أخيرة

دبوس

ليبيا

 

قرأها عزمي بشارة، فيلسوف الأعراب من اليمين إلى الشمال، ومن الشمال الى اليمين، وتقوّل القرضاوي، مفتي الناتو على لسان التاريخ حينما تحدّث عنها ووضع الكلمات في فمه ـ فم التاريخ ـ بأنّ محمداً لو قيّض له أن يكون موجوداً لتحالف بالتأكيد مع الناتو للإطاحة بالقذافي، إنها ليبيا، نصّاب ثقافي، ودجّال مشعوذ يعملان بالأجرة على تزوير الفكر وعلى فبركة الفتاوى غبّ الطلب لدى  أحد طراطير أميركا ولا يألون جهداً كلما طلب إليهما أن يلويا عنق التاريخ والدين كيفما وكلما أراد وليّ أمرهما

استباحا الحقيقة واستباحا الدين لمنافع شخصية، ودفعت ليبيا وشعبها ولا تزال تدفع ثمن كلّ هذا الارتزاق منذ أحد عشر عاماً…!

هي حرب طاحنة لا تنتهي، الكلّ يقاتل الكل، والكلّ يعمل أجيراً لدى قوى خارجية، ويزوّد بأدوات الدمار والقتل في حرب ما أن تهدأ حتى تشتعل مجدّداً بفعل الفاعلين، والبلد ينحدر الى هاوية لا قرار لها، ولا بصيص ضوء في نهاية النفق.

الشيء الوحيد الذي يسير على ما يرام وبدون عوائق هو نهب النفط الليبي الى أوروبا المتعطشة الى كلّ أنماط الطاقة، حيث يتصدّى قراصنة النفط والطاقة لهذه المهمة، ويتدفق النفط الليبي المنهوب بسلاسة وهدوء، وبدون جلبة، بينما تتحطم ليبيا وتقسّم عملياً الى أشلاء، نفس المشهد يتكرّر في عرض وطول المنطقة، حيث القاتل دائماً هو الغرب، والمقتول دوماً هو كلّ من يحاول التناطح مع الهيمنة والتوحش وأدوات في الداخل بين ظهرانينا تبيع كلّ شيء، من الدين إلى الوطن إلى الانتماء في سبيل المنفعة الذاتية.

المشهد نفسه في سورية وفي العراق وفي لبنان وفي اليمن وفي ليبيا، ثروات تنهب وشعوب تدفع ضريبة مقاومتها، وغرب لن يرعوي إلّا بإلحاق هزيمة مرّة به، لا تقوم له بعدها قائمة، والله المستعان

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى