لبنان ينتفض في البحر: مسيرة زوارق إلى الناقورة لحماية الثروة النفطيّة من الأطماع الصهيونية
انتفض لبنان، من شماله ووسطه وجنوبه لحاية ثروته النفطيّة والغازيّة من أطماع العدو الصهيوني، فانطلقت قبل ظهر أمس، عشرات الزوارق البحرية من ميناء طرابلس باتجاه الناقورة لمواكبة السفن التي ستمخر عباب البحر المتوسط بدءاً من مرفأ العبدة العكاري وكورنيش ميناء طرابلس وصولاً إلى موانئ الهري– عمشيت – جبيل – ضبيه ـ بيروت ـ الجية – صيدا– صور وصولاً حتى الناقورة في المنطقة الجنوبية المحاذية لفلسطين المحتلة .
وشاركت مدينة صيدا وفاعلياتها في استقبال المسيرة البحرية، حيث انضم عدد كبير من أصحاب المراكب في المدينة، تعبيراً عن تأييدهم ودعمهم لهذه المسيرة. وكانت محطة استقبال المشاركين من قبل فاعليات وهيئات المجتمع المدني وأحزاب وقوى سياسية وبلدية صيدا ممثلةً بفوج الإطفاء بإشراف رئيس المصلحة الهندسية المهندس الدكتور زياد الحكواتي وهيئات إسعاف مختلفة وعناصر من المسعفين.
وأُلقيت مداخلات لكل من: إمام وخطيب مسجد الغفران في المدينة الشيخ حسام العيلاني المسؤول السياسي لـ”الجماعة الإسلامية” الدكتور بسام حمّود، وعن “تيار الفجر” عبدالله الترياقي، المسؤول السياسي لحركة “أمل” في صيدا والجنوب المهندس بسام كجك، منسق “تيار المستقبل” جنوباً مازن حشيشو، وشخصيات.
وأكد الحاضرون “أحقية لبنان في ثروته البحرية ورمزية هذه المسيرة التي تُعبّر عن هذا الحق المكتسب للبنان”، محذّرةً أنه على “المحتل الإسرائيلي لفلسطين أن يعلم بأن لبنان لن يتهاون أبداً في الحصول على حقوقه البحرية وثرواته الوطنية فيها”، وأجمعوا على “وقوف صيدا وقواها صفاً واحداً دفاعاً عن هذا الحق”.
ولدى وصول المسيرة إلى مرفأ مدينة صور، انضم إليها المشاركون من هناك وانطلقوا إلى أقرب نقطة مع فلسطين البحرية بالقرب من الطفاقات الحدودية المائية رافعين الأعلام اللبنانية ولافتات تؤكد حقّ لبنان في ثرواته في البحر والبرّ واخرى تدعو الى عدم التفريط بأي نقطة ماء من مياهنا ومن حقوقنا كاملة.
وواكب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من قصر بعبدا، وغرّد عبر حسابه على “تويتر” كاتباً “من طرابلس إلى الناقورة، مروراً بموانئنا، تحيةً إلى شباب لبنان المشاركين بالحملة البحرية تمسكاً بحق لبنان الكامل بمياهه وحدوده وثرواته. وحدة موقفنا ضمانة حقوقنا، وثرواتنا لأجيالنا المتطلّعة بثبات لتجسيد طموحاتها بوطن تصنعه على قدر أحلامها بظلّ علم البلاد”.
وأكد منسق لجنة الحملة الأهلية لحماية الثروة الوطنية فيصل درنيقة، أن ما يجري هو “رسالة للعدو الصهيوني مفادها أن اللبنانيين متمسكون بكل قطرة ماء أو غاز أو نفط وثرواتهم النفطية خطّ أحمر”.
من جهته، لفت مسؤول “المؤتمر الشعبي” عبد الناصر المصري إلى أن المراكب التي انطلقت من طرابلس ستنضم إلى الأسطول البحري المشارك من موانى لبنان للوصول إلى حدودنا مع فلسطين ولنؤكد “تمسكنا بحقوقنا كاملةً وتتجلّى بوحدتنا الوطنية بعيداً عن كل ما يُحاك لزعزعة هذه الوحدة”. وشدّد على” أن ما يحمي لبنان هو الثالوث الذهبي الشعب والجيش والمقاومة وهي الضامن لكل حقوق اللبنانيين”.
وفي السياق، أكد رئيس “هيئة أبناء العرقوب” الدكتور محمد حمدان “ضرورة وأهمية تلازم المسارين البحري والبرّي من أجل حصول لبنان على ثروته من الغاز والنفط وتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وغيرها من النقاط والتلال، التي ما زالت محتلة من قبل العدو الصهيوني”.
وقال حمدان خلال مشاركته في الرحلة البحرية على رأس وفد مشترك من الهيئة ومن مؤسسات “المؤتمر الشعبي اللبناني” إن “الرحلة البحرية اليوم هدفها إيصال رسالة واضحة وحاسمة للعدو ومن يقف خلفه، بأن لبنان بكل أطيافه متمسّك بحقوقه، ولن يتنازل عن آخر حبة تراب في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وحتى آخر قطرة مياه في البحر، وهي في الوقت نفسه رسالة للداخل اللبناني وللمسؤولين بضرورة الإسراع في تعديل المرسوم 6433 من أجل حماية حقوق لبنان، وفقاً للخطّ 29 كما رسمه وحدّده الجيش اللبناني ومكتب الهيدروغرافيا البريطاني”.