رياضة

للمرّة الألف… بيكفّي تشفّي

} إبراهيم وزنه

أصبحت عملية ربط النتائج الجيدة التي يحققها منتخبنا الوطني بكرة السلة بما يحصل في لعبة كرة القدم وما يسجّل من نتائج متواضعة لمنتخباتها بمثابة منصّة للتشفّي وشن الحروب من قبل بعض ضعاف النفوس، فبعد كل فوز لمنتخبنا السلّوي ترتفع الأصوات مدحاً وثناءً لمن يستأهلون ذلك من جميع اللبنانيين تقديراً لإنجازاتهم، لكن السؤال الذي يفرض نفسه، لماذا التصويب على اتحاد كرة القدم بشكل استفزازيّ مصحوب بمقارنات غير منطقية؟ فهل يعلم الصائدون في الماء العكر بأن منتخب أميركا بكرة السلة وهو الأشهر والأقوى والأفضل في العالم يقابله منتخب أميركي بكرة القدم متواضع المستوى بالكاد يتأهل إلى نهائيات كأس العالم، ويسعفه للتأهل تواضع عدد الدول المشاركة ضمن التصفيات الخاصة بالأميركيتين الشمالية والوسطى والكاريبي.

وبالعودة إلى واقعنا الكروي، الرابض تحت أثقال متنوّعة وعديدة، وخصوصاً لجهة عدد الأندية (146) الموزّعة مناطقياً وطائفياً وسياسياً على بلد صغير المساحة كثير الغلبة، بالاضافة إلى أن معظم هذه الأندية تئن صناديقها من الخواء، وغالبيتها بلا ملاعب! وفي الحديث عن ملاعب الدولة، فهي أصبحت خاضعة أما لبلديات أو لمجالس إدارات رسمية معدومة الفعالية، حتى استحالت بفعل الهجر وغياب الاهتمام والصيانة  جرداء قاحلة بلا مقوّمات ولا تجهيزات ولا من يحزنون، وبناء عليه ندعو حملة سهام النقد العشوائيّ للقيام بجولة عليها ابتداءً من الشمال وصولاً إلى الجنوب مروراً بالبلدي والمدينة الرياضيةحيث لا حياة لمن تنادي.

أما على جبهة كرة السلة، فالمشهد حافل بالإيجابيات، الملاعب متوفرة بكثرة، ورواتب اللاعبين في نادٍ واحد أو ناديين على الأكثر تعادل جميع رواتب اللاعبين في أندية كرة القدم، والمقارنة هنا محصورة بأندية الدرجة الأولى طبعاً، ناهيكم أن اختيار أربعة لاعبين مميزين ليدافعوا عن سلّة لبنان على أرض الملعب ومعهم المجنس المميز الخامس، مهمة سهلة جداً بالمقارنة مع اختيار 11 لاعباً خاضوا موسمهمبطلوع الروحفي ظلّ شحّ مادي وألم اجتماعي نتيجة كم الضغوط المعيشية التي تحيطهم من كافة الجهاتما يعني، أن لاعب كرة السلة يعيش البحبوحة فيما لاعب كرة القدم أسير المرجوحة، من هنا نجد أن المقارنة غير عادلة بين اللعبتين، نظراً لاختلاف الظروف بشكل واضح وعلى أكثر من صعيد، وأختم بصريح العبارةبيكفّي تشفّي، وكفى مقاربات نابعة من أحقاد مع قصر نظر وانعدام الاتزان، وعجبي ممن يعرف ويحرف.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى