«الجامعة اللبنانية الثقافية» تحضٍّر لمؤتمر عالمي الشهر المقبل عباس فواز: للعبور إلى المستقبل… إلى جامعة تشبه الحاضر وتواكب متطلبات العصر
} علي بدر الدين
تتحضَّر الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم برئاسة رئيسها عباس فواز، لعقد مؤتمرها العالمي في بيروت قبيل منتصف شهر تشرين الثاني المقبل، لتقييم مرحلة ما بين المؤتمرين العالميين، الأول الذي انعقد عام 2018 والمؤتمر المقرّر انعقاده هذا العام (2022)، ولانتخاب هيئة إدارية ورئيس.
لا تُحسَد الجامعة على ما واجهته من مصاعب ومتاعب وتحديات في مرحلة شهدت تأزماً غير مسبوق، بدءاً بـ «انتفاضة» 17 تشرين الأول عام 2019، مروراً بجائحة «كورونا» وصولاً إلى الانهيارات التي أصابت مختلف القطاعات الاقتصادية والمالية والإنتاجية، وما تخللها من «فراغات حكومية» أدَّت إلى شلل في الدولة وإداراتها ومؤسساتها، وإلى تسيُّد الفوضى والفلتان في معظمها.
بقعة الضوء الوحيدة التي خرقت جدار العتمة الحالكة على مستويي الداخل والخارج، تجلَّت بتدفق المغتربين اللبنانيين إلى الوطن «الأمّ»، رغم تفاقم أزمات الماء والكهرباء والدواء والاستشفاء والمحروقات والخبز والغلاء المواكب لها وانعدامها أوانقطاعها كلياً أو جزئياً.
هذا التدفق الاستثنائي لأبناء جناح لبنان المغترب، شكَّل نافذةً من الأمل الحذر بأنّ الإنعاش ممكن رغم قساوة الظروف والضغوط والتحديات، ورغم دخول «منتحلي الصفة» من أقلية «اغترابية» غير معروفة وغير شرعية، وليس لها أية حيثية أو حضور اغترابي سابق أو فاعل أو مؤثِّر في الاغتراب أو في المؤسسة الاغترابية الأمّ، التي هي مضموناً وشكلاً وفعلاً «أمّ الصبي» والضنينة بالمغتربين وبالجامعة.
ظهر هؤلاء فجأة، ولكن عن سابق إصرار وتصميم بقصد التشويش والإساءة والتصويب على الجامعة الشرعية المعترف بها وطنياً ورسمياً واغترابياً، ولغايات غير بريئة في نفوسهم ومن خلفهم، بهدف «القوطبة» على المؤتمر ومحاولة إفشاله حتى قبل موعد انعقاده، وبالتالي توجيه رسائل ملغومة ومشوَّهة لمن يعنيهم أو لا يعنيهم الأمر، للتشكيك بشرعية المؤتمر، وبأنّ الجامعة منقسمة على نفسها، بدليل وجود «جامعات ورئاسات وهيئات إدارية أخرى»، وشجَّعهم ربما من غير قصد أو سوء نية، على سلوك هذا الطريق الملتوي ومحاولة الالتفاف على الجامعة الأمّ والأساس التى تحظى بالاعتراف والغطاء الشرعيين والرسميين، استقبالهم من قِبَل مسؤولين في الدولة، من دون السؤال عنهم أو عن دورهم التشويهي أو عن شرعيتهم أو من يمثلون، وما هو مشروعهم وماذا يخططون ويرسمون!
ويبدو أنّ هؤلاء المسؤولين قد وقعوا في فخ نُصِبَ لهم، أو أنهم يتماهون معهم ولا يرغبون في رؤية جامعة المغتربين موحدة، أو ربما لأنهم فشلوا لغاية الآن في إنقاذ البلد وتوحيده، ويريدون إسقاط فشلهم على المغتربين والجامعة.
المهمّ في الأمر أنّ رئيس الجامعة عباس فواز والهيئة الإدارية، والحرصاء على وحدتها وديمومتها من الرؤساء السابقين لها وفي مقدّمتهم الرئيس العالمي الفخري أحمد ناصر، التقوا وناقشوا وتشاوروا بكلّ ما يتعلق بالجامعة ومصلحة الوطن والاغتراب وبكيفية إنجاح المؤتمر بشفافية وصراحة ووضوح وانفتاح، بعيداً عن الضغوط، من أيّ جهة أتت، ومن دون الالتفات الى «منتحلي» الصفة والمشوّشين الجدد وخلفيتهم الطائفية والسياسية وأجندتهم ومشروعهم المشبوهين، والعمل بجدية وحرص على عقده إذا ما سمحت ظروف البلد السياسية والأمنية والاقتصادية في الزمان والمكان المحدّدين، خاصة أنّ لبنان قابع الآن وغداً وربما بعد غدٍ، على «فوهة بركان» من الاستحقاقات الدستورية في مقدّمها انتخاب رئيس جديد للجمهورية الذي قد لا يحصل في موعده الدستوري، وفي ظلّ فراغ حكومي قد يطول إلى ما بعد انتخاب رئيس الجمهورية، إضافة إلى ضغط الأزمات والمشكلات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية والخدماتية، ومؤشرات تفاقمها وتمدّدها وخطورة تداعياتها وارتداداتها المتوقع منها وغير المتوقع.
المساعي والاتصالات واللقاءات المكثفة توحي انّ الطريق سالك أمام انعقاد المؤتمر، وتأمين حضور اغترابي حاشد، وانتخاب رئيس وهيئة إدارية. أثبتت الجامعة برئيسها العالمي وأعضائها وكلّ الحرصاء فيها وعليها وعلى الاغتراب، أنها قادرة على عقد المؤتمر في توقيته وتجاوز كلّ العقبات والمطبات والتحديات، لأنّ مصلحة الوطن والاغتراب فوق كلّ مصلحة واعتبار، والجامعة ومن دون قصد، ربما توجه رسالة إيجابية جداً إلى من يعنيهم أمر المقيمين والمغتربين من خلال تقديمها نموذجاً انتخابياً للآتي من استحقاق دستوري، وهذا لا يلغي أنّ خيار تأجيل انعقاد المؤتمر إلى العام المقبل يبقى وارداً ومتاحاً، إذا ما تعقًّدت أوضاع الداخل السياسية، وتعرقل إمرار الاستحقاق الدستوري الرئاسي، ما دامت قافلة الجامعة تسير وهي بأيدٍ أمينة رافعة دائماً شعار العمل والأمل والوحدة رغماً عن «أُنوف» المتسلِّقين الفاشلين الذين يحاولون العرقلة والاصطياد بالمياه العكرة.
ويقول الرئيس العالمي للجامعة عباس فواز: أن لا خوف على الاغتراب بوجود الجامعة كمؤسّسة اغترابية مدنية غير سياسية وغير عنصرية وغير دينية، ومعترف بها كممثلٍ وحيدٍ للانتشار اللبناني في العالم.
ويضيف فواز: انّ الجامعة سعت وتسعى إلى تعزيز علاقات الصداقة بين بلدان الاغتراب ولبنان، وأيضاً تعزيز التعاون بين الأفراد والمؤسسات الاغترابية وفي ما بينها، كما إبراز هوية الانتشار اللبناني وتنظيمه وتفعيله.
ويشير إلى أنّ الجامعة تتابع أوضاع المغتربين في أماكن تواجدهم وتواجه التحديات التي تعترضهم، وتحرص كلّ الحرص على جمع الطاقات الاغترابية، أفراداً وجمعيات ومؤسسات تحت عباءتها في إطار مبادرة «لمّ الشمل» التي أطلقناها منذ تولينا مهام الرئاسة ومسؤوليتها.
ويختم فواز بأننا في الجامعة بصدد التحضير لعقد مؤتمر عالمي بتاريخ 10 و11 تشرين الثاني المقبل لانتخاب هيئة إدارية ورئيس، ويتخلل المؤتمر تعديل للنظام الأساسي بهدف العبور إلى المستقبل، إلى جامعة تشبه الحاضر وتواكب متطلبات العصر.