوطنية، إمكانية كبيرة جداً للأسباب الآنفة الذكر.