هل تطيح «عاصفة الحزم» بحوار حزب الله – «المستقبل»؟
محمد حمية
بات واضحاً أن الفيتو والضغوط السعودية على تيار المستقبل وقوى الرابع عشر من آذار تعتبر السبب الرئيسي الذي عطل انتخابات الرئاسة الاولى وبالتالي أطاح بحوار التيار الوطني الحر و«المستقبل» وبالرئاسة معاً ليخيم الشغور على قصر بعبدا على مدى عشرة شهور حتى إشعارٍ آخر، ويبقى السؤال هل يطيح الضغط السعودي على لبنان بعد «عاصفة الحزم» بحوار حزب الله «المستقبل»!
عشية اليوم الثاني للعدوان السعودي على اليمن وفي إطلالة تلفزيونية حمّل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله السعودية بشخص وزير خارجيتها سعود الفيصل مسؤولية تعطيل الانتخابات الرئاسية بسبب فيتو الفيصل على مرشح طبيعي ومنطقي يمثل الحيثية الوطنية والمسيحية، في اشارة الى العماد ميشال عون.
وكان عون قد اتهم في حديث تلفزيوني في تشرين الثاني من العام الماضي الفيصل بأنه هو من عطل انتخابات الرئاسة اللبنانية بسبب الفيتو الذي وضعه على اسمه.
وعلى رغم الحوار بين عون والرئيس سعد الحريري الذي استمر اشهراً الا أنه وصل إلى طريق مسدود على صعيد الانتخابات الرئاسية، ما أدى إلى توقفه، أما السبب بحسب عون لأن الفيصل وضع فيتو على اسمي»، متسائلاً في حديث صحافي: «كيف ان قراراً من خارج لبنان يمكنه ان يعطل انتخاب رئيس جمهوريتنا!»، ثم كرر عون اتهامه السعودية بتعطيل الانتخابات الرئاسية بحديث تلفزيوني في الخامس من كانون الثاني من العام الحالي.
مرة جديدة يوضع حوار حزب الله «المستقبل» أمام امتحان صعب في ظل الخلاف الحاد بين الطرفين الذي استجد إثر الحرب السعودية العربية على اليمن، فقد وصف السيد نصر الله في خطابه الاخير الحرب التي تنفذها السعودية ودول أخرى ضد اليمن بالعدوان، محذراً أن استمرارها ستكون نتيجته هزيمة النظام السعودي وانتصار الشعب اليمني، كما اتهم السعودية بالوقوف خلف العديد من الحروب والعمليات الارهابية في المنطقة.
لم يتأخر الحريري في إعلان الردّ على مواقف نصر الله حيث غرد عبر «تويتر» واصفاً كلام نصر الله بأنه «عاصفة من الكراهية ضد السعودية ودول الخليج».
لم تكتف السعودية بكلام الحريري بل سارع السفير السعودي في لبنان علي بن عواض عسيري للرد، معتبراً في بيان «ان خطاب نصر الله عبّر عن ارتباك لدى الجهات التي يمثلها وتضمن الكثير من الافتراء والتجني في حق السعودية إضافة إلى الكثير من المغالطات».
في ظل هذه المواقف التصعيدية لم يكن الضغط السعودي على الدول العربية لا سيما على مصر أقل من الضغط على لبنان وحكومته لاتخاذ مواقفٍ داعمة للسعودية بحربها على اليمن في القمة العربية، فاضطر رئيس الحكومة تمام سلام في كلمته في قمة شرم الشيخ إلى تنفيذ ما طلبته السعودية، فأعلن تأييد لبنان الحملة العسكرية على اليمن لكنه في الوقت نفسه طالب بتحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية.
تصعيد المواقف خلال الأيام الاخيرة تكاد تنذر بتهديد الحوار لا بل بنسفه، لا سيما أن حزب الله حذر على لسان النائب محمد رعد منذ اسبوعين بعد البيان الختامي لمؤتمر قوى 14 آذار مخاطباً المستقبل: «إما أن تلتزموا بالحوار أو دعونا نذهب كل واحد منا في حال سبيله».
إلا أن ما انتهى إليه كل من نصر الله والحريري في كلامهما الاخير يؤكد أن الطرفين يعملان على تحييد الحوار عن الخلافات حول الملفات الاخرى، فقال نصر الله: اخترنا الحوار مع المستقبل لمنع إنهيار البلد، مؤكداً مواصلة هذا الحوار رغم محاولة عدد من شخصيات المستقبل تعطيله.
أما الحريري فقد ختم «تغريداته» على «تويتر» قائلاً: «لأن مصلحة بلدنا تعلو فوق كل اعتبار فإننا نؤكد ضرورة مواصلة الحوار لحماية لبنان».
أما تأكيد استمرار الحوار جاء من عرابه رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أكد امام زوّاره أمس أنّ «الحوار أثبَت انّه حاجة وطنية وأنّه حقّق استقراراً ملموساً، وقال: «إنّ هناك حرصاً لدى الجميع على هذا الحوار، وستُعقد الجولة الجديدة منه في موعدها الخميس المقبل».
بعد أن تجاوز حوار حزب الله – «المستقبل» عملية المقاومة الأخيرة في مزارع شبعا وبعد أن نجا من قنابل السنيورة السياسية وعاصفة الشهادات في المحكمة الدولية، هل سيبقى صامداً أمام «عاصفة الحزم» السعودية؟