أخيرة

دبوس

مكة و كربلاء

 

 

20 مليون حاج إلى كربلاء في أربعينية سيدنا الحسين، لم يسجّل ايّ حادث، كلّ شيء يسير بسلاسة ويسر، ولا يتكبّد الزوار قرشاً واحداً منذ دخولهم أرض العراق، يكرّس العراقيون المؤمنون كلّ وقتهم لرعاية الزوّار، يقدّمون لهم الطعام والفاكهة والعصائر وكلّ الخدمات، تفرش لهم أجمل البيوت ليبيتوا فيها، ويُخدمون خلال تواجدهم بكرم وإيثار ليس له مثيل، إلى درجة تدليك أرجل الزوّار بالماء الدافئ والملح

وحينما تسأل أيّ عراقي يقوم بعملية التخديم على الزوّار، يقول لك فوراً، هذا شرف لي، وهذه نعمة من عند الله أن أكرّس نفسي وكلّ ما لديّ لخدمة الزوّار، فهل هنالك شرف أعظم من أن أخدم زوّار سيدنا الحسين.

شركات تنظيم الحج المملوكة بالمباشر وغير المباشر لأمراء آل سعود، تسعّر تكلفة الحاج إلى مكّة من أميركا على سبيل المثال بـ 12 ألف دولار، رغم انّ تكلفة رحلة الحج لو قام فيها الواحد بطريقة منفردة تكلّف أقلّ من ذلك بكثير، الحج بالنسبة لمملكة الخير هو فرصة لتكديس المال في جيوب العائلة الحاكمة…!

في الأربعينية، ورغم انّ أعداد الزوّار هو عشرة أضعاف حجاج مكة، إلّا أننا نادراً ما نسمع بحصول حادث يؤدي الى مقتل أحد الزوّار، اللهم إلّا إذا أرسل حكّام مملكة الخير أحد الإنتحاريين ليفجر نفسه بين الجموع.

في مملكة الخير، تارة يُقتل سبعة آلاف حاج في تزاحم بسبب قيام أحد الأمراء بتفقد أوضاع الحجاج، وما استتبع ذلك من إغلاق للطرقات، ووضع حواجز مفاجئة أدّت الى التزاحم، فقتل سبعة آلاف حاج، وتارة تسقط بعض الكرينات التي وضعت في طريق الحجاج، فيقتل عشرات الحجاج نتيجة لذلك، وتارة تحترق خيم الحجاج فيقتل المئات نتيجة لذلك، المهمّ انّ سلطات مملكة الخير عادة ما تصدر بياناً بعد كلّ حادث تدين فيه الحجاج وتحمّلهم المسؤولية، وتشيد بإدارة هيئة الحج وإبداعها في تنظيمها لموسم الحج…!

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى