اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا
شهناز صبحي فاكوش
دعاء رسول الله يصيبهم في مقتل لأنهم أعداء الله والإسلام لذلك يتآمرون تسلسلاً الشام ثم اليمن… تزداد أحقادُ حَمَلَةِ الهوية العربية على أهل الشام واليمن…
يوم كنا عرباً واجتمعت الأمة على كلمة سواء وطفرت النخوة الخليجية، وتحقق شعار بترول العرب للعرب انتصرنا في تشرين 1973 وعبرنا خط آلون في سورية وخط بارليف في مصر…
توقفت المعارك على الجبهة المصرية، ونقلت القوات الصهيونية مع كامل الدعم البريطاني والأميركي إلى الجبهة السورية… وكان ما كان وربطت مصر بمعاهدة «كامب ديفيد». وانتصر الثعلب كيسنجر… المهزوم في سورية، وينتقم بمخططاته اليوم.
سورية الشام لم تصافح الصهاينة، واليمن توحدت… وبني صهيون في الأرض المحتلة يتوجّسون الخوف من شامنا المواجهة، واليمن التي تحمي باب المندب، خاصة بعد أن أصبحت قناة السويس محض تصرّفهم.
لم يجتمع الحكام بعد ذلك في موقف إلا على ضرب ليبيا، بعصف «الربيع العربي» من قبل «الناتو» حيث لم توافق سورية، رافضةً التدخل الخارجي الذي ذهب بليبيا أدراج الرياح، ونراها اليوم مسرح اقتتال لأهلها في ما بينهم… وعرضة لـ«داعش» المتسلل فيها.
اجتمعوا بعدها لتنفيذ إرادة استعمارية لتجميد عضوية سورية في جامعتهم العربية. لتصبح المفرّقة العبرية لأنها تحقق مآرب الصهيونية وتعمل على حفظ أمنها.
حقدهم انصبّ على سورية، لأنها لم تتقبّل السير مثلهم في ركاب العجلة الصهيونية. فكانوا المطرقة التي تحطم في سورية التاريخ، والداعم للإرهابيين الذين فتحوا لهم أبواب السجون في مقايضة على أرواحهم مقابل عمليات القتل والتخريب في سورية.
ولما أصبحت «داعش» تهدّدهم في أقطارهم. حاولوا الالتفاف على سورية بما أسموه التحالف، لضربٍ لا يقضي على «داعش»… فقط ليقوّضها احتواءً في سورية والعراق. تحالف يضمّ الخليج والأردن والسعودية الوهابية شركاء مع أميركا.
ولأنهم لم يوفّقوا في إنشاء منطقة عازلة، ولم يسمح أصدقاء سورية بفضل «الفيتو» بأي تدخل خارجي ضدّ سورية وأيّ قرار يضعها تحت الفصل السابع. وأكرههم الصمود السوري على إفشال مخططاتهم في تفكيك وتقسيم الجمهورية العربية السورية!
التفتوا إلى اليمن مروّجين مناصرة شرعية الدولة فيها، وضرورة حمايتها. لكنهم في ذات الوقت يرفضون شرعية الدولة السورية. ويجهدون علناً وخفاءً لتحطيمها.
يُدْعَوْنَ إلى شرم الشيخ… يجتمعون مجدداً… لتأييد عاصفة الحزم التي حشدوا لها طائراتهم الأميركية تحت اسم أنها سعودية… وليس لها من الاسم إلا المال الذي اشتريت به. يقود بعضها طيارون أميركيون.
عندما أسقطت إحداها سارعت القوات الأميركية لإنقاذ طياريها… لكنهم لم ينقذوا الكساسبة قبل سقوطه في يد «داعش»! لأجل انتهاك الأردن للسماء السورية لضرب «داعش»، ناسين أنها ضمن تحالفهم، ملوّحين بعدم كفاية العمليات الجوية.
أرادوا العمل من خلال التلويح بضرورة العمليات البرية في العراق لضرب «داعش» والامتداد إلى سورية… لكنهم دائماً يصطدمون بإرادة الشعب السوري ومنعته.
المؤسف هو مشاركة مصر في ضرب اليمن. وهي التي كان من المعوّل عليها أن تكون الراعي للتوفيق بين اليمنيين من خلال الحوار السلمي.
في شرم الشيخ يجتمعون ويبقى مقعد سورية خالياً ويعترف المعارضون أنهم أصبحوا لا يشكلون شيئاً لدى العرب، وتوصي الجامعة بالقوة العربية المشتركة التي تنفذ عملياتها اليوم على اليمن، حالمين بالتعامل مع سورية.
لكن هل يحق لقوّتهم أن تتدخل ضدّ «إسرائيل» وهي تعتدي بشكل متكرر على غزة وعلى القدس وعلى غيرهما من المواقع العربية؟
عاصفة الحزم التي تضرب اليوم اليمن تشرب أنخابها «داعش» و«القاعدة»، وأميركا وبني صهيون…
الذي يحزّ في النفس موقف البعض المتنكّر لسورية ولوحدة الدم، السودان التي وحدها سورية ساندته عندما طُلب البشير إلى المحكمة الدولية… نجده بعد موافقته على قصّ السودان، يصبح البشير الصديق الشخصي لجو بايدن وفق إعلان الأخير… واليوم يتنطح إلى القوة العربية حفاظاً على الأمن القومي العربي ضدّ العرب أنفسهم وليس ضدّ عدوهم الصهيوني!
لم يتعلم العرب أنّ أصدقاء المستعمر بأيّ هوية كانوا تكتب شهادة موتهم عملياً او معنوياً عند انتهاء محدّدات عملهم الوظيفي المرسوم لهم… أين شاه إيران؟ أين مبارك؟
لم يتعلم العرب أنّ الصمود في وجه أعدائهم يردع العدو عنهم… وعندما تفتح لهم أبواب البلاد والخنوع تكتب قرارات التخلص منهم بأبشع الأساليب، القذافي مثلاً.
تتباين مواقف حكام الخليج بشكل مزرٍ… حول «الإخوان» يختلفون، قطر تدعم والسعودية تقف ضدّهم في مصر. هم مع الشرعية في اليمن وضدّها في سورية… هم ضدّ «داعشّ كما يدّعون ويدعمون، «القاعدة» في اليمن و«النصرة» في سورية…
يعلمون تماماً أنها جميعاً صنع في أميركا والفاتورة بترو خليجية. كما تكاليف كلّ حروب المنطقة… والجديد قتل العرب للعرب بديلاً عن بترول العرب للعرب… والحفاظ على الأمن القومي الأميركي وأمن «إسرائيل». وتحطيم الأمة تحت عنوان الأمن القومي العربي… أليس فيكم من فكر رشيد؟
تركيا التي تهدّد الإرهابيين في قطع الإمداد عنهم مقابل اجتياحهم لإدلب وتمدّهم بالمسلحين الأتراك والغرباء، أين أنتم يا منظومة حطمت الأمة…؟ وتتاجرون بدماء السوريين، الذين لا ينسون أبداً.
ما بال الشعب العربي المستكين إلا في تونس أليس من صحوة…؟ وهم يسمعون سعود الفيصل متفيهقاً، منتقداً رسالة بوتين لأنها تحثهم على دعم الحلّ السياسي في سورية! هذا الكائن يفتح أصابعه في محاولة الإيحاء للمشاهد أنه ليس تحت تأثير المخدر الذي يتعاطى، النعامة تدفن رأسها في الرمال وهي مكشوفة…
ألا يتنبّه المجتمعون أنه كلما اقترب توقيع الملف النووي الإيراني مع الـ5+1، وبالذات عندما يقترب التوافق الأميركي ـ الإيراني حوله يتصاعد الإجرام على الأرض العربية بتوجيه صهيو ـ أميركي… وتنفيذ تركي خليجي إلا من رشيد…؟
أين مواقفكم أيها المجتمعون عند اقتطاع جنوب السودان؟ ها هم يساعدون على تقسيم اليمن! ماذا بعد؟ صمود سورية وصمود اليمن سيحرمهم من عنب الشام وبلح اليمن التي بارك الله فيهما.