نصرالله: لبنان أمام فرصة ذهبية وكل تهديدات العدو لا تهزّ شعرة من رأسنا وعيننا وصواريخنا على كاريش
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أن “لبنان أمام فرصة ذهبية قد لا تتكرّر، وقد تكون الوحيدة ليستخرج لبنان نفطه وغازه، من أجل معالجة أزماته الاقتصادية والمعيشية والحياتية”، مشدّداً على أن “هدفنا أن يتمكن لبنان من استخراج النفط والغاز وهذا الملف، وكل تهديدات العدو لا تؤثّر فينا ولا تهزّ شعرة من لحيتنا أو رأسنا” وقال “نحن نواكب المفاوضات التي تقوم بها الدولة وعيننا وصواريخنا على كاريش”.
مواقف السيد نصرالله جاءت خلال احتفال مركزي حاشد أقامه حزب الله أول من أمس في مقام السيدة خولة في بعلبك، إحياءً لذكرى أربعينية الإمام الحسين.
أكبر وأبشع مجزرة
وتطرق السيد نصرالله إلى ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا التي حصلت في أيلول عام 1982، فقال «الذي ارتكب المجزرة معروف للبنانيين وللفلسطينيين والعالم، العدوالإسرائيلي كان من المشاركين في مجزرة صبرا وشاتيلا، ولكن المنفّذين الأساسيين كانوا من الجهات اللبنانيّة المعروفة، والتي كانت متعاونة ومتحالفة مع العدو الإسرائيلي في اجتياح 1982، هي المسؤولة عن هذه المجزرة بالتعاون مع العدو الإسرائيلي، سقط في تلك المجزرة نحو 1900 شهيد لبناني، وما يُقارب 3500 شهيد فلسطيني، وما بين 300 و500 مفقود الأثر، وقد تكون مجزرة صبرا وشاتيلا أكبر وأعظم وأبشع مجزرة ارتُكبت في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، والغالبية الساحقة من الذين قتلوا مدنيون وغالبيتهم من النساء والأطفال».
وقال: “يتحدثون عن الإفلات من العقاب، وأعظم مجزرة في صبرا وشاتيلا، ارتكبتها جهات لبنانية كانت تتعامل مع العدو الإسرائيلي، لم يحاسبها أحد، ولم يسألها أحد، وبقيت الجثث لأيام لا يستطيع أحد أن يقترب من المخيم، أليست هذه وقائع وحقائق؟ وما ذلك اليوم “بيطلعلنا حدا بيقول بيشبهونا وما بيشبهونا، وبيشبه لبنان وما منشبهكم، ما بتشبهونا وما منشبهكم والحمد لله رب العالمين” واليوم هناك نغمة جديدة هذا لبناننا وهذا لبنانكم، وأنا أقول للذين ارتكبوا مجزرة صبرا وشاتيلا، هذا بعض من لبنانكم، هذا بعض مما اقترفته أيديكم، هذه صورتكم الحقيقية”.
وتابع “كل فترة يتحدثون عن ثقافة الحياة وثقافة الموت عند كل مناسبة. ثقافة الموت هم الذين ارتكبوا مجزرة صبرا وشاتيلا، وثقافة الحياة هم الذين حرّروا الجنوب، ودخلوا إلى الشريط الحدودي ولم يقتلوا دجاجة، ولم ينتقموا من أحد”.
وأضاف “من مناسبات أيلول المجزرة بحق من تظاهر في 13 أيلول على طريق المطار، “وهذه مجزرة فينا لحالنا”، بحقّ الذين كانوا من القلّة التي خرجت لتُندّد باتفاقية أوسلو. واليوم غالبية الشعب الفلسطيني وصلوا إلى قناعة أن طريق المفاوضات لم يؤدِّ إلى نتيجة، والخيار الوحيد أمامهم هو المقاومة. الضمانات الأميركية لم تحمِ لا اللبنانيين ولا الفلسطينيين في مجزرة صبرا وشاتيلا ولا في غيرها، ومن يقبل الضمانات الأميركية ويُسلّم سلاحه، هو كمن يقبل بتسليم رقاب الرجال والنساء والأطفال وحتى الأجنّة للذبح والقتل. لذلك نجد أن خيار غزّة هو خيار الصمود والثبات، ونجد الضّفة تُرعب العدو الذي يقاتل اليوم جيل شباب فلسطين الذين راهنوا عليه بأنه جيل الانترنت والفيسبوك، جيل الشباب الذين راهنوا أنهم سينسون القضية الفلسطينية. نتوجّه بأسمى التحايا إلى الشباب الفلسطيني عموماً وشباب الضّفة خصوصاً، ونُعبّر لهم عن تقديرنا واحترامنا لشجاعتهم وتمسّكهم بقضيتهم وحضورهم في الميدان”.
سورية السند الحقيقي لفلسطين
وأشاد السيد نصرالله بالبيان الأخير الذي أصدرته حركة “حماس” عن إعادة العلاقات مع سورية، معتبراً أنه “موقف متقدّم جداً”. وقال “سورية كانت دائماً وستبقى السند الحقيقي لفلسطين والقدس والشعب الفلسطيني، وإن أولوية فلسطين والقضية الفلسطينية والمواجهة مع العدو هي التي يجب أن تحكم كل المواقف. وسورية التي يجب أن تُعزّز العلاقات معها من قِبَل الجميع، هي التي كانت دائماً منذ قيام الكيان الغاصب، وستبقى السند الحقيقي لفلسطين والقدس وللشعب الفلسطيني، واليوم تتعرض سورية للمخاطر من الخارج والداخل بسبب موقفها والتزامها القضية الفلسطينية وقضية المقاومة”.
وأكد أن “المقاومة هي السبيل الوحيد لاسترداد الحقوق وليس التوسّل، وما نريده اليوم في منطقتنا أن تتوحّد كل قوى المقاومة، لأن المقاومة هي الأمل الوحيد ليستعيد اللبنانيون والفلسطينيون والسوريون أراضيهم ونفطهم وغازهم وكرامتهم، ليس بالاستجداء ولا بالتمنّي، وإنما من موقع القوّة والعزّة والكرامة والأنَفة، وهذا لا يُمكن أن يتحقق إلاّ من خلال السواعد المترابطة والقوية».
فرصة ذهبية وخطّ أحمر
وتطرّق إلى ملف ترسيم الحدود البحرية، فرأى أن «لبنان أمام فرصة ذهبية قد لا تتكرّر، وقد تكون الوحيدة ليستخرج لبنان نفطه وغازه، من أجل معالجة أزماته الاقتصادية والمعيشية والحياتية».
وأعلن أنه “لا يُمكن أن نسمح باستخراج النفط والغاز من حقل كاريش المتنازع عليه، قبل أن يحصل لبنان على مطالبه المحقّة، المسؤولون الصهاينة قالوا بأن الاستخراج من كاريش سيحصل في أيلول ولكنهم أجّلوا”، مشدّداً على أن “الخطّ الأحمر بالنسبة إلينا هو بدء استخراج الغاز من كاريش، إذا بدأ الاستخراج وقع المشكل، ولقد أرسلنا رسالةً بعيداً من الاعلام، بأننا أمام مشكل إذا بدأ الاستخراج. هدفنا أن يتمكن لبنان من استخراج النفط والغاز وهذا الملف لا يتصل بأيّ ملف آخر، وكل تهديدات العدو لا تؤثّر فينا ولا تهزّ شعرة من لحيتنا أو رأسنا، المفاوضات شأن الدولة اللبنانية، نحن نواكب المفاوضات التي تقوم بها الدولة وعيننا على كاريش وصواريخنا على كاريش”.
قرار مجلس الامن اعتداء على السيادة
واعتبر أن «قرار مجلس الأمن الأخير المتعلق بيونيفل فيه اعتداء وتجاوز على السيادة اللبنانية، وهو علامة على ترهّل وغياب الدولة اللبنانية، المسؤولون الأساسيون قالوا ليس لنا علم، لم نستطع أن نعرف من هو المسؤول، ولكن من فعل ذلك من اللبنانيّين هو إمّا جاهل أو متآمر، لأن هذا القرار يفتح الباب أمام مخاطر كبيرة في منطقة جنوب الليطاني وليست من مصلحة لبنان على الإطلاق».
وتابع “إذا أرادت يونيفل أن تتصرف بعيداً من الجيش اللبناني فإنها دفع الأمور إلى ما ليس لمصلحتهم وليس لمصلحة لبنان على الإطلاق، ونحن نُشجّع على أن تفي يونيفل بما قطعته على نفسها في بيانها الأخير”.
آمال كبيرة بتشكيل الحكومة
وأعرب عن أمله بأن «يتمكن رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف من تُشكيل الحكومة في وقت قريب، واليوم لدينا آمال كبيرة في هذا المجال، يجب حكماً أن تُشكل حكومة، لا يجوز أن نصل إلى وقت لا سمح الله، يكون هناك فراغ رئاسي وحكومة تصريف أعمال، وينقسم البلد حول حقّ حكومة تصريف الأعمال في القيام بمقام الرئيس أو لا، وندخل في نوع من أنواع الفوضى»، مضيفاً أن «المسؤولية الكبرى اليوم تتطلب من الجميع التنازل هنا وهناك، والعمل بصدق وجهد لتشكيل حكومة قبل ذلك الموعد، وإذا أمكن في الأيام القليلة المقبلة».
لرئيس بأكبر قاعدة مُمكنة
وشدّد على «أهمية إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري»، وقال «نسمع الكثير من التهديد والوعيد والتحدّي، وهذا لا طائل منه، وهناك دعوات للاتفاق حول رئيس، نحن نؤيّد الدعوات إلى الاتفاق حول رئيس، وأن يكون هناك لقاءات للحوار بعيداً من التحدّي وعن الفيتوات التي تُطلق مسبقاً، وفي نهاية المطاف يجب العمل على أن ياتي رئيس بأكبر قاعدة مُمكنة سياسية ونيابية وشعبية ليتمكن من القيام بدوره القانوني والدستوري».
وختم السيد نصرالله بالحديث عن ملف المصارف، مؤكداً أنه “لا يكفي المعالجة الأمنية فقط، بل هناك ضرورة لإنشاء خلية أزمة لإيجاد حلول حقيقية لهذه المسألة”.
لقاء أرسلان
وكان السيد نصرالله استقبل رئيس الحزب “الديمقراطي اللبناني” النائب السابق طلال أرسلان يرافقه الوزير السابق صالح الغريب وعضو المجلس السياسي لواء جابر، في حضور المعاون السياسي للأمين العام الحاج حسين الخليل، حيث جرى البحث “في آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامّة في لبنان والمنطقة والعديد من الملفات التي تهمّ اللبنانيين في هذه المرحلة”، بحسب بيان عن اللقاء.