لا تفاوض في الحقوق…
جابر جابر
في مقاربة مواضيع الساعة بين الحقول والترسيم، وبين الفعل المقاوم في فلسطين والعدوان «الإسرائيلي» على غزة…
واقع تتبعثر فيه معالم الأرض والحقوق بحسب اللاعب الإقليمي والدولي الراعي كلّ لفريقه من أهل الأرض…
فيصبح تحرك أهل هذه الأرض لأخذ حقوقهم وتحصيلها رهناً بالمصالح الإقليمية والدولية فيخفت الحق ويصدح باختلاف الظروف الطاغية.
منسوب التهادن والحياد معدٍ،
منظار تعريف الأمور متناقض ومتسارع في النمو اضطراداً،
فالاختلاف مثلاً على الساحة اللبنانية حين سُمِح بوجوده تجذر وبات منطلقاً…
لا اتفاق على مصطلح العدو وهويته، ولا على الشهادة والشهداء
حيث أنّ الأمر عند طرحه لاقى استغراباً واستهجاناً ثم دفاعاً من رعايا الطائفة للناطق باسمها، فاعتياداً فتجاوزاً فاستطراداً… حتى بات الدفاع عن العملاء مباحاً تحت عين الدولة والقانون.
هذا المثال ينطبق على الكلّ،
فإذا سلمنا جدلاً بوجود أكثر من منظور للسلم والحرب والاعتداء والحقوق والانتماء والهوية،
فهذا حتماً يعني حتفنا، وبسمّ أيدينا،
دون أن نُقذَف برصاص أحد،
لقد استفحلت الطائفية تجذراً حتى النخاع،
فبات الانتماء الطائفي يطغى على وجود الوطن،
وأين الوعي؟
في جيب المشغّلين،
حين يسرق بحرك وحقولك النفطية،
وتحاصَر بجوع قيصر!
وتُسلب أدنى حقوق المعيشة في بلدك،
من أين تأتيك الهمم لتصفق لمشغّلك الطائفي الذي يلبّي بدوره مشغله؟
هل كان الجوع يضرب سنياً دون شيعيّ؟
ومسيحياً دون علويّ؟
هل كان الاعتداء على الثروات والمرافق يضرب مذهباً ويستثني آخر؟
هل كان الفساد والسرقة والوضع الذي يرزح تحت خط حقوق الإنسان بخطوط يفضل طائفة على أخرى وأكثر هل كان الطغيان والموت يقيم استثناءات؟
طبعاً لا… فما بالكم تصنّفون أنفسكم استثناء لحرب شعواء ببرودتها وبارودها لن تنال إلا منكم أمواتاً على قيد الحياة،
عينك على غزّة في فلسطيننا ،
في جنوب سوريانا،
فغزارة دماء الشهداء،
والكمّ الهائل من القصف،
كيف يقابل بردّ فريق وامتناع فريق،
وكيف تتسرّب هدنة تحاك في الخفايا،
لتوقف حقّ الدفاع والقتال لعدو ما كان يوماً إلا غاشماً ومستوطناً ومحتلاً ومجرماً…
بلايا هذه الأرض من صنع أهلها،
متى استقام الأداء توحّد الأداء، وتصوّب الأداء لمصلحة الوطن كل الوطن، والأمة كل الأمة، تستقيم الحياة، ويعلو منسوب السيادة، وتبهت محاولات الصيد في الماء العكر لتجيير حق أهل الأرض مقابل أثمان أقلّ من زهيدة…
أعداء هذه الأمة معروفون ولن يتغيّروا ولن يبدّلوا، الوهن داخل هذه الأمة آفة كبرى، تستأصل بالقوة والوعي…
وحينها يسقط العدو قبل أسوار المدينة…