دبوس
الإعلام التطوّعي أو جهاد التبيين
في وجود هذا البون الهائل في الإمكانيات بين قوى الهيمنة والصهيونية العالمية وبين محور المقاومة في ما يتعلق بالإمساك بالأثير ووسائل التأثير من إعلام كلاسيكي إلى وسائط التواصل الاجتماعي يبدو أن لا مندوحة لنا من اللجوء الى ما أسمّيه الإعلام التطوّعي وما أطلق عليه الإمام السيد علي الخامنئي جهاد التبيين…
النكوص والانسحاب ولعن هذه الإنسانية البائسة التي ابتليت بالجهالة وبالضحالة الفكرية والنزوع نحو الشعبوية وبهشاشة المناعة الفكرية ليس رداً، ولا ينفع كأساس للإنخراط في معركة السيطرة على العقول وعلى الوعي الإنساني، التصدّي لذلك التفوّق المذهل في إمكانيات العدو في واحدة من أهمّ جبهات القتال على الإطلاق، وهي جبهة الإعلام وصياغة البناء المعرفي والمزاجي للإنسان وكسب الذات الموضوعية للناس إلى جانبنا يتطلب قدراً أكبر من الإيجابية والإندفاعية نحو لبّ المعركة، بحيث لا يعوق ذلك ولا يقف عقبة كأداء في سبيله ضيق ذات اليد وقصور الإمكانيات…
تماماً كما ابتدعت عبقرية الثورة الإسلامية جهاد البناء، وجهاد الطرق، وغير ذلك، بحيث تصدّى المتطوّعون وأولئك الذين آمنوا بالثورة وبقيادة الثورة وبنقاء الثورة وتفاني قيادتها في سبيل الانتصار، تصدّوا بلا مقابل إلّا الأجر المحتسب عند الله للبناء وللتطوير وللاكتشافات العلمية والنهوض بالأمة بسرعات قياسية…
يجب ان نجد آلية ما للاندفاع تطوّعاً نحو الإنتصار في معركة قد تكون الأهمّ على الإطلاق في عصرنا الحالي، وهي معركة الإعلام ومعركة التبيين، تبيين الحقيقة، وإظهار الحقّ، وإزهاق الباطل، وتبيين قصوره وهشاشته وضحالته.
سميح التايه