بيرم يدعو خلال مؤتمر العمل العربي في القاهرة إلى استشراف المستقبل وإعادة الاعتبار للإنسان
أكد وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم «تأييد لبنان ثقافة الوصل العربي بدلاً من الفصل الذي لا رابح فيه، وعلى دور لبنان الجاذب لقلوب الشعوب العربية»، مشيراً إلى أنّ «لبنان على موعد مع إنجاز تاريخي جديد يتمثل بوحدة الموقف الرسمي والشعبي في انتزاع حقنا في مياهنا من غاز ونفط، ومرتكز على معادلة التوازن و الردع الحقاني: «لا استخراج لأيّ أحد إلا باستخراج لبنان لنفطه وغازه».
وطالب الوزير بيرم، في كلمة خلال مؤتمر العمل العربي المنعقد في القاهرة «بإعادة الاعتبار للإنسان على هذا الكوكب وإعطائه الأولوية وقد كشفت جائحة كورونا أنه لم يكن كذلك، بل في مكان آخر من التسليع والمصالح الضيقة وإنفاق مخز على حروب بتريلونات الدولارات وضحايا مليونية جراءها، في وقت لو أنفق ثلثها لما بقي فقر وأمية وجوع وأمراض في العالم».
ودعا إلى «استشراف المستقبل»، مؤكداً على «أهمية الذكاء الإصطناعي والتحوّل الرقمي (وهذا ما بدأناه في وزارة العمل عبر خطة طموحة تمّ وضعها من خبراء متطوعين وجاري تنفيذها مع جهات تمنح عيناً وليس نقداً من أجل الحوكمة الرشيدة والشفافية بتكلفة صفر من الخزينة العامة، حيث جئنا لنعطي لا لتأخذ)، بالتوازي مع حفظ الإنسان ودوره المحوري في الحياة كي لا ندخل في المجهول والقلق الوجودي في مرحلة «الميتا – إنسان» كي يبقى الإنسان هو الأساس وتلك هي رسالتنا ومهمتنا المقدسة».
وعلى هامش فعاليات المؤتمر العمل العربي المنعقد في القاهرة عقد وزير العمل لقاء هاماً مع نظيره القطري الدكتور علي بن صليخ المري وتمّ الاتفاق بين الجانبين على خطوات تنفيذية سريعة تتمثل باستقبال وفد تقني قطري في بيروت يقدّم لوزير العمل اللبناني لائحة بالمهارات والمهن والأعمال التي تحتاجها قطر من العمالة اللبنانية وتفعيل مذكرة التفاهم بين الدولتين لضمان الوضعية القانونية للعمال.
كما اجتمع إلى مدير عام منظمة العمل العربية السيد فايز علي المطيري الذي أثنى على إطلاق الوزير بيرم لمسار ملف التدريب المهني المعجّل في مختلف المناطق اللبنانية متعهّداً بتقديم الدعم اللوجستي اللازم لإقامة عدة دورات تدريبية مهنية ذات مستوى رفيع وبشهادة تصدر عن المنظمة ووزارة العمل اللبنانية.
تخلل حفل افتتاح الدورة الثامنة والاربعين لمؤتمر العمل العربي تقديم درع تكريمية للوزير بيرم، كما تمّ تكريم مجموعة من الرواد العرب منهم شخصيتان من لبنان هما الراحل خليل شري عن أصحاب العمل (عبر عائلته) وسعد الدين حميدي صقر عن العمال.
… ولقاءات مع نظرائه
وفي اليوم الثالث من المؤتمر، التقى بيرم نظيره وزير القوى العاملة المصري حسن شحاتة الذي أكد أنّ الوزارة حريصة على «رعاية العمال المصريين فى كلّ دول العالم من خلال تعاونها مع وزارات العمل داخل تلك الدول، وتوفير أوضاع وشروط وعلاقات عمل آمنة من خلال بروتوكولات تعاون مشتركة، بنودها ترسم الطريق أمام توفير الحماية الاجتماعية لكلّ عامل، كما أنّ لديها مكاتب تمثيل عمالي فى البدان الأكثر استقداماً للعمالة المصرية تتابع تلك الحقوق».
من جانبه، أكد وزير العمل اللبنانى «دور مصر المحوري كدولة رائدة»، مؤكداً حرصه على «العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها وتحقيق الاستفادة منها بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة»، وقال: «نحن على استعداد تامّ لتوفيق أوضاع العمالة المصرية بشكل مستمرّ وتقديم مزيد من الخدمات والحماية لها فى مواقع العمل المختلفة»، كما أكد تعاونه مع مكتب التمثيل العمالي الموجود في السفارة المصرية والمتابعة الفورية والاستجابة السريعة لكافة طلبات واحتياجات وشكاوى العمالة المصرية الموجودة داخل الدولة.
وبحث بيرم مع نظيره الأردني نايف زكريا استيتيه في سُبُل التعاون بين البلدين على صعيد التدريب المهني وتبادل الخبرات، واتفقا على أن يُرسل الأردن لائحة في الحاجات التدريبية للسوق الأردنية، لا سيما في ما يتعلق بتدريب المهارات الناعمة (التواصل – إدارة الوقت – تطوير الشخصية)، مقابل أن يُقدّم الأردن تجهيزات تدريبية مرتبطة بأنظمة المحاكاة الثلاثية الأبعاد.
ثم كان لقاء مع نظيره الفلسطيني نصري أبو الجيش، وتمّ التوافق على خارطة طريق لإعطاء حقوق العمالة الفلسطينية ضمن الأنظمة القانونية اللبنانية.
وغادر بيرم والوفد المرافق القاهرة عائداً إلى بيروت.