نصرالله: برنامجنا هو التّعاون مع مختلف القوى السياسيّة لبناء دولة عادلة وقادرة لا تخضع لأيّ سفارة
أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «أننا لن ننجرّ إلى أي حرب أهلية أو فتنة مذهبية رغم أن هذا يحتاج إلى صبر وبصيرة وتحمّل من الناس»، معلناً أن «برنامجنا الأساسي في المرحلة المقبلة هو التّعاون مع مختلف القوى السياسيّة من أجل بناء دولة عادلة وقادرة لا تخضع للسفارة أميركية ولا لأي سفارة أخرى». ورأى «من قراءتنا للتطورات الدولية والإقليمية، أن الأمور هي لمصلحة شعوبنا ومصلحة الحرية والاستقلال الحقيقي».
مواقف السيد نصرالله جاءت خلال احتفالية «أبجدية النصر» في باحةِ عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت وذلك في اختتام أيام «الأربعون ربيعاً» وقال «عندما نتحدث عن 40 ربيعاً يجب أن أوضح أمراً مهمّاً، نحن لا نقطع الصلة عمّا كان قبل 1982 بل هناك صلة عميقة وأساسية بكل الجهود والنضالات والأعمال والأطر التي كانت قائمة قبل 1982».
وأضاف «عندما نتحدث عن سنة 1982 إلى الآن فحتى نتحدث عمّا فعلته هذه الحركة والمسيرة والجماعة والمقاومة من دون أن ننسب إليها شيئاً مما جرى قبل 1982، وإن كان بعض قادتها ومقاوميها حاضرين في بعض ما جرى قبل 1982».
وأكَّد السيد نصرالله «للعالم والجميع أن مسيرتنا الجهادية هذه هي إحدى النتائج المباركة لجهاد القائد الكبير الإمام السيد موسى الصدر وأن كلاً من حزب الله وحركة أمل هما أبناؤه وتلامذته الذين يواصلون دربه»، لافتاً إلى أنَّه «يبقى ملهمنا الأكبر وهادينا الأعظم وباعث النهضة وروح الثورة في هذا العصر الإمام السيد روح الله الموسوي الخميني».
وبيَّن أنَّه «منذ بداية التأسيس والانطلاقة المشاركة في مواجهة الاجتياح الاسرائيلي من خلال المجموعات التي شاركت في أكثر من منطقة وفي مقدمهم الإخوة في «أمل» وفصائل المقاومة الفلسطينية والجيش السوري»، مشدّداً على «أن التحرير عام 2000 أنهى أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، وساهم في إيجاد بنية أمنية وعسكرية للمقاومة قادرة على صنع المعادلات».
وأكَّد السيد نصر الله أن «من نتائج الصمود الأسطوري عام 2006 إسقاط مشروع الشرق الأوسط الجديد وفشل العدو في سحق المقاومة بل خرجت أقوى وأشدّ وأصلب، إضافةً إلى المساهمة في استنهاض الناس وإحياء الأمل بالنصر والقدرة على إلحاق الهزيمة بالعدو».
ولفت، إلى أن «الإسرائيلي ليس واقفاً عند حدّ أو سقف والولايات المتحدة تقدم له أحدث التقنيات والأسلحة»، معلناً «استعدادنا الدائم لمناقشة الإستراتيجية الدفاعية ولم نهرب يوماً من مناقشة ذلك».
وأوضح أنه «بالنسبة لكل التهديدات خطابنا واضح وننتظر الأيام القليلة المتبقية ونبني على الشيء مقتضاه، واجهنا ورفضنا كل أشكال التطبيع ودعونا كل الشعوب والأنظمة العربية إلى عدم التطبيع مع هذا العدو المتوحش الذي نرفض الاعتراف به والتطبيع معه».
وتابع «يراهنون على جيل الشباب من أجل التطبيع، لكن اليوم فتاة لبنانية شابة التحقت بشاب لبناني هو شربل أبو ضاهر، هي ناديا قاسم فواز من بلدة شحيم بطلة لبنان بالشطرنج وهي بطلة دولية انسحبت من الجولة أمام لاعب إسرائيلي هؤلاء الشباب نفتخر بهم، فالشعب اللبناني يُجمع على أن إسرائيل عدو يجب أن يفتخر اليوم بشربل وناديا كما نفتخر بكل عناويننا الكبيرة في المقاومة».
وأكد أن «سورية هي أساس في محور المقاومة وجبهة الصمود ورفض شروط الاستسلام الإسرائيلية، ومن موقع الوعي ورفض الحرب على سورية شاركنا بهذه المواجهة التاريخية ومشاركتنا ومساهمتنا على قدر جهدنا في صنع الانتصار الذي تحقق، ويوماً بعد يوم نزداد قناعة بخيارنا الذهاب إلى سورية»، مضيفاً «إذا تعرّضت سورية لموجة جديدة لن نتردّد في المشاركة بميدان المواجهة».
وأكد الإصرار «على عودة العلاقات الطبيعية بين سورية ولبنان وللحقيقة يستفيد منها لبنان أكثر ومن بينها ملف النازحين، وتؤمّن عودة كريمة وآمنة للنازحين الموجودين في لبنان»، لافتاً إلى «أننا ساهمنا بتشكل محور المقاومة في المنطقة ونحن جزء من هذا المحور ونراهن عليه في مواجهة الاحتلال ومشاريع التسلّط، ولا مشكلة لدينا مع تطوير علاقات لبنان الرسمي مع الدول الخليجية لكن بعض هذه الدول تريد من العلاقة كمّ الأفواه ومصادرة الحريات وأن يكون لبنان تابعاً وهذا ما نرفضه».
ورأى أنه «على المستوى اللبناني تجنّبنا الانزلاق إلى أي حرب أهلية أو فتنة مذهبية وهذا ما كان يُحضّر للبنان بعد اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري في 2005، ونُصر ونقول أن في المستقبل لن ننجرّ إلى أي حرب أهلية أو فتنة مذهبية رغم أن هذا يحتاج إلى صبر وبصيرة وتحمّل من الناس». وتابع «آخر مشهد مؤلم هو مشهد شهداء الطيونة ولولا أهل الشهداء وحزب الله وحركة أمل لكان البعض يريد أن يأخذ لبنان إلى حرب أهلية».
وأكد «أننا تجنّبنا كل محاولات جرّنا إلى صدام مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية وهناك في مكان ما وغرفة سوداء ما يُعمل على جرّ لبنان إلى ذلك وهذا مشروع أميركي معلن»، مشيراً إلى أن «قيادة الجيش وقيادة المقاومة، كانتا ترفضان أن يتم جرنا إلى الحرب الأهلية».
وشدّد على «اننا لن نُغادر أي علاقة أو تحالف أو صداقة وأحد الأصدقاء بعد الانتخابات عاتب علينا لكن في هذه الانتخابات كنّا واضحين جداً والتزامنا بوعودنا، وبناءً على كل الخلفيات الفكرية والأخلاقية والإيمانية ومصلحة المقاومة ومصلحة لبنان أن تكون العلاقة بين حزب الله وحركة أمل علاقة تكامل وتوحد». وأضاف «بالنسبة للتيار الوطني الحرّ، في المرحلة المقبلة سنبقى حريصين على التّفاهم معه وتعزيزه وتطويره».
وأكد أننا «نؤمن بالحاجة الملحّة لقيام وجود دولة عادلة وقادرة وتحويل الدولة إلى دولة عادلة وقادرة بالتعاون مع الشركاء»، كاشفاً أن «برنامجنا الأساسي في المرحلة المقبلة هو التّعاون مع مختلف القوى السياسيّة من أجل بناء دولة عادلة وقادرة لا تخضع لأي سفارة أميركية ولا أي سفارة أخرى».
وختم السيد نصرالله «من قراءتنا للتطورات الدولية والإقليمية نرى أن الأمور هي لمصلحة شعوبنا ومصلحة الحرية والاستقلال الحقيقي».