صراع القطبين الجبارين والاتحاد الأوروبي واليورو هما الخاسران
} د. علي عباس حمية
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتصاره وانتهاء الحرب من جانبه في أوكرانيا واكتفاءه بالأقاليم الأربعة التي تعدّ من أكبر إهراءات العالم وسلاله الغذائية من القمح إلى الذرة ودوار الشمس وغيره، ويكون قد أحكم قبضته على الغذاء والطاقة على أوروبا خزان المال العالمي.
ستنتهي الحرب غداً إلا إذا استمرّ الغرب وبالأخص أميركا بالتحريض على الحرب فإنها ستتوسع لتكون حرباً عالمية.
وعلى الرغم من قيام واشنطن بفرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب ضمّ أجزاء من أوكرانيا إليها، إلا أنها سياسة الرقص على حافة حرب الضغوط ولكن على حساب أوروبا، حيث انه من الأفضل لأوروبا وروسيا الجلوس على طاولة تسوية تكتفي خلالها روسيا بما حصلت عليه ويتمّ إعادة ضخ الغاز لأوروبا وتكون الحرب بصيغة رابح رابح.
ولكن هل سترضى أميركا أن ينتعش اليورو مجدّداً ومعه الاتحاد الأوروبي وهما الخطر الاقتصادي الأكبر عليها؟
لا لن تقبل أميركا بأن تتمّ التسوية وهي التي أوصلت أوروبا إلى ما وصلت إليه من تعاسة وشحّ غذاء وطاقة… وبهذا تكون قد عجلت بتفكيك الاتحاد الأوروبي وانهيار اليورو وذلك قبل افتتاح طريق الحرير من الصين إلى أوروبا حيث سيكون الدفع والتعامل على أكبر الاحتمال باليورو وقليلاً باليوان أو الروبل، وبذلك تكون بداية القضاء على أحلام الدولار وإنزاله عن تربعه على قمة العملة التجارية العالمية.
وبما أنّ أميركا ستحارب أية عملة تنافس الدولار فإنها ستدمّر أيّ منافس له حتى ولو كان من الحلفاء المقرّبين جداً، وهي أيّ أميركا يهمّها أن يتفكك الاتحاد الأوروبي ليتلاشى اليورو ويبقى الدولار رائد العملات التجارية، مع الحفاظ على التحالف الأمني والعسكري والتجاري معها ولكن كدول وليس اتحاد أوروبي، ولكن هل سترضخ أوروبا لذلك أم أنها ستقاوم وتقوم هي بالتسوية مع روسيا؟
لا أعتقد أنّ الاتحاد الأوروبي من القدرة بمكان يجعله قادراً على الخروج عن السيطرة الأميركية، بالأمس خرجت بريطانيا من الاتحاد، واليوم إيطاليا تلوّح بالخروج، ومن ثم سيكون الحمل ثقيلاً جداً على فرنسا وألمانيا، ومع عجز أوروبا فإنّ التسوية ستكون بين روسيا وحلفائها مثل الصين وإيران من جهة، ومن جهة ثانية أميركا ودول أوروبا وليس الاتحاد الأوروبي “الرجل المريض”، فأوروبا ليس فيها زعيم بل انّ رؤساءها يعملون كمدراء شركات لدى أميركا٠
بالتالي ستكون التسوية على الغاز والنفط في كلّ بقاع العالم وبالأخصّ في الحوض الشرقي للبحر المتوسط ومن ضمنه بحر لبنان، فلنبقِ العيون شاخصة على ما ستحمله الأيام القليلة المقبلة على العالم وعلينا، وبالأخصّ حدودنا البحرية…. والأمل أن لا تضيع حقوقنا بين التسويات…