التعليق السياسي
روسيا وألمانيا وستريم 2
لم تنفع الاتهامات السويدية والدنماركية لروسيا بالمسؤولية عن تخريب أنابيب الغاز وتفجيرها لوقف تدفق الغاز الى أوروبا بالصمود، أمام واقعة أن التفجير الأخطر قد استهدف أنبوب ستريم 2 الذي لاحقته العقوبات الأميركية طوال سنوات كاستثمار روسي ألماني مشترك بعشرات مليارات الدولارات، وعندما بات جاهزاً للتشغيل قررت ألمانيا وقف العمل به ضمن إطار العقوبات التي قررتها مع شركائها الأوروبيين برعاية أميركية ضد روسيا.
كان ستريم 2 هو الخط الاحتياطي القابل لتشكيل فرصة حقيقيّة لأي عودة للعلاقات الأوروبية مع روسيا مع وقف الحرب في أوكرانيا ولو بعد حين، وهو خطّ حديث قابل للتشغيل الفوري بقرار، ويشكل خروجه من الخدمة قطعاً لطريق العودة بين أوروبا وروسيا، وبصورة أخصّ بين ألمانيا وروسيا.
سبق للرئيس الأميركي جو بايدن أن هدد بتدمير ستريم 2، وقد استعادت الناطقة بلسان الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تصريحاً له هذا مضمونه، كما أن الأطراف المتضررة من أي فرص لعودة العلاقات بين روسيا وألمانيا وعبرها مع أوروبا تشمل أوكرانيا والمتطرفين الأوروبيين في العداء لروسيا وللعلاقة بأوروبا، وأجهزة المخابرات في دول كبريطانيا وبعض دول البلطيق، لكن دائماً تحت الرعاية الأميركية.
يزعج روسيا التخريب الذي أصاب ستريم 2 لكن أوروبا باتت أمام الجدار الآن، وعليها الاستعداد لمستقبل يصعب التفكير خلاله بالعودة الى الغاز الروسي الا بعد إصلاح الخط المستهدف، ولا أحد يستطيع التكهن بمدة وكلفة الإصلاح من الآن.
أوروبا تطلق الرصاص على قدميها وهي في قلب معركة الطاقة.