حردان: لإنجاز الاستحقاق في موعده وانتخاب رئيس يحمي الوحدة الوطنية والاستقرار

أقام الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً في قصر الأونيسكو احتفاء بـ1200 مواطن ومواطنة من الجيل الجديد أتمّوا الحلقات والصفوف الإذاعية والتعبوية في الحزب، وتخلل الاحتفال عروض فنية وأغان وطنية بينها أغنيتان للاستشهادية سناء محيدلي قدمتها فرقة حنين التراثية بعنوان «تحية لشهداء المقاومة والتحرير».

حضر الحفل رئيس الحزب النائب أسعد حردان وعقيلته مارلين رئيسة جمعية نور، رئيس المجلس الأعلى الوزير السابق محمود عبد الخالق، نائب رئيس الحزب توفيق مهنا، رئيس المكتب السياسي المركزي الوزير السابق علي قانصو وعدد من المسؤولين المركزيين.

كما حضر الاحتفال رئيس تحرير «البناء» النائب السابق ناصر قنديل، وممثلون عن السفير الفلسطيني أشرف دبور، وحركة فتح، والجبهة الشعبية القيادة العامة والمسؤولون عن فرقة حنين.

عميد الإذاعة والإعلام

بدأ الحفل بالوقوف دقيقة صمت تحية للشهداء، ثم كلمة لعميد الإذاعة والإعلام وائل الحسنية استعاد في مستهلها ما قاله الزعيم حين أكد أنه «منذ الساعة التي أخذت فيها عقيدتنا القومية الاجتماعية تجمع بين الأفكار والعواطف وتلمّ شمل قوات الشباب المعرضة للتفرقة بين عوامل الفوضى القومية والسياسية المنتشرة في طول بيئتنا وعرضها وتكّون من هذا الجمع وهذا اللم نظاماً جديداً ذا أساليب جديدة يستمد حياته من القومية الجديدة، هو نظام الحزب السوري القومي الاجتماعي- منذ تلك الساعة انبثق الفجر من الليل وخرجت الحركة من الجمود وانطلقت من وراء الفوضى قوة النظام، الحرية، الواجب، النظام، القوة، التي ترمز إليها أربعة أطراف الزوبعة القومية الاجتماعية الممثلة في علم الحزب السوري القومي الاجتماعي.

… منذ الساعة التي عقدنا فيها القلوب والقبضات على الوقوف معا والسقوط معا في سبيل تحقيق المطلب الأعلى المعلن في مبادئ الحزب السوري القومي الاجتماعي وفي غايته، وضعنا أيدينا على المحراث ووجهنا نظرنا إلى الأمام، إلى المثال الأعلى، وصرنا جماعة واحدة، وأمة حية تريد الحياة الحرة الجميلة- أمة تحب الحياة لأنها تحب الحرية، وتحب الموت متى كان طريقا إلى الحياة».

وأشار الحسنية إلى أنّ بين المنخرطين الجدد في صفوف النهضة هناك دائماً العامل والمهندس والطبيب والشاعر والكاتب والمحامي والرسام والحرفي والطالب، كما هناك المقاوم والاستشهادي… كما كانت سناء وابتسام وكما كان وجدي ومالك وخالد…

كلمة المواطنات والمواطنين

أما كلمة المواطنين والمواطنات الذين أتموا الحلقات الاذاعية فألقتها يارا أبو حيدر وقالت فيها:

«نلتقي اليوم كوكبة واعدة من الجيل الجديد، لا لنحوز على تكريم لأننا اهتدينا إلى حقيقتنا وهويتنا، بل لنبتدئ أولى خطوات مسيرة انخراطنا في حركة الحزب السوري القومي الاجتماعي بتوجيه يحدّد لنا بوصلة النضال، ويضيء لنا آفاق المستقبل، ويحدّد لنا الأولويات والمهام، لأننا ارتضينا أن نخوض غمار تحدي الالتزام بقضية تساوي وجودنا».

أضافت:»نحن بحاجة إلى التوجيه، كي نتحمّل أعباء النضال محصّنين بالوعي والمعرفة، ومقبلين على النضال بكلّ إخلاص وتفان وإقدام، لأننا ندرك أنّ الانتماء إلى حزب القضية القومية ليس ترفاً، بل هو قرار نابع من القناعة يرتب على أصحابه مشاقّ كثيرة… لكن كلّ الصعاب تهون حين ندرك أننا نعمل من أجل الحياة الحرة ومن أجل أن نكون احراراً من أمة حرة».

وتابعت أبو حيدر: «كلنا يبحث عن تحقيق الذات، ورحلة البحث هذه تبدأ على مقاعد الدراسة حين نُسأل عن الطموح والآمال والمستقبل، فتحضر أمنيات «الأنا» على حساب «النحن»، ومنذ تلك اللحظة تبدأ إشكالية فقدان بوصلة الانتماء». وأضافت: «إنها إشكالية تبدأ بمناهج التربية والتعليم، التي تغفل عمداً الهوية القومية، فتحلّ محلها الهويات الكيانية، وكلّ المناهج في بلادنا تجهل هويتنا الجامعة وقضيتنا الواحدة في تكريس ممنهج لـ«سايكس ـ بيكو» ومشاريع التجزئة والتفتيت». أما «النحن» التي تعبّر عن روح الجماعة المؤمنة الواعية، «فتحلّ محلها نظرية الخلاص الفردي، وهي وصفة استعمارية ترمي الى إيقاعنا في فخ «الأنا» والهائنا عن قضيتنا وحقنا وحقيقتنا».

واعتبرت أنّ «رحلة البحث عن تحقيق الذات، دونها الكثير من المطبات، وهناك فرق شاسع، لا بل هناك تناقض كلي بين تحقيق ذات فردية أنانية، تقتل فينا روح الفعل والانتماء والإبداع، وبين ذات جامعة تحفّزنا على العطاء والتضحية في سبيل حياة حرة كريمة».

وقالت:»باختصار شديد، لا يمكن أن يجد الفرد حلاً لهذه الإشكالية إلا في رحاب النهضة السورية القومية الاجتماعية، التي تجسّد قيَم الحق والخير والجمال والصراع».

في رحاب النهضة، أدركنا حقيقة الانتماء والهوية ومعنى الحرية والسيادة، وأدركنا أنّ «الذات» هي روح الجماعة الموحدة على هدف وقضية، وأدركنا أنّ الوحدة هي الهدف الأسمى، وأنّ الصراع دفاعاً عن الحق القومي هو معنى وجودنا، وأنّ القوة ضمانة الحق، فـ»القوة هي القول الفصل في إثبات الحق القومي أو إنكاره» كما يقول باعث نهضتنا الزعيم الخالد أنطون سعاده.

بهذا الإيمان وبإرادة عصية على كلّ أشكال التطويع نعلن انخراطنا في ميدان العمل الحزبي، رفقاء ومواطنين، نخوض غمار الصراع حاملين راية الحق متمسكين بالمقاومة قدراً وخياراً عازمين على ارتقاء القمم من أجل عز بلادنا ونصرتها.

وشدّدت أبو حيدر على أنّ «ميداننا هو في الجامعات والمتحدات وحيث يتطلب الواجب منا أن نكون، ومهامنا لا تقتصر على دعوة أبناء شعبنا إلى الوحدة الروحية والاجتماعية، بل أمامنا مهام كثيرة، تبدأ بمحاربة الطائفية والمذهبية وكلّ أشكال التعصّب، ومهامنا مقاومة العدو اليهودي الذي يحتلّ أرضنا، ومقاومة كلّ احتلال واستلاب لكلّ جزء من أرضنا الحبيبة».

وتوجهت أبو حيدر إلى رئيس الحزب قائلة: «إذا كانت هذه المهام النضالية هي من مسلّمات الانتماء إلى الحزب، فإننا نعلن اليوم أننا مستعدّون للانخراط في كلّ المهام التي تطلب منا، وأن نعمل بكلّ عزيمة من أجل تحقيق دعوتكم إلى قيام جبهة شعبية لمقاومة الإرهاب. فالإرهاب آفة، كما الاحتلال والطائفية والمذهبية».

وختمت بالقول: «تكريمنا اليوم يلقي على كواهلنا أعباء كبيرة، أعباء ارتضينا تحمّلها عن قناعة من أجل أن تحيا سورية ويحيا سعاده.

كلمة رئيس الحزب

والقى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان كلمة استهلها متوجّهاً إلى الشباب والطلبة والمواكب الملتحقة بشلال النهضة، وقال: «تُقبلون على مدرسة الحياة يا أبناء الحياة. تُطلّقون نمط العيش الهامشي، تمارسون اقتناعات جديدة حجبتها عن بعض أترابكم تقاليد عتيقة، وأمراض اجتماعية فَتَكَتْ بحيوية أجيال ومستقبل أجيال. تميّزون ما قبل عما بعد، تقرأون في كتابٍ مُغاير وتنخرطون في مسلكيات أبجديتُها النهضة وآفاقها حصاد النهضة. هذا هو عنوان كيميائنا الفكرية والنضالية، وهذا هو منطلق فرحنا الحزبي المجسَّد بالإيمان والتخطيط والعمل والإنجازات».

أضاف: «من دواعي فرحنا الغامر أن نلتقي وإياكم في محطة مفصلية من حياتكم الفتية المتأججة بالإيمان الحار، والنابضة بالدم الجديد والقناعة الطوعية. فهذا المشهد الشبابي المرتسم أمامنا صفوفاً بديعة النظام هو مشهد مشعّ على مدى بلادنا الرحيبة الخصيبة، لأنّ هذه الصفوف المستضيئة بأنوار النهضة ليست أشكالاً ولا مظاهر استعراضية، بل هي نماذج حية من الإنسان الجديد الذي آمن بشرعة العقل، وبالمنظومة الأخلاقية الجديدة، وبقضية كبرى سامية تساوي الوجود وترخُص من أجلها الأرواح لأنّ الأمة أغلى من الفرد، ولأنّ المجتمع الجديد الذي نعمل لبنائه لا يمكن أن يولد صدفة، ولا بالتفرّج أو الانكفاء أو الهجرة النفسية. انّ هذا المجتمع هو وليد آليات عملية لحركة فاعلة وأهداف واضحة. إنه ثمرة وعيٍ وصراع، عطاء والتزام، كرامة وعزيمة، حرية مصنوعة بالتضحية، منسوجة بالعز. قال الزعيم الخالد سعاده: «إنّ العبد الذليل لا يمكنه أن يمثل أمة حرة فهو يُذِلّها».

منظومة التفكير والعمل والسلوك

وأكد حردان أنّ «الحزب السوري القومي الاجتماعي ليس تنظيماً موسمياً نشأ بالصدفة، أو من أجل فئة من فئات شعبنا المجزّأ بقرار الاستعمار الغربي ومفاعيل تقسيماته منذ حوالي قرن كامل… حزبنا يعبّر عن قضية قومية عظمى ذات أبعاد إنسانية نبيلة، وكلّ واحد منكم سيحمل في عقله وقلبه ووجدانه شرف هذه القضية ولواءها، كما سَيَبرّ بقسَمه الاعتناقي لعقيدة مُثْلى يترجمها القوميون الاجتماعيون نضالاً رسولياً ملحمياً، لأنّ مبادئ الحزب التي وضعها سعاده بهدف انتصار حقيقتها وتحقيق غايتها ليست قصيدة تُطرب سامعيها، ولا أفكاراً مجرّدة تسكن رفوف المكتبات، بل هي منظومة التفكير والعمل والسلوك للارتقاء بالحياة القومية وانتصار المفاهيم الجديدة. وقد وصف سعاده الحزب في خطابه المنهاجي الأول بأنه «فكرة وحركة تتناولان حياة أمة بأسرها».

حزبنا تجسيد لنظام يحارب الفوضى، مصهرُ وحدةٍ، ونموذج إصلاح، مدرسة يقظة وخزان بطولة، رائد تنوير وقائد حداثة، مُطلق الفلسفة المدرحية الرافضة لأحادية الروح أو المادة، صاحب دور تأسيسي في ثقافة البطولة والاستشهاد، وفي تأجيج البوارق المعرفية، الفنية والمسرحية والشعرية والصحافية، إلى جانب الثقافة المدنية اللاطائفية، أي ثقافة المواطنة الحقيقية القائمة على ركائز العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص. وما الإقبال اللافت على الحزب من أفواج الجيل الجديد سوى برهان ساطع على راهنية مشروعه وصوابية منهجه.

لقد شدد سعاده في توجيهاته الشفهية ونصوصه المكتوبة على وحدة الرؤية داخل الحزب. وحزبنا هو حزب مؤسسات دستورية، على الجميع ان يوطّنوا عضويتهم على احترام جدية تعليماتها وهيبة قراراتها، والامتناع عن كلّ ما يسيء الى وحدة الروح ووحدة الموقف. بما في ذلك دورنا على مواقع التواصل الاجتماعي وسائر استخدامات الانترنت، التي يجب أن تصبّ في مجرى مصلحة الحزب وتعزيز صورته النظامية والمناقبية لا أن تكون منبراً للتقديرات الشخصية والأحكام العشوائية.

خيارات لبنان الاستراتيجية

تمرّ بلادنا في واحدة من أشرس الأزمات التي عَرَفَها تاريخُها، بدءاً من لبنان حيث الانشطار السياسي عمودي لا أفقي، لأنه متعلق بخيارات لبنان الاستراتيجية، وبدوره في محيطه الطبيعي، وبموقفه من العدو «الإسرائيلي» الذي ما زال يحتلّ أرضاً غالية من جنوبه ويمعن في انتهاك سيادته والطمع في أرضه وثرواته وفي تهديد أمنه واستقراره وازدهاره. أما الخلاف الداخلي فتغذّيه دول إقليمية تدعم الإرهاب وتقيم علاقات سرية وعلنية مع العدوّ. وإذا كان انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان متعثراً حتى الآن ودائراً في حلقة مفرغة، لكننا نبقى متمسكين بإنجاز الاستحقاق الديمقراطي في موعده الدستوري، عبر انتخاب رئيس قادر على نقل لبنان من ضفة التفكك والتباعد إلى شاطئ الوحدة الوطنية والاستقرار، رغم تمسك الفريق الآخر بالإصرار على مرشح واحد لا يشكّل قاعدة توافق.

ونحن ندعو، بموازاة هذا الاستحقاق الدستوري الهام إلى وضع قانون انتخابي جديد يربط لبنان بالغد الواعد بدلاً من إبقائه أسير الأمس المخيِّب للآمال. كما ندعو إلى إنصاف العمال والمدّرسين وذوي الدخل المحدود الذين لم يعد وضعهم الاقتصادي يتحمّل المزيد من تأجيل البت بملفهم المعيشي المرحّل من عام إلى آخر ومن حكومة إلى أخرى. وهنا نسأل على سبيل المثال: هل في العالم دولة واحدة لم تضع حكومتها موازنة لأعوام عديدة؟

سورية الصامدة تنتصر

أما سورية الصامدة منذ ثلاثة أعوام ونيّف في وجه الحرب غير المسبوقة على مواقفها وموقعها ودورها المقاوم، فما زال المسلحون المجنّدون من أصقاع المعمورة يعيثون فيها غدراً وتقتيلاً وتدميراً، بدعم من دول تدّعي محاربة الإرهاب وهي طليعة داعميه بالمال والعتاد والتزوير الإعلامي للوقائع. لكن الرياح تجري بما لا تشتهيه سفن الإرهاب الظلامي وأسياده، فالهجمة تنهزم حلقة إثرْ حلقة، ولا بدّ للدولة المحصّنة بقيادة حكيمة وجيش باسل وشعب أبيّ من أن تنتصر على مخططي المؤامرة الكبار وأدواتهم الصغيرة في أقرب وقت ممكن.

وقد دعت قيادة الحزب في الشام القوميين الاجتماعيين وتيارهم الشعبي المنتشر في جميع المحافظات السورية إلى مقاربة الاستحقاق الرئاسي الدستوري تأييداً لترشيح الرئيس بشار الأسد إلى دورة رئاسية جديدة، لأنّ في ذلك تأييداً لمواجهة الأخطبوط «الإسرائيلي» الذي يقتات بالعدوان والاحتلال والتوسع، كما أنّ فيه دعماً للاستقرار والسلم الأهلي في مسيرة سورية الموحدة المتجددة.

ستبقى فلسطين لأهلها

أما فلسطين الجريحة فيشهد جيلكم ما شهده جيلنا من استمرار جلجلتها على أيدي العدو وداعميه. هذا العدو المتمادي في احتلال فلسطين وفي إطلاق عنان الاستيطان لشذاذ الآفاق في القدس وسائر فلسطين، كما يستمرّ في تهديد الأردن بمخطط «الوطن البديل».

ونحن هنا، إذْ نرحّب بفرقة «حنين» الفنية الفلسطينية التي تهدي بعض أناشيدها للشهيدة البطلة سناء محيدلي، كما تخصص أداءها اليوم لهذا اللقاء الشبابي الزاخم، فإننا نحيّي في الإخوة أعضاء الفرقة تشبثهم بالتراث الفلسطيني الأصيل، الذي تحمل الإضاءة الدائمة عليه رسائل ثقافية وفولكلورية رفيعة عنوانها الفني إحياء لكنوز تراثية ثمينة، وعنوانها الوطني تجذر شعبنا الفلسطيني في أعماق أرضه وتاريخه الحضاري، معززاً بإيمانه أنّ فلسطين الأبية ستستعيد حريتها بالإرادة المصمّمة وبمقاومة الاحتلال الغاصب حتى النصر المؤزّر مهما صعبت المعاناة وغلت التضحيات. فتحية لشعبنا الفلسطيني الذي يتعزّز نضاله كلما تضامنت فصائله وتوحّد موقفه. وتحية لأسراه الأبطال وشهدائه الأبرار الذين ستتكحّل عيونهم الوضّاءة بشمس الحرية المشرقة من البحر إلى النهر، ومن انتفاضة عز الدين القسام إلى شهادة محمد الدرة. ستبقى فلسطين لأهلها، وستبقى رايتها خفاقة حتى تزدحم بيارق النصر على كامل فلسطين.

نعم للعراق الموحد

أما العراق الأبيّ، فنهنّئ شعبنا فيه على تشبّثه بوحدة البلاد وسيادتها عبر إنجاز محطة أساسية هي الانتخابات النيابية التي يعني إتمامها بنجاح أنّ شعبنا في العراق يتحمّل مسؤوليته في الاستحقاقات الكبرى، وفي مواجهة الإرهاب الذي يدمي البشر ويدمر الحجر. لذلك نقول نعم للعراق الموحد، نعم للعراق المواجه للطغمة الإرهابية حتى ينتصر الحق على الباطل.

لقد خاض حزبنا العظيم معركة التصدي للإرهاب بالكلمة والمؤتمر والموقف والتوعية والبندقية، كما دعا القوى الحية في شعبنا مراراً إلى تشكيل جبهة شعبية عريضة تتصدى للإرهاب. وهو سيستمرّ في أداء واجبه القومي حتى دحر الإرهاب الإجرامي وعودة السلم الأهلي والوئام والاستقرار إلى وطننا الحبيب.

فلْنتذكر دائماً أننا نلتزم المقاومة لأننا أبناء المقاومة ولأنّ هذا هو خيارنا الاستراتيجي الذي لا نساوم عليه أبداً. فقد اكتسب حزبنا صدقيته بحقيقتين: أولهما أنه إذا قال فعل، وقد يحسده الكثيرون لا على فكره الرائد فقط، بل على فعله الرائد أيضاً. والحقيقة الثانية أنه جسّد خيار المقاومة ودافع عن الوحدة الداخلية في وجه الانقسام والتشرذم. فلْنعملْ باستمرار على المزيد من رصّ الصفوف، ومن ترسيخ الثقة برؤية حزبكم الذي قدّم كثيراً من الشهداء وزرع في جميع المناطق دماً تحوّل إلى سنابل تعلو بيادرها عاماً بعد عام.

أُذكروا أنّ معركة الدفاع عن الوطن لا تكون بلا أثمان، أغلاها الشهداء الذين يعبّدون طريق النصر بالاندفاع والعطاء اللامحدود… ولا تنسوا أنّ شهداءنا هم طليعة مواكب العزّ وهم الذين يمهرون انتماءهم بدم الفداء. فتحية لكلّ شهيد وكلّ جريح قاوم جحافل الإرهابيين، وتحية للذين ينتظرون لحظة العطاء الأسمى لأنها الأكثر ترجمة لقول سعاده «انّ الحياة وقفة عز فقط».

نحن نشعر باعتزاز كبير لأنّ للحزب رصيداً نضالياً عامراً بالتضحيات، خصوصاً تضحية الذين سبقونا إلى الشهادة. وأنتم عيّنة حية وكثيفة من القافلة التي ستتنكّب واجبات المرحلة المقبلة من مسيرة الصراع…

وختم حردان كلمته قائلاً: «إذا كان شعارنا لهذا اللقاء قد جاء بصيغة «قضية تزهو بأجيال تلتزم» فلأننا أصحاب قضية وبُناة أجيال ملتزمة… إنّ الوطن ينادينا، ونحن قد أقسمنا على تلبية النداء في مختلف مواقع النضال. فلْنكن على قدْر المسؤولية التي يمليها عشقُنا القومي للقضية، تطبيقاً للشعار القائل: لمجدكِ يا سورية هذا القليل».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى