أخيرة

قصر أوغاريت الملكيّ في اللاذقيّة شاهد على عظمة الحضارة التي أبدعت أول أبجديّة في التاريخ

يُعدّ القصر الملكيّ في أوغاريت من صروح المدينة الأثرية في اللاذقية وشاهداً على عظمة الحضارة الأوغاريتيّة التي أبدعت أول أبجديّة في التاريخ.

وتتحدّث المكتشفات الأثرية عن موقع المقرّ الملكيّ على الشواطئ الشرقية للبحر المتوسط في نهاية الألف الثاني قبل الميلاد إبان ازدهار حضارة عصر البرونز الحديث التي تمتدّ من 1500 إلى نهاية 1200 قبل الميلاد.

وأوضح الباحث الدكتور غسان القيّم مدير موقع آثار أوغاريت في تصريح صحافي: “أنبيت الملكهو قصر أوغاريت اكتشف أثناء التنقيبات الأثرية بين عامي 1939و 1956.

وبيّنت النصوص والمعطيات الأثرية المكتشفة أنه إضافة إلى كونه مقراً ملكياً كان كذلك المركز السياسيّ والتجاريّ والإداريّ للدولة الأوغاريتيّة، وفقاً للدكتور القيم.

وتظهر النصوص المكتشفة والمكتوبة بالأحرف الأوغاريتية حسب القيم العديد من المصطلحات لاسم القصر ومنها تعبيربت ملكوهو حرفياً يعني بيت الملك.

كما أظهرت المكتشفات أن القصر كان يعني بالتوثيق ضمن قوائم يوميّة لكل من يدخل أو ينام فيه وما هي وظيفته سواء كانوا من خدم الملك أو موظفين أو أعضاء البلاط الملكي كما ينظم الحياة اليومية في القصر بما تتطلبه من مواد تموينية وتوثيق دخول أو خروج مختلف أنواع البضائع من سلع غذائيّة ومواد أوليّة أو مواد مصنوعة كالعربات ودواليبها ما يُعطي مؤشرات على مدى دقة التنظيم في القصر.

وأشار الدكتور القيّم إلى أن أعمال التنقيب والبحث الأثريّ في أوغاريت لم تنته بعد ولا يزال أكثر من ثلاثة أرباع المدينة الأثريّة يرقد تحت التراب، مبيناً أن هناك الكثير من الرقم الفخارية لم يتسنّ لعلماء اللغات القديمة قراءتها وترجمتها وان التحليلات الأخيرة بيّنت وصفاً أكثر تعقيداً لتحديد تاريخ صرح القصر وعمليات إعادة البناء فيه.

وعن واقع المدينة الأثرية يؤكد القيم أن الموقع يحتاج إلى اهتمام ورعاية ودعم مادي أكبر من قبل الجهات المعنية بالشأن الثقافي لما لهذا الموقع من أهمية تاريخية وأثرية سجلت حضارته الكثير من العطاءات والإبداعات الثقافية والمعرفية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى