قانصوه: القيادة القومية اتخذت قراراً بتعيين قيادة جديدة واليوم تتسلّم المقرات الحزبية من شكر

حاورته: روزانا رمال

أكد عضو القيادة القومية في حزب البعث العربي الإشتراكي النائب عاصم قانصوه أن موقف وزير الخارجية جبران باسيل من أحداث اليمن لم يكن جيداً وموقفه يختلف عن موقف العماد ميشال عون، معتبراً أن الحكومة أخطأت في تقييم الوضع في اليمن.

وتساءل قانصو في حديث مشترك إلى «البناء» و«توب نيوز»، «ما هي مصلحة لبنان بضرب الشعب اليمني وفي معاداة سورية التي يرتبط معها بالتاريخ والجغرافيا والإنصهار العائلي؟»، مشدداً على أن وزراء أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر، يرفضون موقف باسيل لأنه ارتجل ويعمل لتمهيد الطريق للوصول إلى رئاسة الجمهورية.

وبيّن قانصوه أن «الحوثيين يمثلون ثورة شعبية متكاملة وهم ليسوا حزباً شيعياً، مشيراً إلى أن أول عشرة جنود سعوديين يقتلون سيختل الحكم في السعودية، متوقعاً أن تكون العاصمة العمانية مسقط المخرج لإيقاف هذه الحرب بعد أن تفشل في تحقيق أهدافها.

وحيا قانصوه دولة الكويت على استضافتها المؤتمر الدولي لدعم النازحين السوريين لكنه دعاها إلى إعادة العلاقات والسفارات مع سورية كما ستفعل فرنسا وإسبانيا والمانيا، متوقعاً «حصول تحولات كبيرة نتيجة الصمود الرائع في سورية والعراق بعد تحرير تكريت وقد يكون آخر ملك سعودي في السعودية هو الملك سلمان بن عبد العزيز، لأن حربه على اليمن ليس قراره بل قرار «إسرائيلي» برعاية أميركية».

وأعرب قانصوه عن ثقته بأن زمن تحرير إدلب لن يطول من قبل الجيش العربي السوري، متوقعاً تحولات كبيرة في المنطقة نتيجة الصمود في سورية والعراق، متحدثاً عن اتفاق سوري عراقي لتحرير المنطقة بين الحدود العراقية السورية.

وشرح قانصوه التغييرات الأخيرة التي طاولت حزب البعث العربي الاشتراكي، مؤكداً أن القيادة القومية للحزب التي تدير التنظيمات القومية ومن ضمنها لبنان، اتخذت قراراً بتغيير الأمين القطري للحزب فايز شكر والقيادة وتعيين قيادة جديدة برئاسة المحامي معين غازي، معلناً أن الحزب سيتسلم المقرات الحزبية من شكر اليوم.

وفيما يلي نص الحوار كاملاً:

ما هي نظرتك إلى موقف الحكومة اللبنانية في القمة العربية التي أعلنت دعمها للشرعية التي تقررها الدول العربية؟

– لا تزال مقولة وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس عندما كانت مستشارة الأمن القومي في الولايات المتحدة الأميركية ، «الفوضى الخلاقة» تفعل فعلها منذ العام 2003 حيث أطلقت هذه النظرية مع مجيء وزير الخارجية الأميركي حينها كولن باول الى سورية ومحاولته الضغط على الرئيس بشار الأسد للموافقة على المطالب الأميركية قبل الحرب على العراق لإخراج سورية من الصراع ولم يقبل الرئيس الأسد المطالب حينها، وهو ما زال يرفضها حتى الآن. وبقيت عملية التدمير الممنهج للدول والكيانات إن كان في العراق وليبيا ومصر وغيرها.

وأكمل الاخوان المسلمون التدمير. لذلك الذين اجتمعوا في القمة العربية هم ليسوا عرباً بل عربان لأن العرب الحقيقيون هم عرب المقاومة. موقف وزير الخارجية جبران باسيل لم يكن جيداً وموقفه يختلف عن موقف العماد ميشال عون، يوجد خطأ في تقييم الوضع من قبل الحكومة، فهل نحن متفقون مع الدول العربية على ضرب الشعب اليمني! ما هي مصلحة لبنان بضرب الشعب اليمني ومعاداة سورية التي يرتبط معها بالتاريخ والجغرافيا والإنصهار العائلي، وزراء أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر يرفضون موقف باسيل لأنه ارتجل ولم يستشر حتى العماد عون لأنه يعمل لتمهيد الطريق للوصول إلى رئاسة الجمهورية وهو الآن يبيع ويشتري في هذا الموضوع.

هل سيؤدي هذا الخلاف إلى اهتزاز الحكومة أو استقالة بعض الوزراء منها؟

– في هذه الظروف الصعبة في المنطقة يجب أن نلتف حول هذه الحكومة لتمرير الوقت الضائع للوصول الى مرحلة انتخاب رئيس للجمهورية، لكن ندعو رئيس الحكومة تمام سلام إلى القليل من التروي ونسأله أين المليارات الثلاث التي قدمت إلى لبنان والتي صرفت من فريق المستقبل هنا وهناك؟ وأين المليار الذي جاء به الرئيس سعد الحريري؟ إذا كان سلام يفكر برئاسة الحكومة مرة ثانية نقول له لن يتحقق ذلك لأن الرئيس فؤاد السنيورة والحريري والوزير نهاد المشنوق بالإنتظار ويتحضرون لهذا المنصب، الجميع يبحث عن مصلحته الخاصة في بلد لا يوجد فيه رئيس للجمهورية ومؤسسات تتفكك.

هل تتخوف من قيام فرقاء لبنانيين بتدريب مقاتلين وإرسالهم إلى اليمن كما حصل في سورية؟

– لا أظن أن أحداً في لبنان سيذهب إلى اليمن لقاء مبلغ 1000 دولار وفريق المستقبل جرب هذا الأمر في سورية وفشل وقتل المسلحون الذين أرسلهم، يوجد فرق بين القتال من أجل قضية مقتنع فيها كما قتال حزب الله وحلفائنا في سورية للدفاع عن القيم والمصير الوطني والقومي للأمة أما القتال من أجل المال فلا يحقق أي نتيجة، أرسلوا مقاتلين من 82 دولة ولم يستطيعوا تحقيق شيء خلال أربع سنوات، الحوثيون يمثلون ثورة شعبية متكاملة ومطالب وتغيير وهم ليسوا حزباً شيعياً وكلهم من الزيديين ولكن البعض يحاولون إظهار القضية على أنها بين الشيعة وإيران والسعودية.

لكن ألا يتلقون الدعم من إيران؟

– حدود الدعم الذي يتلقونه من إيران معروفة ومحدودة، الصواريخ الموجودة لديهم في الحديدة على البحر الأحمر ليست من إيران وهي صواريخ قديمة منذ عهد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وهم تلقوا فقط مساعدات غذائية وطبية من إيران وأخذوا ما يريدون من السلاح من الجيش اليمني إضافة الى انهم مسلحون بسلاحٍ فردي. كما أن المقاتل اليمني شرس وكلهم مستعدون أن يستشهدوا دفاعاً عن قناعاتهم.

إلى اين تذهب السعودية سياسياً واستراتيجياً بعد هذه الحرب في هذا الظرف الصعب في المنطقة؟

– السعودية أخذت هذا الخيار لتقاتل فقط في سلاح الجو فلا مصر ستقاتل برياً ولا السعودية لديها مقاتلون، أول عشرة جنود سعوديين يقتلون سيختل الحكم في السعودية لأنهم ليسوا معدين للقتال، بل السعودية الآن ستأتي بمقاتلين من باكستان والسودان في مقابل أجر مادي. فمنذ أسبوع وسلاح الجو السعودي يضرب أهدافاً في اليمن من تجمعات مدنية ومنشآت ولم يحقق شيئاً، هل هذه هي العروبة والأخلاق؟!، بعد أسبوع من الآن ستكتشف السعودية وتحالفها أنهم لم يصلوا إلى أي نتيجة في هذه الحرب ما سيضطرهم للإنجرار إلى حرب برية لمحاولة استدراج إيران لرد فعل أو ضرب باب المندب ليتوقف النقل البحري فيه، فهناك 3 ملايين طن ونصف مليون طن يومياً من بواخر النفط تمر من هذا المضيق وبالتالي يؤدي إلى أزمة ويجبرون إيران على الدخول على الخط، لذلك الخطة ستفشل ونراهن على صمود وقوة الشعب اليمني وخبرته في القتال من جهة، ودفاعه عن وطنه من جهة ثانية، لأن اليمن هو ملجأ الأمة وأساس الخليج نظراً للحضارة الموجودة فيه قبل السعودية فمملكة سبأ تأسست في اليمن والسعودية جديدة العهد وآل سعود سرقوا الحجاز ونجران وغيرهما من المناطق، لغناها بالنفط.

الآن السعودية تحاول حشد المقاتلين من الدول العربية لتحمي نفسها لتظهر أنها ليست لوحدها من يقاتل الحوثيين، وثانياً لتغطية ما فعلته في العراق وسورية. مخطط رايس لم يكن لينفذ لولا قطر وتركيا والسعودية في التمويل والتسليح، وبعد فشلهم في إسقاط النظام في سورية وفي تغيير الواقع في العراق وفي تغيير الوضع في لبنان وفشلهم في ضرب الصمود الإيراني، ذهبوا إلى الحرب في اليمن كمدخلٍ لتغيير الوضع.

هل يمكن أن تكون هذه الحرب طريقاً لحوار سعودي – إيراني؟

– السعودية تطالب بعودة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى سدة الحكم تحت ذريعة الشرعية والدستورية كشرط للذهاب إلى الحل السياسي، لكن بات من الصعب أن يعود الى اليمن، ووزير خارجيته رياض ياسين أيضاً، من سيفاوض الحوثيين؟ وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل هذا «الدكر الهزاز»؟!

هل يمكن أن تكون مسقط المكان المناسب للتفاوض والتي تجمع الطرفين الرياض وطهران؟

– مسقط ستكون المخرج لإيقاف هذه الحرب، وبعد الحرب إلى أين تذهب السعودية؟ سيأتي الجميع من الأميركي و«الإسرائيلي» الذي يضرب معها ويقولون لها ماذا حققت؟

الغرب والخليج يخافان على طريق مرور النفط والممرات الحيوية في العالم خصوصاً مضيق باب المندب، أن تسقط بيد إيران والحوثيين ما يسبب قلقاً للغرب، ماذا سيحصل برأيك إذا تصاعدت الأزمة في البحر الأحمر؟

– النفط والغاز الخليجيان يأتيان من الكويت وقطر والبحرين والسعودية وغيرها، والقسم الأكبر من هذه الثروة يذهب من طريق مضيق هرمز بين إيران وعمان وقسم منها أي النفط العراقي، كان يذهب عبر تركيا إلى سورية ولبنان وهذا الطريق قطع، جزء من النفط السعودي، حوالى 3 ملايين ونصف المليون طن، يمر عبر البحر الأحمر، وتحديداً من طريق تيرانا في باب المندب، والمتضرر إذا حصل أي شيء على مضيق باب المندب القاعدة العسكرية الأميركية والقاعدة «الإسرائيلية» أيضاً التي تحمي هذا المضيق. وفي الحديدة يوجد قاعدة يمنية تحميه من الجهة الأخرى والسعودية تخشى أن يضع الحوثيون يدهم على هذه القاعدة ويصبح الممر سالكاً بالكامل أمام إيران وما كانت تخشاه حصل ووضع الحوثيون يدهم على هذه القاعدة. القسم الثاني من المضيق وهو ممر التجارة الدولية التي ستتضرر. فكل ما يأتي من طريق قناة السويس ليدخل إلى المحيط الهادئ سيمر عبره. مصالح «إسرائيل» والسعودية والسودان والصومال، مرتبطة بهذا الممر إضافة إلى كل التجارة ما بين البحر المتوسط والمحيط الهادئ. الآن السعودية والعرب يقاتلون بطلب من الأميركيين و«الإسرائيليين» لضرب الحوثيين لكي لا يضعوا يدهم على باب المندب، السعودية ومصر عميلتان صغيرتان ضمن المخطط الأميركي لتدمير الوطن العربي نهائياً ومن بقي صامداً هو الرئيس بشار الاسد وهذا الذي غيّر المعادلة وأعطى دفعاً للمقاومة في لبنان ولإيران وللعراق والنصر سوف يكون قريباً.

هل تتخوفون من أن تتحول القوى العربية المشتركة من مهاجمة اليمن إلى مهاجمة سورية؟

– الرئيس الأسد تعرض لحرب من 82 دولة منذ أربع سنوات بجميع أنواع السلاح ودمروا 1500 معمل وسرقها الأتراك لتدمير الاقتصاد السوري من حلب ولكن لا يزال صامداً. هؤلاء عملاء لا يقاتلون إلا بسلاح الجو، اليوم هناك إعادة تموضع ومراجعة دولية للأزمة السورية ورأينا ذلك في مؤتمر الكويت حول دعم سورية بالاموال للنازحين والكويت سباقة بذلك لكن يجب أن تقوم بما هو أهم وهو إعادة العلاقات والسفارات مع سورية كما ستفعل فرنسا وإسبانيا والمانيا، وستحصل تحولات كبيرة نتيجة الصمود الرائع في سورية والعراق بعد تحرير تكريت وقد يكون آخر ملك سعودي في السعودية هو الملك سلمان بن عبدالعزيز، لأن حربه على اليمن ليست قراره بل قرار «إسرائيلي» برعاية أميركية.

هل لذلك علاقة بالملف النووي الإيراني؟

– إيران مستمرة بالمفاوضات والبحث في هذا الملف يمكن أن يؤجل إلى حزيران المقبل، إيران لن تقبل أن يوقع الإتفاق قبل ان تنتهي العقوبات.

إذا وقع هذا الإتفاق، هل سيتوج الأميركي إيران على زعامة الخليج بهذه السهولة؟

الأميركي سيتعامل مع الطرف القوي لأنه لم يستطع أن يطوّع إيران من خلال العقوبات والحصار والضغط والمؤامرات وأميركا دولة ولا تفرط بعلاقتها مع دول صاعدة قوية في المنطقة ولها مصالح معها.

هل التطور العسكري الأخير في إدلب، يؤشر الى أن المحور الآخر يقوم بهجوم في أكثر من جبهة؟

– لن يستطيع هذا الحلف إنشاء دولة النصرة في إدلب ولن يطول زمن تحريرها من قبل الجيش العربي السوري، لكن يوجد أولويات لدى القيادة السورية، وما حصل في الزبداني وبلودان جاء في سياق تأمين أمن واستقرار دمشق، والمسلحون حوصروا في الأودية وسيقضى عليهم خلال يومين وبعده يبدأ التفكير بإعادة إدلب. أما الرقة فمتروكة لكي تكون المعركة الأخيرة لأنها على الحدود التركية – العراقية – السورية وهي عاصمة «داعش»، بعد تكريت ستحرر الموصل وحينها سيحاصر المسلحون في إدلب وزيارة وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري الى سورية كانت مهمة جرى خلالها التخطيط والاتفاق على المعركة الأخيرة ما بين العراق وسورية.

هل التسوية والحل السياسي في سورية متوقفان؟

– المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا اعترف أن الدولة السورية اعطته ما يريد وحررت المنطقة التي طلب تحريرها أي حلب لكن المعارضة ليس من مصلحتها نجاح مبادرة دي ميستورا والدولة لها مصلحة بنجاحها لتكمل ما حصل في ريفي حمص ودمشق، الأخضر الإبراهيمي تبين أنه عميل ويتحدث لغة لمصلحة أميركا أما دي ميستورا فيتكلم عن خبرة ولديه بعض الضمير. الحل في سورية هو أن تأتي كل المعارضة التي تجلس في موسكو إلى سورية وتحارب الإرهاب مع الجيش وتشارك في الحل.

هل توجد تغييرات فعلاً في قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي أم كلام إعلامي؟ وهل فعلاً تغير رئيس الحزب فايز شكر؟

– لكي نفهم هذا الموضوع يجب الاطلاع على النظام الداخلي لحزب البعث أي الهيكلية. فمنذ تأسس الحزب توجد قيادة قطرية من كل قطر من الأقطار العربية أو فرع إذا كان أقل من قطر، وهناك قيادة قومية تنتخب بمؤتمر قومي، والقيادة القومية الحالية منتخبة منذ عام 1980 برئاسة الرئيس الراحل حافظ الاسد، بقي من اعضاء هذه القيادة أحد عشر شخصاً وأنا منهم وهي التي تدير التنظيمات القومية ومن ضمنها لبنان. في عام 2006 أخذنا قراراً بحل القيادة التي كنت أنا فيها وأتينا بقيادة جديدة التي كان فيها فايز شكر بالتعيين وأصبح أميناً قطرياً، والآن اتخذت القيادة قراراً جديداً بتغيير شكر والقيادة معه وتعيين قيادة جديدة برئاسة المحامي معين غازي، ومفروض غداً اليوم أن يتسلموا من شكر المقرّات الحزبية. هذا هو حجم الأمر وقد أعطي حجماً أكبر وتفسيرات لا علاقة لها بالنظام الداخلي للحزب.

شكر راوده تحليل بأنه بعدما بات في سورية نظام للأحزاب، يجب أن تبقى سورية في سورية وأن لا يكون لديها علاقات خارجية. وحاول أن يطبق النظام في سورية على الحزب في لبنان وهذا خطأ وفي اليومين المقبلين تعود الأمور إلى مجاريها.

يبث هذا الحوار كاملاً اليوم الساعة الخامسة مساءً ويعاد بثه عند الحادية عشرة ليلاً على قناة «توب نيوز» تردد 12034.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى