حزب الله: هناك تماهٍ بين مشروع ثلاثي الأطراف التكفيري ـ الأميركي ـ «الإسرائيلي»
أكد حزب الله «أن أي موقف رسمي للبنان يجب أن يكون صادراً عن مجلس الوزراء وإلا فإنه لا يعبر عن موقف الحكومة»، لافتاً إلى أن هناك تماهياً بين مشروع ثلاثي الأطراف، المشروع التكفيري – الأميركي – الإسرائيلي»، مشيراً إلى «أن كل عدوان يحصل على شعب هو عدوان، وكل عدوان هو جريمة ونحن ندين هذه الجريمة». ورأى «أن الصيف على الحدود اللبنانية – السورية حار وسابق لأوانه».
وأكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم «أننا وجدنا أن هناك تماهياً بين مشروع ثلاثي الأطراف، المشروع التكفيري – الأميركي «الإسرائيلي»، وحيثما وجدنا هذا المشروع بأحد أطرافه الثلاثة وجدنا آثاره السياسية السلبية، حيث يكون أحد هؤلاء الثلاثة نجد الاحتلال والعدوان وتدمير الحياة البشرية والفتنة والتحريض، وهذا ينطبق حرفياً على ثلاثي هذا المشروع».
وأشار خلال حفل إطلاق مسابقة «الفكر الإسلامي الأصيل» التي تنظمها التعبئة التربوية في حزب الله في الجامعة اللبنانية إلى «أن الأنظمة الاستبدادية والمتخلفة التي لا تعطي الشباب حرية الاختيار والرأي أنظمة مفضوحة ومكشوفة، ولا يمكن أن تكون طريقاً للتغيير نحو الأفضل تحت عنوان دعم الحركات التكفيرية وما شابه، ولا يمكن تشريع العدوان على شعب تحت أي ذريعة وأي مبرر، لأنه لا يوجد نموذج عدواني صالح ونموذج عدواني فاسد».
وسأل «هل العدوان على الفلسطينيين عدوان فاسد بينما العدوان على شعوب المنطقة العربية عدوان صالح»؟ مؤكداً «أن كل عدوان يحصل على شعب هو عدوان، وكل عدوان هو جريمة ونحن ندين هذه الجريمة وأملنا كبير بهذا الجيل الصاعد أن يغير الواقع القائم، وسنرى تهاوي المستبدين لمصلحة التغييريين وهم الشباب في منطقتنا».
وأكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش «أن أي موقف رسمي للبنان يجب أن يكون صادراً عن مجلس الوزراء وإلا فإنه لا يعبر عن موقف الحكومة»، مشيراً إلى أن «ما صدر في القمة العربية لم يدرس ولم يطرح في مجلس الوزراء، وبالتالي كان من الطبيعي أن نقول إن هذا الموقف يمثل وجهة نظر بعض اللبنانيين، وبعض الأفرقاء، ولا يمثل موقف الحكومة». ودعا إلى «عدم تجاوز المؤسسات، فنحن تعاملنا مع بعضنا كحكومة، واعتمدنا مبدأ التوافق في أبسط الأمور، فكيف بهذه المسائل الأساسية التي تحدد موقف لبنان، لذا لا يمكن لأحد أن يتفرد بالموقف وينسبه إلى الحكومة، وما صدر لا يعبر بالتأكيد عن موقفنا، ونحن جزء أساسي من هذه الحكومة».
وأكد في كلمة ألقاها في احتفال تكريمي أقامه حزب الله لمناسبة مرور اسبوع على استشهاد هاشم أحمد أمين في صور «التمسك بمنهج الحوار سبيلاً وحيداً لمقاربة المشكلات والخلافات حرصاً على استقرار لبنان وسلمه الداخلي وأمن اللبنانيين، ومهما تبدى من تباين فنحن لن نغير في اعتماد هذا النهج، لكن لا يمكن أن نغفل عما يجري حولنا من أحداث، فنحن لسنا جزيرة معزولة، ولبنان يتأثر ويؤثر في حركة الأحداث، ومن حقنا أن نعبر وأن يكون لنا كالآخرين رأينا وموقفنا من أي قضية ومشكلة وحدث، ونحن من منطلق حرصنا على مصلحة وطننا، فإننا سنمارس حقنا في التعبير، وفي إظهار الموقف وتبيان الحقائق».
وزار وفد من حزب الله برئاسة نائب رئيس المجلس السياسي محمود قماطي رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش في مطرانية سيدة النجاة، لتقديم التهنئة بحلول عيد الفصح المجيد، وذلك بحضور معاون قماطي الدكتور علي ضاهر، مسؤول منطقة البقاع الأوسط في حزب الله الحاج خضر زعيتر، ومسؤول العلاقات في القطاع الأوسط حسين جانبين. وقد جرى خلال اللقاء استعراض لمختلف المواضيع على الساحتين اللبنانية والعربية.
وعقب اللقاء، أكد قماطي وحدة الموقف الوطني اللبناني بضرورة صيانة هذا الوطن وحمايته لكل اللبنانيين، وأن ندعم الجيش الذي يحافظ على لبنان ويحميه من كل الأخطار وخصوصاً في مواجهة الإرهاب التكفيري الذي أصبح الهاجس للمنطقة برمتها وللعالم». وشدد على ضرورة تزويد الجيش بكل ما يحتاج إليه وألا يخضع للمهاترات السياسية لأن قوته قوة لبنان، ودعمه هو الطريق الوحيد لحصانة لبنان خصوصاً في الدور التكاملي الذي يلعبه الجيش ويقوم به مع المقاومة والشعب الذي يدعمه في مواجهة الخطرين: «الإسرائيلي» والتكفيري».
وفيما أكّد ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن لما يمثله هذا الموقع من أهمية على مستوى الشرق، لخصوصيته وتميزه بالتعبير عن التعايش الإسلامي المسيحي، شدّد قماطي على عدم انتظار التطورات الإقليمية وعدم الرهان على التدخلات الخارجية لأنّ هذا الرهان قد يطيل الأزمة أكثر، ولأن التطورات الإقليمية قد لا تصل الى نتائج قريبة تؤثر على لبنان».
أما درويش فتوجه الى الوفد بالقول «دوركم اليوم مهم جداً في جمع شمل اللبنانيين، مثمناً حوار حزب الله – تيار المستقبل، ومتمنياً في وقت قريب جداً أن يتوسع هذا الحوار وأن يكون شاملاً لجميع المكونات اللبنانية، آملاً بأن نخرج من أزمة الفراغ الرئاسي ويصار الى انتخاب رئيس، رغم كل التأثيرات الخارجية». وأضاف «إننا أصحاب رأي ونستطيع الاجتماع مع بعضنا البعض، ونختار رئيساً مناسباً، قوياً، قادراً أن يجمع كل أطياف الشعب اللبناني».
وتمنى درويش على حزب الله العمل معاً من أجل خير لبنان وخير هذه المنطقة، وما يحصل اليوم في اليمن أقلقنا جميعاً»، آملاً في أن «تسود الحكمة عند رؤساء الدول العربية وان يعودوا إلى منطق الحوار حتى نعيش بسلام في هذا الوقت العصيب».
كما زار وفد حزب الله المطران اسبيريدون خوري في كاتدرائية مار نقولا، ثم انتقل إلى سيدة النجاة وقدم التهاني لرئيس الكتلة الشعبية الوزير السابق الياس سكاف، الذي أكد «أن زحلة محبة للجميع ومنفتحة على الجميع».
ونقل قماطي تهاني الأمين العام لحزب الله وقيادة الحزب بعيد الفصح، مشدداً على «تحصين العيش المشترك، وخصوصاً، لما تمثله زحلة في هذه المحافظة، وقال: «هي رمز العيش المشترك وزيارتنا اليوم في هذا السياق».
وأكد قماطي «أن المقاومة في خندق واحد مع الجيش في الدفاع عن لبنان ووحدة موقف الجيش مع المقاومة، ومع الشعب اللبناني في تحصين وحماية لبنان من الإرهاب التكفيري الذي أصبح خطراً على كل لبنان وكل الأديان والانسانية».
ولفت قماطي إلى تمسك حزب الله بالحوار إسلوباً ونهجاً وخطاً لحل كل المشاكل والخلافات بين اللبنانيين، للوصول إلى إنجاز الاستحقاقات المهمة من رئاسة الجمهورية إلى كل الاستحقاقات الأخرى في البلد، لما لهذا الموقع من أهمية عربية ولبنانية لانه الرمز المسيحي الوحيد في هذا الشرق».
وقال: «نحن حريصون على إنجاز هذا الاستحقاق من خلال الحوار، وجدية الحوار الإسلامي – الإسلامي والوطني»، معتبراً «أن انتظار التطورات الاقليمية لحل مسألة الاستحقاق الرئاسي في لبنان لن يؤدي إلى أي نتيجة».
وشدد قماطي على الاستقرار السياسي والحكومي، وقال: «موقفنا مما يجري في اليمن واضح، إننا مع الحوار ومع الحل السلمي، وبالتالي هذا لن يؤثر على لبنان حتى لو ذهبنا في موقفنا إلى الحكومة، فلن يكون طابع هذا الموقف تصادمياً واستفزازياً وإنما الذهاب الى المؤسسات والاعتراف بها لحل مشاكلنا».
ورداً على سؤال عن الحسم في معركة القلمون، قال قماطي: «لاستكمال تحصين لبنان والحدود اللبنانية السورية من التدخل الارهابي والسيارات المفخخة والتفجيرات، لم يعد هناك أي خيار آخر سوى أن يحسم هذا الأمر وتخرج المجموعات الارهابية من هذه المنطقة، واعتقد أن الصيف على هذه الحدود حار وسابق لأوانه».