نافذة ضوء
النظرة السوريّة القوميّة الاجتماعيّة إلى الإنسان –الفرد*
A visão nacionalista-social para o indivíduo
يوسف المسمار**
مخطئ جداً من يعتقد أن التفكير القومي الاجتماعي في النظرة السورية القومية الاجتماعية يقول بذوبان شخصية الفرد في المجتمع أو إنكار المجتمع لشخصية الفرد، بل إن هذا التفكير الجديد يقول إن الفرد، ذكراً كان أو أنثى، هو مجرد إمكانية اجتماعية وهذا يعني أن أبناء المجتمع، نساءه ورجاله، هم جميعهم في الحقيقة إمكانيات اجتماعية.
ومن غير الواقعي وغير المنطقي أن يتنكر المجتمع ويستغني عن إمكانياته ومواهبه.
وكذلك لا يوجد أي سبب عادل يجعل التفكير القومي الاجتماعي يدعو الى ضرورة تذويب إمكانيات عقول ومواهب أبنائه لاختفائها في شخصية الأمة.
ومن يتمعّن ويفهم بشكل صحيح ما ورد في مقدمة كتاب نشوء الأمم لمؤلفه أنطون سعاده يدرك حقيقة ما ذكرناه آنفاً حيث قال:
«لقد كان ظهور شخصية الفرد حادثاً عظيماً في ارتقاء النفسيّة البشريّة وتطور الاجتماع الإنسانيّ. أما ظهور شخصية الجماعة فأعظم حوادث التطور البشري شأناً وأبعدها نتيجة وأكثرها دقة ولطافة وأشدّها تعقداً، إذ أن هذه الشخصية مركّب اجتماعي – اقتصادي – نفساني يتطلّب من الفرد أن يضيف الى شعوره بشخصيته شعوره بشخصية جماعته. أمته، وأن يزيد على إحساسه بحاجاته إحساسه بحاجات مجتمعه وأن يجمع الى فهمه نفسه فهمه نفسية متحده الاجتماعي وأن يربط مصالحه بمصالح قومه وأن يشعر مع ابن مجتمعه ويهتمّ به ويودّ خيره، كما يودّ الخير لنفسه».
وبالتمعّن في هذا الكلام المتقدم، نرى أنه لا يوجد فيه ما يشير، ولو بطريقة بسيطة، الى ذوبان شخصية الفرد أو التنكر لها، بل على العكس من ذلك، فهو يفيدنا أن شخصية المجتمع هي شخصية مركبة اجتماعية – اقتصادية – نفسانية، وواجب الفرد أن يفهم هذه الشخصية فهماً صحيحاً ليشعر أن هذه الشخصية في أبعادها الاجتماعية والاقتصادية والنفسانية هي التي تعبّر عن مشاعره وإحساساته وحاجاته ومصالحه واهتماماته وأهدافه ومطامحه في الحياة فضلاً عن تعبيرها عن مشاعر وإحساسات وحاجات ومصالح واهتمامات وأهداف ومطامح جميع إخوانه في المجتمع بالإضافة الى المثل العليا لأمّته.
إن الأفراد الذين يوحّدون أنفسهم وشخصياتهم في نفسية الأمة وشخصيتها هم، بلا شك، أولئك الذين يزيدون نفسية الأمة وشخصيتها بعضاً من القوة والمناعة، ولكنهم بتوحّدهم في شخصية الأمة والعمل لنهضتها يزيدون شخصياتهم تألقاً ويكتسبون قوة شخصية الأمة العامة ومناعتها غير المحدودة.
في هؤلاء الأفراد المتألقين تكمن عبقرية ومواهب الأمة السورية التي تستمدّ منها حركة النهضة القومية الاجتماعية روحها الرائعة.
وهذا هو موقف سعاده من حقوق الفرد كما ورد في مقال له في جريدة سورية الجديدة العدد رقم 107 في 05 / 04 / 1941 حيث قال:
«الحركة السورية القومية هي لتأمين كل فرد من أفراد الأمة السورية على حقوقه أولاً، ولتأمين الأمة السورية على حقوقها ثانياً».
*ترجمة لمقال نشر بالبرتغالية.
**المدير الثقافي للجمعية الثقافية السورية – البرازيلية التابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي.