«فرقة ميّاس» تشرق في القارة الأميركيّة بأداء متميّز ومُبهِر رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون يمنحها وسام الاستحقاق المذهَّب
} عبير حمدان
يمكن لإيقاع الفرح أن يجد دربه رغم كل ما نمرّ به من أزمات، ولعل فرح الفوز والتفوّق يمنح صاحبه وكل محيطه مساحة للمزيد من العطاء، ومَن يبدع في مجاله الذي أحبّ يستحق كل الثناء والتقدير والتحفيز على الاستمرار حيث اختار أن يكون.
لبنان البلد المليء بالتناقضات رغم صغر مساحته يبقى كبيراً بإنجازاته التي تتخطى الحدود ويترك أصحابها بصمتهم في كل بقاع الأرض، كيف لا وهذا البلد يورق ألواناً في مواجهة الصعاب وفيه مَن يرسم الحلم، وعند كل ركن فيه أغنية وبين مفاصل أرصفته تتمايل الريح تتلقف الأدب والفن والشعر والقصيدة.
هو حقاً «وطن النجوم» الذي قرأناه في كتب الطفولة الذي لم تكسره الويلات وفي كل مرة ينتفض من قلب الركام ويحلق عالياً إلى أبعد مدى، في كل مرة تثبت الأجيال المتعاقبة أنها قادرة على التحدي وحصد النجاح. وهذا ما فعلته فرقة «ميّاس» اللبنانية التي فازت بلقب «أميركا غوت تالنت»، بعد أداء مميّز وعروض مبهرة قدّمتها طيلة مشاركتها في البرنامج الأكثر شهرة في أميركا والعالم.
وقد منحها رئيس الجمهورية ميشال عون وسام الاستحقاق اللبنانيّ المذهّب، تقديراً لعطاءاتها الفنية ونجاحها في أهم برامج المواهب العالمية.
وأبلغ الرئيس عون لمدرب فرقة “ميّاس” اللبنانية نديم شرفان، خلال اتصال هاتفيّ هنأه فيه على الفوز الذي حققته الفرقة في برنامج الاستعراض العالميّ «America’s Got Talent» معرباً عن سعادته بهذا الإنجاز العالمي، وطلب منه نقل تهانيه الى اعضاء الفرقة وسائر العاملين فيها. بدوره شرفان شكر الرئيس عون على مبادرته، واعداً بنقل تحياته وتهانيه الى جميع اعضاء الفرقة.
وفي السياق، أشار رئيس الجمهورية في تصريح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أنّ “فوز فرقة “ميّاس” بأهم برامج المواهب العالمية مدعاة فخر للبنانيين واعتزازهم. فهنيئاً لشابات “ميّاس” ومدرّبهم وسائر مسؤولي الفرقة هذا النجاح، وشكراُ لجهودكم وإبداعكم لأنكم زرعتم الأمل والضوء في قلوبنا جميعاً».
كما غرّد وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى عبر حسابه على «تويتر» معقباً على فوز فرقة «ميّاس»، بالقول «تنوّع مع وحدة، صلابة وصمود، تألق وإبداع، تعملق بلا حدود، إنه لبنان، إنهن «الميّاس»، الف مبروك للبنانيين وألف تحية لنديم شرفان ولبطلات لبنان».
بدوره غرّد النائب طوني فرنجيّة عبر حسابه على «تويتر» قائلاً: «شكراً «ميّاس»، لأنكم مرة جديدة أوصلتم اسم لبنان إلى العالمية وبرهنتم أنه ما زال ينبض جمالاً وفناً وإبداعاً وحياة، هكذا سيبقى لبنان!».
ورأى نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزيف القصيفي أن انتصار ميّاس يعيد الينا الأمل بأن وطن الارز لن يسقط. وعلق على هذا الإنجاز فقال: «في زمن السجالات السياسية العقيمة، والتحديات القاتلة، التي تغرق الشعب اللبناني باليأس والإحباط، وتدفعه إلى الكفر بكل شيء، يأتي الانتصار الذي حققته فرقة «ميّاس» اللبنانيّة للفنون، ليعيد إلينا الأمل، بأن وطن الأرز لن يسقط، ولن ينكفئ حضوره، وسيبقى ماثلاً بالمبدعين من أبنائه الذين شهروا حبهم وولاءهم له بأعمالهم المبهرة التي تلامس تخوم الإعجاز الفني والادبي».
أضاف: «إن ما قدّمته فرقة «ميّاس» بإمكاناتها المحدودة، وقدراتها الذاتية، من بين العديد من الفرق العالمية التي تمتلك إمكانات مادية وتقنية هائلة، مدعاة للفخر والاعتزاز».
وتابع: «امس كان لبنان أمام مشهدين: الأول على أرضه حيث الفوضى والقهر والإذلال وتقلبات سعر الدولار والمحروقات، ومعاجم الحقد والضغينة يستخرج منها السياسيون أقسى الكلمات يتراشقون بها، وكأنّهم يتقصدون رجم الوطن. الثاني في لوس انجلوس الاميركية، عندما أشرق شابات لبنان وشبابه عبر ميّاس، وانطلقوا كالشهب يحفرون اسمه بإبرة طموحهم على صخرة تاريخه العريق، فقدموا ما يدهش وما يبهر، وكانوا كفراشات الضوء تألقاً وشفافة، واستطاعوا انتزاع الفوز بقوة الموهبة والخلق والابتكار».
وختم: «إن لبنان اليوم يقف مزهواً، تياهاً، منادياً: «هؤلاء ابنائي، فجئني بمثلهم.»
وهنأت وزارة السياحة الفرقة عبر حسابها على “تويتر”: “حلم جديد وأمل جديد عم نعيشو مع فرقة ميّاس اليوم يلّي بفوزها خلّتنا نرجع رغم كل الظروف لمجد لبنان وصورتو الحلوة بعقول العالم كلو، مبروك ميّاس رفعتو اسم لبنان بالعالم ورفعتو راس كل لبناني ببلدنا”. وأرفقته بهاشتاغ: #كرمالك_يا_لبنان
كما هنأت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان فرقة ميّاس بـ”فوزها المستحق”. وجاء في بيانها: “تشاطر الوزارة اللبنانيين ولا سيما المغتربين اعتزازها الكبير بما حققته هذه الفرقة من أداء مميز خطف أنظار العالم، ورفع اسم لبنان الى أعلى المراتب الفنية والثقافية. لقد أعطى هذا النجاح الباهر أحلى صورة عن لبنان الفن والجمال. نفتخر بكم ونتمنى لكم مزيداً من التألق”.
ورأت قيادة الجيش أن ميّاس حملت إلى العالم رسالة لبنان المُشرق النابض بالحياة، وتوجهت الى الفرقة بتهنئة عبر موقعها على “تويتر”: “فرقة ميّاس بمدربيها وأعضائها على فوزها في مسابقة America>s got talent، حاملةً إلى العالم رسالة لبنان المُشرق النابض بالحياة، نحو مزيد من التألق والنجاح”.
وتوجّهت “الرابطة المارونية” بـ”التهنئة الحارة” لفرقة ميّاس اللبنانية، وجاء في بيانها: “مرة جديدة لبنان إلى العالمية مع فرقة “ميّاس” للفنون التي ثبتت الحضور اللبناني الذي لا يغيب من خلال بصمات مبدعاته ومبدعيه، لبنان الذي ينوء بثقل خلافاته السياسية، ويجلد بجشع المحتكرين، وتهتك بيئته، وتنتهك ثرواته، وتسلب أموال أبنائه وودائعهم، وتتآكله الاحقاد، يطل بوجه شاباته وشبابه البهيّ، ليعلن شهادة حياة وللحياة لوطن أرزي الشمخة، صنيني النقاء، سندياني التجذر، يفجر أبناؤه نبوغهم، ويسكبونه في أعمال مبدعة، كتلك التي قدمت ميّاس في لوس انجلوس بالأمس، مؤكدة أن لبنان – الوطن، ولبنان – الشعب، خليق بالحياة، إنه وطن الاسطورة العاصي على الموت”.
وقد أوصلت “ميّاس” لبنان إلى العالمية في أصعب الظروف التي تعيشها البلاد جراء الأزمة الاقتصادية الخانقة التي كبّلت اللبنانيين، وقدمت الفرقة العرض الأخير ضمن نهائيات مسابقة “أميركا غوت تالنت” وظهرت على المسرح بمشهد حاكى خلالها الاكتشافات الحديثة في الفضاء، حيث تناغمت الإكسسوارات والأزياء وأداء الراقصات، مع ألوان الفضاء الخارجي.
وجاء العرض بعد أسبوع من العمل المتواصل وكانت الفرقة تتنافس مع فرقة أخرى و9 مواهب ظهرت على المسرح.
ونشر الحساب الخاص بالبرنامج على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للحظة إعلان فوز الفرقة باللقب حيث عمّت الفرحة المسرح بعد إعلان النتيجة النهائية.
الجدير ذكره أن فرقة “ميّاس” أسسها مصمم الرقصات اللبناني نديم شرفان عام 2019، وخطت الفرقة المؤلفة من 36 شابة راقصة، تتراوح أعمارهن بين 13 و25 عاماً، خطوة جبارة لدى حصولها على لقب “آراب غوت تالنت” (النسخة العربية من البرنامج).
وأخذت الفرقة اسمها من غزال عربيّ بقد ممشوق “ميّاس”، وهي كلمة مشتقة من كلمة “الماس”، وأريد لها خلال تسميتها أن تعبر عن غموض المرأة العربية.
ويُصرّ مؤسسها شرفان على أن يكون أعضاء الفرقة من النساء، وقد أكد في تصريح سابق أنه “يوجه رسالة إلى المجتمعين العربي واللبناني، حيث لا تستطيع المرأة الإعلان عن مهنتها كراقصة محترفة من دون التعرّض للتنمّر”.