حزب الله: موقف سلام في القمة العربية لا يعبر عن لبنان الرسمي

أكد حزب الله «أن موقف رئيس الحكومة تمام سلام في القمة العربية يعبر عن وجهة نظر قسم من اللبنانيين لا عن لبنان الرسمي». ولفت إلى أنه «لولا المقاومة لكنا اليوم نبحث عن بلدنا في مخيمات النازحين»، مشيراً إلى «أن أحداً لا يمكنه أن يعيد شعوبنا إلى مرحلة الاستعباد والخضوع». وشدد على «أن مواجهة التحريض الطائفي تكون بالاصرار على الحوار لأنه يضيق مساحات الخلاف والافتراء بتبيان الحقائق».

وفي السياق، أكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش «أن ما تحقق هنا في لبنان من انتصار المقاومة على العدو «الإسرائيلي» ليس أمراً بسيطاً، بل هو بداية تحول في مستقبل لبنان الذي بات يعيش أبناؤه حالاً من الطمأنينة والثقة بقدرة المقاومة بعد طول اختبار، وبعدما أثبتت المقاومة وقادتها وقائدها صدقية في إدارة الصراع، وفهم معادلاته والإعداد والاستعداد لمواجهة التحديات والمخاطر، فبات العدو «الإسرائيلي» يشعر بمعادلة الردع، وبات يضيق بقدرة المقاومة على محاصرة دوره، بل بات يشعر ويستشعر مع الذين دعموه بخطورة انتشار هذا النهج».

وقال فنيش في احتفال تكريمياً أقامه حزب الله في صور لكبار السن في المدينة: «لا يمكن لأحد أن يعيد شعوبنا إلى مرحلة الاستعباد والخضوع، فهذه مرحلة مضت بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران التي هي شوكة في عيونهم، ومع تجربة المقاومة في لبنان ومع الصمود الرائع في سورية، ومع هزيمة المشروع الأميركي في العراق لا يمكن لأحد أن يعيد عجلة الزمن إلى الوراء، فهذه الشعوب عرفت معنى الحرية، وأدركت قيمة نهج المقاومة، وهي اليوم منخرطة في هذا المشروع، مهما طال الزمن».

وعلق وزير الصناعة حسين الحاج حسن في تصريح أمس على مواقف رئيس الحكومة تمام سلام في مؤتمر القمة العربية بالقول: «استمعنا لخطاب الرئيس سلام في مؤتمر القمة العربية في شرم الشيخ، والذي برر فيه ما تقوم به بعض الدول العربية من عدوان على اليمن وشعبه، وأيضاً تأييده لإنشاء قوة عربية مشتركة من خلال الجامعة العربية. ولفت إلى «أن هذين الموقفين: العدوان على اليمن وإنشاء القوة العربية المشتركة، لم يناقشا في الحكومة اللبنانية، وما أدلى به الرئيس سلام يعبر عن وجهة نظر قسم من اللبنانيين ولا يعبر عن وجهة نظر لبنان الرسمي المتمثل بالحكومة اللبنانية، وسوف نطرح هذا الأمر للنقاش في أول جلسة لمجلس الوزراء اللبناني».

وأكد النائب نواف الموسوي «الاستعداد التام للمضي في حوار يشكل حاجة للبنانيين جميعاً بالقدر نفسه وليس لطرف محدد، لأن من شأن الحوار أن يضيق مساحات الخلاف وأن يفتح إمكان التوصل إلى تفاهمات».

وقال: «نحن لطالما كان نهجنا على المستوى الوطني نهج من يسعى إلى الحوار والتفاهم والتوافق، لأننا كنا ولا نزال نعتقد بأن مهمتنا الوطنية هي حماية بلدنا وأن ذلك لا يكون إلا بتوجيه البندقية نحو العدو الحقيقي الذي يتربص بنا جميعاً وهو العدو الصهيوني وأداته المعاصرة وهي العدو التكفيري الذي يشبه العدو الصهيوني في منطلقاته وغاياته وأساليبه».

وأكد في احتفال تأبيني في بلدة حداثا الجنوبية «مواجهة التحريض الطائفي بالإصرار على الحوار ومواجهة الافتراء بتبيان الحقائق على طاولة الحوار وحيث يلزم. ونحن نعتقد بأن جميع الجماعات اللبنانية مهددة وفي طليعتها المسيحيين لا في لبنان فحسب، وإنما في الشرق أجمع، حيث في كل مكان اعتمدت سياسة أميركية أو سياسة التكفير، تهجر المسيحيون بسبب ذلك. ومن هنا نحث القوى السياسية على إيجاد التفاهم الذي يفتح الطريق أمام انتخاب رئيس قوي يعبر عن الأكثرية المسيحية، وعن الإرادة المسيحية الحقة بحيث تكون في ذلك رسالة للمسيحيين في العالم وفي الشرق بأن عليهم أن يبقوا هنا لنواصل معاً صوغ تجربة فريدة من العيش الواحد بين أتباع الديانات المختلفة في مواجهة الصيغة الصهيونية القائمة على أحادية الدين، وفي مواجهة الصيغة التكفيرية القائمة أيضاً على أحادية التنظيم وإعدام ما عداها».

وحذر الموسوي من «الإنجرار تحت أي ظرف من الظروف إلى انقسام مفتعل ومختلق تعمد وسائل إعلام مدفوعة الأجر إلى فرضه على الواقع، وهو الانقسام الطائفي والمذهبي»، مشدداً على «أن الصراع الذي يدور في هذا الموقع أو ذاك ليس إلا صراعاً بين أصحاب حق في تقرير مصيرهم لأنفسهم واستعادة حرية قرارهم، وبين طغاة مستكبرين لا يرون في الأرض إلا جغرافيا سياسية يعملون على تكييفها بحيث تحفظ مصالحهم النفطية والاستراتيجية، فالشعوب ليست كميات تقاس، ولا الأوطان كانت جغرافيا سياسية، إنما هي تعبير عن إرادة الشعب الحر في أن يكون له قراره المستقل».

وأشار إلى «أن إضعاف مؤسسات الدولة السورية يصب في خدمة الاتجاهات التكفيرية المتطرفة، وبالأمس أطل أحدهم في مدينة إدلب ممن يحلو للبعض زوراً أن يطلق عليه أو على هذه المجموعة إسم الثوار، ليتحدث عن انتصار مجموعته، ومن تحدث هو الذي شق صدر الجندي السوري وكدش قلبه، فهل هذا هو المصير الذي ينتظره من يسمون أصدقاء سورية أو أصدقاء ما يسمى الثورة السورية، أن تنتصر المجموعات التي تقطع الأجساد وتنهش القلوب والأكباد، هل هذا هو الانتصار على الرئيس بشار الأسد؟ عبر الإتيان بتكفيريين يهدمون ويدمرون ويذبحون ويستبيحون ويسبون، هل هذا هو المطلوب؟ من هنا يأتي تمسكنا ببقاء الدولة السورية قوية بمؤسساتها جميعها».

واعتبر النائب حسن فضل الله «أن الذين أزعجهم موقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وأثارهم إنما يقولون اشهدوا لي عند الأمير، فهذه هي مقولتهم اليوم، ويريدون أن يسجلوا شهادة عند السلاطين والأمراء أنهم اعترضوا واحتجوا وشتموا»، متسائلاً: «متى كانت الشتيمة تؤثر على مواقفنا وثباتنا. ومتى كان التهويل يغيّر من قناعاتنا. ومتى كانت الحرب النفسية والإعلامية والسياسية والعسكرية تؤثر على عزيمتنا».

وأكد فضل الله في كلمة له خلال إحتفال تأبيني في مدينة بنت جبيل لمناسبة مرور أسبوع على استشهاد خطار توفيق عبد الله، أنه «لولا المقاومة لكنّا اليوم نبحث عن بلدنا في مخيمات النازحين، أو في الزواريب والسياسات الملتبسة هنا وهناك، ولكن بفضل هذه المقاومة وتضحيات شهدائها بقي لنا بلد اسمه لبنان، وشعب اسمه الشعب اللبناني»، مشيراً إلى «أن ما كان واضحاً للمقاومة منذ بدايات المعركة في مواجهة هؤلاء التكفيريين، قد ثبت اليوم للجميع، ولذلك فإن الكل يتحدث في لبنان عن هذا الخطر التكفيري الذي دعونا الجميع ليكون جزءاً من مواجهته ضمن استراتيجية وطنية يؤدي الجيش اللبناني فيها دوراً أساسياً».

وأضاف فضل الله: «نقف إلى جانب الجيش في مواجهة الجماعات التكفيرية أو في الإنجازات التي يحققها على المستوى الأمني في تفكيك هذه الشبكات التكفيرية، وآخرها الشبكة التي اعترفت أنها قتلت فواز بزي ابن هذه المدينة، واغتالته في طرابلس»، مؤكداً «أننا عندما نقدم التضحيات في مسيرة المقاومة، فإننا نقدمها دفاعاً عن الجميع حتى عن أولئك الذين يختلفون معنا في السياسة أو الذين لا يرون رؤيتنا، لأن هذا الخطر هو خطر على الجميع، وواهم من يعتقد أنه بمنأى عنه».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى