أخيرة

نافذة ضوء

التفكير القوميّ الاجتماعيّ هو الدليل إلى المستقبل*

O pensamento Nacionalista- Social é o guia para o futuro

يوسف المسمار*

لقد وصلت الأمم القوية والضعيفة في هذا الزمن العصيب الى مفترق طريقين بين العمار والدمار أي بين الحياة او الموت، وليس هناك أيّ تفكير جديد، وحديث وعصري يمكن ان يهدي الأمم الى سبيل الخلاص وتجنب الكارثة الرهيبة الا التفكير القومي الاجتماعي الانساني.

فالتفكير القومي الاجتماعي الذي ابتكره وقدّمه الى الأمة والعالم العالم الاجتماعي والفيلسوف السوري أنطون سعاده هو التفكير الواقعي، والجديد، والحديث، والعصريّ الذي يحفظ الإنسانية وحضارتها من الهلاك والخراب، لأنه نابع من واقع الحياة، واهتمامه الأصيل والجدّي بتحقيق الحياة الأفضل للأمم جميعها.

 وكل تفكير لا ينبع من الحياة الإنسانية ويهدف الى ارتقاء الحياة الإنسانية لا يمكن أن يُحسّن وضع البشرية أبداً وينقذها من الهلاك.

وبناء على ذلك قال العالم الاجتماعي أنطون سعاده:

«لا مفرّ لنا من التقدم إلى حمل أعباء الحياة إذا كنا نريد البقاء. فإذا رفضنا البقاء، عطّلنا الفكر والفعل. عطلّلنا الإرادة. عطّلنا التمييز وأنزلنا قيمة الإنسان».

إن كل تفكير جزئيّ مهما كان نوعه: فردي، أناني، تجمهري، فئوي، ديني طائفي أو مدني علماني لا يركّز على تحقيق وحدة مجتمع الأمة، وتحقيق الوعي القومي الاجتماعي على أساس مبادئ محبة الوطن، والتحابب والتراحم والإخاء القومي الاجتماعي بين جميع أبناء الأمة، ولا يدفع الى الإيمان بأنه لا يوجد في زماننا كوكب آخر يمكن أن نبقى فيه أو نعيش عليه على قيد الحياة ولا يشجع على توطيد العلاقات الودية بين الأمم على أساس احترام الحقوق المتبادل وقوانين الوئام والتعاون والسلام، هو تفكير لا يمكن أن ينتج إلا المزيد من الأزمات، والفظائع من البؤس، والحروب المميتة التي لا يمكن أن تُعدّ ولا تحصى في مقبل الايام.

 كل تفكير محدود ومتمحور حول الذات الفردية الأنانية هو تفكير خانق، وكل تفكير مجموعي فئوي مغلق هو تفكير شوفيني، وكل تفكير عالمي لا يفهم أن واقع كوكب الأرض كما هو على حقيقته بيئات جغرافية طبيعية وشعوب وأمم، وثقافات وحضارات هو تفكير روائي، وهمي وهلوسة دماغية.

 والاختناق الروحي، والانغلاق العقلي، والوهم وتضخم الأحلام غير الواقعية هي أمراض نفسية فيزيائية لا يمكن أن تؤدي إلا إلى تدمير شخصية كل من الفرد والأمة والعالم.

لا أمل للإنسانية، اذا، كانت تريد الحياة الحضارية والبقاء الحضاري الا اعتماد التفكير القومي الاجتماعي الذي ينقذها من التخلّف والانحلال.

ففي التفكير القومي الاجتماعي يتحقق الخير والرضا والازدهار للأفراد والأمم والعالم.

وهذا هو التفكير الجديد الذي عناه العالم الاجتماعي والفيلسوف أنطون سعاده في خطابه في بوانس أيرس في أول آذار سنة 1940 حين قال:

 «إن التفكير الذي سارت بموجبه الانسانية حتى الآن قد دخل في طور الشيخوخة في العالم كله، والبشرية بأسرها تنتظر تفكيراً جديداً ينقلها الى سعادة أفضل. وسورية القومية الاجتماعية تساهم بأكبر نصيب في وضع قاعدة هذا التفكير الجديد».

 

*ترجمة لمقال نشر بالبرتغالية.

**المدير الثقافي للجمعية الثقافية السوريةالبرازيلية التابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى