أخيرة

دبوس

يدنا كانت هي العليا…

 

إذا كان تدمير البيوت وقتل المدنيين بمثابة إنجاز من وجهة النظر «الإسرائيلية»، فلقد حققت دولة الإحلال مكسباً تكتيكياً، ولكن الموقف وعلى أيّ معيار نستخدمه لتحديد المنتصر والمهزوم في هذه الجولة الأخيرة من الصراع الدموي مع هذا الكيان المارق يستدعي تقييماً لا يختلف عليه اثنان في المنحى الاستراتيجي.

لقد مُنيت دولة الإحلال بهزيمة استراتيجية مدوّية. فشل آخر على مستوى الاستراتيجية يُراكم على إخفاقات متواصلة على مدى أكثر من عشرين عاماً، وهي الفترة الزمنية التي أودّ أن أطلق عليها مرحلة التعادل الرّدعي والتي تتلو تفوّقاً ردعياً للعدو، ثم يليها بعد ذلك تفوّق ردعيّ لمحور المقاومة.

فلسفيّاً كلّ تغيير يطرأ في الكون يمرّ بمراحل ثلاث، المرحلة الموجبة ثم المرحلة المتعادلة ثم المرحلة السالبة، حتى في التكوين الفيزيائي لمكوّنات الكون هنالك المتشبّث بالمركز ثم الحيادي ثم المتفلّت من الجذب المركزي، نحن نندفع شيئاً فشيئاً نحو التسيّد الردعي، وحينها فويل لهذا العدو الذي تمادى كثيراً واستمرأ التوحّش كثيراً وراكم من شحنة رافضة لوجوده إلى ما فوق الإشباع

سيتمّ سحقه وتبديد وجوده في الآتي القريب من الزمن، حتمية تاريخية لا مناص من وقوعها، فكما تدين تدان، ومن قتل بالسيف، بالسيف يُقتل، ننظر بالكثير من الإعجاب لتلكم الرؤوس الباردة التي أدارت هذه الجولة، وتيرة مترويّة في البداية في إطلاق الصواريخ، أخذت تتصاعد بطريقة مدروسة لاانفعالية، تشير الى أنّ أولئك الذين قاموا بإدارة الصراع يتمتعون بقلوب قدّت من فولاذ، ورؤوس باردة لا يستفزّها كلّ براكين الأرض، هكذا تكون القيادة، وهكذا تدار أمور الحرب، مكسب استراتيجي آخر يُضاف الى مجموعة الإنجازات الاستراتيجية وهو الالتفاف الماحق للحاضنة الشعبية في غزة لنهج المقاومة وهو في النقيض تماماً لما أراده العدو.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى