«الشعوب اللبنانية» إلى أين…؟
بهيج حمدان
تواصل «الشعوب اللبنانية» صراعاتها ومناكفاتها وفجورها عهراً وكيداً ونفاقاً وخبثاً، ويحاضر قادة هذه الشعوب بالعفة والنزاهة ونظافة اليد مراء وادّعاء ولو سئلوا الفتنة لأتوها وما تلبّثوا بها الا يسيراً! ولا يجدون في تهالك الناس وحاجاتهم الى أبسط مقومات العيش ما يستحقّ التوقف عن الفجور السياسي والتباين والاختلاف ونصب الخوازيق بعضهم لبعض! لا بل هم اليوم أكثر اهتياجاً واستنفاراً في التحضير للاستحقاق الرئاسي في الأيام الراهنة، سعياً الى وصول رئيس يختزن كلّ المواصفات المطلوبة والمثل العليا.
وفي مثل هذه العجالة، نتذكر انّ لبنان عرف صحافياً وأستاذاً ومعلماً لا يضاهيه في ملكاته أحد هو اسكندر الرياشي «الصحافي التائه.»
ولم يقصّر العميد الركن وهشام جابر في الحديث عن «الصحافي التائه» في كتابه «النكتة السياسية عند العرب» ومما قاله عنه:
كان اسكندر الرياشي رحمه الله، بالإضافة الى قلمه الساخر من أطرف المحدّثين في المجالس السياسية، وكان واثقاً من نفسه بعيداً عن العقد النفسية بحيث لم يكن يتأخر عن السخرية من نفسه بعيداً عن العقد النفسية، ويقول للمرتشين «لا تحاولوا التستر بثياب العفة، وعزة النفس، فأنا مثلكم بل أولكم، وكان يقول لأرذال السياسة «لا تخشوا الاعتراف بالرذالة أمامي فأنا أرذلكم»!
ونتذكر أيضاً الشاعر اللبناني الجنوبي نزار الحر يقول:
أنتم يا قادة النخب
أمركم يدعو الى العجب
جُلّكم في الغيّ موغل
وبكم ما أضيع النسب!
فعلكم بالفعل شائن
مثلكم لن يبلغ الإرب
صرتم أشباه ساسة
بلقاكم ليس يُحتسب