ماذا يجري في الكيان «الإسرائيلي»؟
رنا العفيف
تصريحات ضمن إطار استخباري استثنائي، تناول مواضيع حساسة، توقفت عند إطلاق رئيس الموساد موافقة أتت بعد لقائه رئيس الحكومة يائير لابيد، والتي وصفها البعض بالناجحة لرئيس الأمن القومي في الولايات المتحدة لحظة وجوده مع وزير الأمن بني غانتس في واشنطن، ناهيك عن الرسائل المتناقضة لرئيس حكومة الموساد في ما يخص الاتفاق النووي، التي تثبت برأي معلقين فشل المعالجة السياسة «الإسرائيلية» للخطر الإيراني كما يزعمون، وبين زلة اللسان والاختلاف، يوجد خلاف كبير لم يعد سراً، وظهر واضحاً، من خلال تخبّط «إسرائيل» فعلياً قبيل عقد الاتفاق أو العودة إليه…
في تقدير الموقف هنا، لاحظنا في الأيام الأخيرة وعلى وسائل الإعلام «الإسرائيلية»، إنتاج اللحظة الانتقالية بضعف الموقف وهشاشة الاستراتيجية بين الحكومة السابقة والحالية، حاولت تل أبيب إخفاء الصراع الداخلي الحالي، لكنها فشلت بالرغم من إعطاء المؤسسة العسكرية الثقة كاملة في كلّ شيء، وطبعاً المؤسسة العسكرية أحد أذرع «الموساد» التي تأخذ المسؤولية عن القيادة السياسية «الإسرائيلية» التي اعترفت بالفشل الذريع، وبالتالي كان نتاج أخطاء الحكومة الحالية والسابقة هو عدم توزان سياسي وعسكري ينفع حتى بالضغط على الاستراتيجية الأميركية، ما فضح سر الخلاف المدوّي بفشل حقيقة «إسرائيل» وبالعلن في الصحافة المكتوبة، بالاعتراف بأنّ «إسرائيل» فشلت ولا تستطيع أن تقف أمام النجاح الكبير الذي حققته طهران.
وكذا قال رئيس «الموساد» سنكون غير ملتزمين بالاتفاق، ما معنى ذلك؟ في حقيقة الأمر هذه الجملة تحديداً أثارت الجدل بالسخرية، من خبراء ومحللين، بأنّ ما يقلق في القضية هو هذا الفشل، بعدما أراد نتنياهو بسياسته المتواصلة أن يزيل الشرعية عن إيران كدولة لها الحق في امتلاك التقنية النووية، اليوم طهران تستعيد شرعيتها وهذا حقّ سيادي مشروع لها على الساحة الدولية، ليبقى هنا السؤال هل تستطيع «إسرائيل» الوقوف أمام إيران؟
والتقدير أنّ «إسرائيل» لا تستطيع التفرّد بإيران دون الحماية والتغطية الأميركية، وهذه التغطية لن تتوفر بعد توقيع الاتفاق النووي، وبالتالي وجود هذا التخبّط في «إسرائيل» هو أنّ الولايات المتحدة وإدارة بايدن لحقت مصالحها…
وبالتالي ما يجري في «إسرائيل» هو تخبط وخلاف على أكثر من نقطة بالداخل «الإسرائيلي» بين رئيس الحكومة «الإسرائيلية» ورئيس «الموساد» بشأن الاتفاق النووي الذي يعكس قلقاً كبيراً خارجاً عن تلبية تل أبيب، ولو كان الاعتراض ليس على أصل الاتفاق وإنما على البنود التي سيتمّ تعديلها، وانطلاقاً من مصالح واشنطن الاستراتيجية قد نشهد توترات جديدة بسبب الصراع الأساسي في المنطقة بين مشروع الاحتلال وقوى المقاومة…