أخيرة

دبوس

الضفدع المنفوخ

 

هنالك نوع من الضفادع يُدعى ضفدع الطماطم، يقوم حينما يستشعر خطراً بنفخ جسمه بحيث يبدو أضخم بكثير من حجمه العادي، مما يضطر عدوه الى عدم مهاجمته والابتعاد عنه مؤثراً السلامة.

يذكرني هذا النوع من الضفادع بكيان الإحلال الذي قام بهجمة تطبيعية عارمة مع مجموعة من الدول الأضحوكة، في حركة تدل على الضعف الفادح أكثر مما تدل على أي شيء آخر، واللافت أيضاً السرعة الخاطفة التي انتقل فيه الموقف بين هذه الدول وبين الكيان من حالة العداء المصطنع على الأقل الى التحالف والاتفاقيات الأمنية والاستراتيجية والتنسيقية، الفرق هو ان محور المقاومة لا يبتعد ويؤثر السلامة، على النقيض من ذلك، فمحور المقاومة يعلم تماماً تحركات العدو، ويتربص به ويعدّ عليه أنفاسه، ويدرك تماماً أنّ كلّ هذا التطبيع، وكل هذه التحالفات الشكلية، والتي تريد خلق حالة انطباعية فارغة من أي فحوى بالقوة والاقتدار، ستنكشف تماماً وتنهار عند المواجهة الحقيقية، وحينما تقرع طبول العراك، فهذا الكيان المدجّج بكلّ أدوات الفتك والقتل والتوحش منذ إنشائه، وبطريقة معلنة على رؤوس الأشهاد من قبل خالقيه، بأنهم سيحافظون على تفوقه الحاسم والغير قابل للمواربة على كل أعدائه، ولذلك كان يهاجم بلا تردّد أي خطر حتى لو كان محتملاً قبل ان يرتدّ إليك طرفك، أما الآن فهو لا يجرؤ على مجرد التفكير بذلك، وتجده في حالة تخبّط وتردد وخوف متواصل، وليس أدلّ على شبه الانهيار الذي يعتريه من اللجوء الى الانتخابات خمس مرات في أربع سنوات من غير جدوى، فكلّ إناءٍ بما فيه ينضح، وحالة اللايقين التي تعتريه تؤشر الى ما وصل اليه من ضعف ووهن وشعور بالقلق الوجودي.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى