التعليق السياسي
النوويّ: عندما تخسر «إسرائيل» تربح إيران
في حوار أجراه الصحافي الأميركي سيمور هيرش مع القائد الفيتنامي هوشي منه يسأله عن كيفية قياس الموقف الصحيح عندما تتعقد الأمور وتتشعب وتتداخل ويتم تشويش الصورة، فأجابه بأن نسأل أنفسنا بعد حصر الخيارات، بأي منها يغضب الأميركي أكثر، وعندها نعرف أي الخيارات يشبهنا ويعبر عن موقعنا أكثر.
في المفاوضات الجارية حول الملف النووي الإيراني، والتي تبدو في خط السير نحو إنجاز الاتفاق، يتحدث الأميركيون عن تنازلات إيرانية، وأحياناً يصمت الإيرانيون رغبة بمنح الأميركيين فرصة تسويق الاتفاق، فيخرج بعض المتذاكين من الكارهين، ويتمسك بهذا الكلام ليقول إنه اذا تمت العودة إلى الاتفاق فسيكون ذلك لأن ايران تنازلت وقبلت بالشروط الأميركية، ويصرّون على تصوير الاتفاق هزيمة لإيران.
البحث عن معيار يجعل الحكم عن الرابح والخاسر بالاتفاق، بين من لا توجد بينهم قواسم مشتركة ليس بالأمر السهل، لكنه ممكن، ومعلوم أن المنطقة تشهد انقساماً بين محورين هما محور التطبيع بقيادة «إسرائيل»، ومحور المقاومة بقيادة إيران، والأكيد أنه عندما تشعر «إسرائيل» بالخسارة، لا بدّ أن تكون إيران رابحة.
المسؤولون الإسرائيليون مستنفرون كما كان الحال مع بنيامين نتنياهو في النسخة الأولى من الاتفاق عام 2015، وهم يصرخون بأن الاتفاق راجح الكفة بقوة لصالح إيران، ويسردون الأمثلة تلو الأخرى على حجم المكاسب الإيرانية من الاتفاق.
ببساطة ما دامت «إسرائيل» خاسرة فإن إيران رابحة، وعندما تربح إيران وهي تمنع أي بحث بملفها الصاروخي وملفات المنطقة وعلاقتها بقوى المقاومة، فإن قوى المقاومة هي الرابحة أيضاً.