دريد لحّام: أرض الجنوب أصبحت كحلاً للعيون بعدما قدّستها دماء الشهداء
محمد أبو سالم
كرّمت مجموعة «يا صور» الإعلامية الاجتماعية، الفنّان السوري القدير دريد لحّام، باحتفال حاشد أقيم في «مركز باسل الأسد الثقافي»، بحضور عقيلة لحّام وشقيقته، ورئيس مجموعة «يا صور» هيثم شعبان وأعضاء الهيئة الإدارية، رئيسة مؤسسات الإمام الصدر في لبنان رباب الصدر شرف الدين، عبد المولى المولى ممثلاً مدير عام «الريجي» المهندس ناصيف سقلاوي، ورئيس اتحاد بلديات صور عبد المحسن الحسيني، نائب رئيس بلدية صور صلاح صبراوي، مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار الحبال ممثلاً بِعلي الفران، رئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس، رئيس مصلحة الصحة في الجنوب الدكتور حسن علوية، كما حضر ممثّلون عن الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية ورؤساء مجالس بلدية واختيارية وفاعليات اجتماعية وثقافية وتربوية وإعلامية.
بعد النشيدين اللبناني والسوري ونشيد المجموعة، وتقديم الاحتفال و«كورال مؤسسات الإمام الصدر»، كانت كلمة لشعبان قال فيها: «إنّ دريد لحام هو صوت ضميرنا الوطني والقومي، هو أكبر بكثير من فنان أو ممثل أو نجم سينمائي أو مسرحي، هو سفير الفقراء والكادحين، وضمير الشرفاء والمظلومين، وصوت الأحرار والمقاومين. هو المواطن العربي العابر كلّ الحدود الجغرافية والطائفية والمذهبية، هو الإنسان الإنسان».
وتابع: «أهلاً بك في مدينة صور، عاصمة المقاومين وقلعة العروبيين، والمدينة التي تحكي سيرتها عبر تاريخها العريق، حكاية التعايش الحقيقي بين أبنائها. إن مدينة صور تفتخر اليوم بتكريمك أيها الكبير الذي لا ينقصه التكريم، وأيها المكرّم في قلب كل حرّ شريف أحبك وضميره ووجدانه، لأنك كنت مرآته الصادقة، وصوته الصدّاح على رغم القمع، وكنت ضميره الحيّ الذي لم يستكن يوماً أمام جور أو ظلم أو قهر».
وألقى عضو مجلس بلدية صور المحامي خضر عكنان كلمة البلدية، فأشاد بلحّام وإنجازاته في الفن والمسرح. وثمّن حفل التكريم، وقال عن لحّام أنّه الأسطورة والذي أدخل البسمة والفرحة إلى قلوب الناس، وأن صور تكرّم من ينادي بالوحدة الوطنية في زمن التفرقة.
وبعدما قدّم الفنان سليمان عوض أغنية لحّام «يامو»، ألقى المكرّم كلمة شكر فيها صور وقال: «لقد لامستم قلبي في العمق، لامستم خاطري ووجداني وتاريخي وخطّطتم لمستقبلي أيضاً. نحن في هذا العمر نعتبر أنفسنا الجيل القديم، وبهذا التكريم أعتبر نفسي الجيل المقبل».
وأضاف: «قال يونس الابن، الشاعر اللبناني الرائع عام 1970: لبنان باقي للأبد، ونحنا سياجه مثل ما بدّو، والذئاب بغفلة الرعيان ياما تعدّوا. صور اليوم بوابة بيادر الشهداء والمقاومة، الجنوب سياج الكرامة كرامة العرب وعنوانها، ولم يغف الرعيان فيه، حملوا المقاومة عن أجدادهم منذ ثلاثة آلاف سنة، قاوموا الاسكندر والغزاة، وعجز الاسكندر من أن ينال من صور. لقد علموا العالم كيف يكون الانتماء والإباء، وكيف تحمى الأوطان».
وتابع: «منذ قيام دولة الكيان الصهيوني الغاصب عام 1948، أصابني اليأس. إلى أن انبثق نور الامل من مشاعل حملتها حفنة من الشباب المقاومين الذين عشقوا الله وانتصروا على الجيش الصهيوني الذي قيل عنه إنه لا يقهر. عاد قلبي ينبض من جديد، وأصبحت شاباً على رغم السنوات الثمانين من عمري. كل سنة أزداد شباباً بفضلكم. إن الاتجاهات الاربعة قد اختصرت في الجنوب اللبناني، أرض الجنوب أصبحت كحلاً للعيون بعدما قدّستها دماء الشهداء».
وختم: «يحقّ لي أن أفخر بانتمائي إلى لبنان لأنه منحني خفقة القلب الأولى من أمّ من هنا. إن تكريمكم يضعني أمام سؤال أن أكون أهلاً لهذا التكريم. التكريم جاء من بوابة بيادر الشهداء صور مدينة الامام السيد موسى الصدر الذي جعلها في صدارة البلدان، وقد كان لي شرف اللقاء مع الامام موسى الصدر مرّتين، وتعلمت منه معنى الوطن حين قال لي: الوطن كي يكون قوياً يجب أن يكون شراكة إنسانية لا شركة مساهمة».
وبعدما شكر صور ومكرّميه، غنّى بصوته أغنية «يامو»، كما عُرض ريبورتاج وآراء وتحية من أهالي المدينة إلى المكرّم، وريبورتاج عن أعماله.
وتسلّم لحّام دروعاً تقديرية من مجموعة «يا صور» ومن الحسيني وصبراوي.