أخيرة

دردشة صباحية

المسألة السورية والاعتداءات المتكرّرة على الشام

  يكتبها الياس عشّي

(المشهد الأول ¼)

في غمرة الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918) كان الاستعمار الغربي منهمكاً في تقاسم تركة الامبراطورية العثمانية (الرجل المريض كما سمّاها الغرب) التي بدأت تنهار وتتفكّك.

وكانت البداية في ترتيب المنزل السوري من جديد، ووضع اليد على بوابات العبور منه وإليه، وتقسيمه إلى غرف ضيقة بين كلّ منها جدار من الإسمنت، ويافطات تحمل أسماء دول جديدة لم نسمع بها من قبلُ، فكانت اتفاقية سايكس ـ پيكو (1916)، وكان وعد بلفور (1917) الذي أعطى وعداً بإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين السورية.

ومنذ اللحظة الأولى من إعلان قيام الدولة العبرية أدركتِ الصهيونية العالمية أنّ استمرار هذا الكيان الهشّ المسمّى بـ «دولة إسرائيل» رهن بضعف الدول المجاورة لها عسكرياً واقتصاديّاً، وقتل أحلامها الوحدوية، وإثارة الفتن الداخلية بين أبناء البلد الواحد، أو بين بلدين متجاورين. وهذا ما يحدث الآن في لبنان، وفي العراق، وما حدث من قبلُ في سوريةَ، الدولةِ الخارجة من عنق الانقلابات العسكرية إلى واحة من الاستقرار السياسي والاقتصادي والمعرفي،

سورية البلد الآمن من أقصاه إلى أقصاه، والتي ديونها صفراً،

سورية الممانعة، القويّة، القادرة على إحداث فرق في مواجهة العدو، المؤمنة بحقّها في السيادة والحريّة والاستقلال.

سورية كهذه لن يسمح لها أن تكون، وعلى السوريين أن يختاروا بين الركوع أو المواجهة:

ووقع الاختيار على المواجهة.

وإلى صباح آخر، ومشهد آخر، يكون الحديث فيهما عن المواجهة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى