أولى

التعليق السياسي

الرسالة العراقيّة لتركيا

عندما أقدمت القوات التركيّة على قصف مدينة دهوك العراقية وأوقعت خسائر بين المدنيين وفي منشآت مدنية، كانت تريد إعطاء مصداقية للجدية في الذهاب لبدء عمليتها العسكرية في سورية عشية قمّة طهران التي تعلم القيادة التركية أن السعي لوقف العملية العسكرية التركية يتصدّر جدول أعمالها.

في قمة طهران قبل الرئيس التركي على مضض بالتراجع عن إطلاق عمليته العسكرية، رغم الأثمان التي قبضها، وفي مقدّمتها سداد متأخرات الغاز لكل من روسيا وإيران بالليرات التركية، وسداد الفواتير اللاحقة مناصفة بين الليرة التركية وعملة البلد المصدر، ما يعني مكاسب هائلة ودعماً استثنائياً لسعر صرف الليرة التركيّة التي تعاني من ضغوط كبيرة في الأسواق بسبب الطلب على العملات الصعبة، التي يغطي جزء كبير منها فواتير الطاقة.

التحذيرات التي تلقاها أردوغان من طهران وموسكو كانت واضحة بالتوازي مع الحوافز، وتضمنت كلاماً واضحاً عن وقوف إيران وروسيا وراء الدولة السورية في أية معركة فيها مع تركيا، تذكيراً بمعارك تحرير حلب قبل مسار أستانة، وصولاً لمعادلة سقوط مسار أستانة إذا بدأت العملية التركية.

الرد العراقي السياسي والعسكري على قصف دهوك، جاء من قوى المقاومة، وبعد يوم على قمة طهران، لكنه جاء بسقف مرتفع، حيث دعا بيان الإطار التنسيقيّ الى إقفال السفارة التركية وطرد السفير، وإقفال الحدود، وطرد الشركات التركية، ووقف ضخ النفط عبر تركيا، ما يعني تكبيد تركيا خسائر بعشرات مليارات الدولارات، وصولاً لرد عسكري ترجمته قوات الحشد الشعبيّ بقصف معسكرات تركيّة، وقرأت تركيا هذه الردود كرسائل تأكيد لما سمعه الرئيس التركي في قمة طهران.

جاء الجواب التركي ناعماً وهادئاً، ثم وللمرة الأولى يقول الرئيس التركي حول سورية، إن الحل هو بانسحاب القوات الأميركية، حيث ينمو الإرهاب برعايتها، في استجابة نادرة مع ما قالته قمة طهران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى