إسبانيا تبحث عن ثأرٍ معنوي من هولندا… وكونتي يأمل بالفوز أمام إنكلترا
يدخل المنتخب الإسباني إلى مواجهته الودية مع مضيفه الهولندي اليوم في أمستردام وفي أذهان لاعبيه الهزيمة المذلّة التي مني بها «لا فوريا روخا» في كأس العالم 2014 الصيف الماضي في البرازيل في مستهل حملة الدفاع عن لقبه العالمي.
وتمكّنت الطواحين الهولندية في 13 حزيران الماضي من تحقيق ثأرها من المنتخب الإسباني، لتذله بخماسية مقابل هدف في سالفادور دي باهيا، موجهةً ضربة قاسية لرجال المدرب فيسنتي دل بوسكي وممهدةً الطريق أمام خروجهم المخيب من الدور الأول.
وكان المنتخبان الأوروبيان قد وصلا في كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 إلى المباراة النهائية وخرج «لا فوريا روخا» فائزاً بهدفٍ سجله أندريس إنييستا في الشوط الإضافي الثاني، مانحاً بلاده لقبها العالمي الأول لتضيفه إلى لقب كأس الأمم الأوروبية 2008 ثم ألحقته بلقبٍ قاري ثانٍ في 2012.
لكن إسبانيا استهلّت مسعاها لرباعية أسطورية بطريقة مخيبة ومذلّة تماماً إذ تلقت شباكها 5 أهداف أو أكثر للمرة الأولى منذ خسارتها أمام اسكتلندا 2-6 في حزيران 1963.
وقد أرسل المنتخب الهولندي حينها رسالة قوية جداً إلى جميع منافسيه بأنه سيكون الرقم الصعب جداً في البرازيل التي كانت للمفارقة صاحبة أكبر فوز على إسبانيا في كأس العالم 1950 بنتيجة 6-1، لكن مشوار «البرتقالي» انتهى في دور نصف النهائي على أيدي الأرجنتينيين بركلات الترجيح بعد تعادلهما 0-0 في الوقتين الأصلي والإضافي 0-0 واكتفى في النهاية بجائزة الترضية من خلال الفوز بالمركز الثالث على حساب البرازيل المضيفة 3-0 في آخر مباراة له بقيادة لويس فان غال الذي ترك المهمة لغوس هيدينك.
ويدخل الفريقان المباراة وهناك الكثير من التشكيك بقدرتهما على استعادة بريق الأعوام الأخيرة إذ أن إسبانيا تحتل المركز الثاني في مجموعتها الثالثة ضمن تصفيات كأس الأمم الأوروبية 2016 التي شهدت سقوطها في الجولة الثانية أمام سلوفاكيا وفوزها غير المقنع على أوكرانيا الجمعة الماضي على أرضها 1-0 في الجولة الخامسة، فيما لم تحقق هولندا التي كانت في الأعوام الأخيرة من أفضل المنتخبات في التصفيات، إن كان كأس الأمم الأوروبية أو كأس العالم FIFA، سوى فوزين من مبارياتها الخمس الأولى.
لكن بإمكان الإسبان التفاؤل بالجيل الجديد من اللاعبين، على غرار إيسكو وكوكي والحارس دافيد دي خيا وألفارو موراتا الذي سجل هدف الفوز على أوكرانيا في المشاركة الأولى له كأساسي، خصوصاً أنهم من خريجي منتخب الشباب الذي توّج بلقب كأس الأمم الأوروبية تحت 21 سنة في النسختين الأخيرتين.
ويؤمن إيسكو بأن اللاعبين الجدد بحاجة إلى القليل من الوقت من أجل استعادة وتيريتهم الهجومية واللعب السلس الذي ميّز «لا فوريا روخا» منذ تتويجه بكأس الأمم الأوروبية عام 2008، وهو قال بهذا الصدد: «صحيح أننا لا نسجل الكثير من الأهداف مع المنتخب الوطني لكننا نخلق الكثير من الفرص وهذا الواقع العقم الهجومي قد يتغير من مباراة إلى أخرى. الأمر يتعلق بالحاجة إلى المزيد من الغريزة القاتلة».
ولم يكن موقف دل بوسكي مخالفاً لرأي مهاجم ريال مدريد وهو اعتبر بأن الجميع ينظر بشيء من التشاؤم إلى أداء المنتخب استناداً إلى خيبة كأس العالم وليس إلى الواقع الحالي مضيفاً: «كل شيء يبدو سيئاً بسبب ما حصل في البرازيل لكن الأمر ليس كذلك. نحن نقوم بأمور جيدة. إسبانيا ليست بعيدة كثيراً عما كانت عليه في السابق».
وإذا كان هناك بعض النواحي إيجابية في فريق دل بوسكي فإن الأمور أكثر تعقيداً في معسكر المنتخب الهولندي الذي يخوض اللقاء من دون نجميه آريين روبن وروبن فان بيرسي اللذين سجلا أربعة من أهداف بلادهما الخمسة في الفوز التاريخي الصيف الماضي.
ويبدو «البرتقالي» شبحاً للفريق الذي حلّ ثالثاً في كأس العالم البرازيل 2014 من دون أن يخسر أية مباراة، ما يزيد الضغط على المدرب الجديد-القديم هيدينك الذي استهل مهماته بخسارة ودّية أمام إيطاليا 0-2 ثم أخرى أمام تشيكيا 1-2 في بداية التصفيات القارية التي شهدت سقوطه أيضاً أمام أيسلندا 0-2 في الجولة الثالثة، وصولاً إلى تعادل السبت أمام تركيا على أرضها 1-1 في مباراة كان المنتخب الهولندي متخلفاً فيها حتى الدقيقة الأخيرة قبل أن ينقذه كلاس يان هونتيلار.
إيطاليا – إنكلترا
يأمل أنطونيو كونتي أن يحقق عودة ناجحة إلى ملعب فريقه السابق يوفنتوس وذلك عندما يقود منتخب إيطاليا في مباراته الودية الصعبة اليوم أيضاً ضد إنكلترا على «يوفنتوس ستاديوم».
ويعتبر كونتي من أساطير يوفنتوس بعدما تألق في صفوفه كلاعب وأحرز معه لقب الدوري 5 مرات والكأس وكأس السوبر ودوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الأوروبي وكأس السوبر الأوروبية وكأس الإنتركونتيننتل مرة واحدة، ثم توّج معه كمدرب بلقب الدوري 3 مرات وكأس السوبر مرتين قبل أن يتركه الصيف الماضي.
وعلى رغم استقباله بحفاوة من قبل جماهير «بيانكونيري» الذين شاهدوه في شوارع تورينو بعد وصوله مع المنتخب استعداداً لمواجهة الإنكليز في إعادة لمباراتهما في الدور الأول من البرازيل 2014 الصيف الماضي حين فاز الآزوري 2-1 لكن ذلك لم يجنبه الخروج مع «الأسود الثلاثة» من الدور الأول، فإن كونتي يخشى أن يودّع المدينة تحت صافرات الاستهجان في حال لم يتمكّن رجاله من تقديم المطلوب منهم.
ولم يظهر المنتخب الإيطالي بالشكل المطلوب في المباراة التي خاضها ضد بلغاريا 2-2 في تصفيات كأس الأمم الأوروبية 2016 حيث احتاج لهدف من البرازيلي الأصل إيدير مارتينيز لإدراك التعادل في الدقيقة 84 من المباراة التي تقدم خلالها منذ الدقيقة 4 بهدف هدية من فيسلين مينيف الذي حوّل الكرة في شباك بلاده، لكنه أنهى الشوط الأول متخلفاً 1-2 بعد أن اهتزت شباكه بهدفين في غضون 6 دقائق.
وبدا الدفاع الإيطالي ضعيفاً في التعامل مع الهجمات المرتدة ما دفع كونتي إلى استدعاء مدافع ميلان إيغنازيو أباتي ومدافع إنتر ميلان دافيدي سانتون لمواجهة إنكلترا التي تقدم أداءً مميزاً حتى الآن في التصفيات القارية حيث خرجت فائزة من جميع مبارياتها الخمس، آخرها على ليتوانيا 4-0.
وقال كونتي الذي بإمكانه أن يعتمد مجدداً على الحارس القائد جانلويجي بوفون الذي انسحب من المباراة الماضية بسبب المرض: «اهتزت شباكنا بهدفين بعد هجمتين مرتدتين، وهذا أمر يجب أن نعمل على تحسينه».
ولا تنحصر مشكلة كونتي بالدفاع والتعامل مع الهجمات المرتدة، بل المعضلة الكبرى بالنسبة له في الخطّ الأمامي بعد أن فشل مهاجما ساسوولو سيموني زازا وبوروسيا دورتموند الألماني تشيرو إيموبيلي في الوصول إلى الشباك خلال اللقاء الأخير في صوفيا.
وقد يشعر كونتي بإغراء إدخال تعديلات بالجملة على تشكيلته الأساسية في ظلّ وجود إيدر ومانولو جابياديني وغراتسيانو بيلي وفرانكو فاسكيز الذين ينتظرون فرصتهم.
ومن المؤكد أن مهمة كونتي الذي يحتل فريقه المركز الثاني في مجموعته ضمن تصفيات كأس الأمم الأوروبية وبفارق نقطتين خلف كرواتيا المتصدرة فيما تبدو إنكلترا مرتاحة تماماً في مجموعتها حيث تتصدر بفارق ست نقاط عن ملاحقتيها سويسرا وسلوفينيا، لن تكون سهلة وفي حال تلقي الأزوري هزيمته الأولى أمام الإنكليز على أرضه منذ 24 أيار 1961 2-3 في مباراة ودية أيضاً سيصبح نجم وسط يوفنتوس السابق محطّ انتقادات الصحافة ووسائل الإعلام على حدٍّ سواء.
لكن قلب دفاع يوفنتوس جورجيو كييليني ساند مدربه الحالي والسابق واعتبر بأن الوقت حان لكي يمنح كونتي فرصة القيام بما يراه مناسباً، مضيفاً: «كونتي والمنتخب الإيطالي لا يستحقان الوجود في هذا الوضع». وواصل: «على الجميع النظر إلى المنتخب الوطني من زاوية مختلفة من دون اللجوء دائماً إلى الانتقاد، يجب السماح له للمنتخب بأن ينضج».
ومن المؤكد أن المباراة ستكون حامية تماماً لأن الإنكليز سيسعون جاهدين لتجنّب هزيمة سادسة متتالية أمام الآزوري الذي لم يخسر أمام «الأسود الثلاثة» منذ الرابع من حزيران 1997 2-0 على أرضه في لقاء ودّي ، لكن فريق المدرب روي هودجسون سيفتقد خدمات داني ويلبيك للإصابة في ركبته كما يحوم الشكّ حول مشاركة دانييل ستوريدج المصاب في وركه، ما سيفتح الباب لهاري كاين للمشاركة إلى جانب واين روني، وهذا الأمر سيمنح مهاجم توتنهام الشاب 21 سنة فرصة تأكيد ما قدمه أمام ليتوانيا حين افتتح سجله التهديفي في المباراة الدولية الأولى له.