وزارة الثقافة السورية تحتفي بمبدعيها وتقلدهم جائزة الدولة التقديرية لعام 2022
تواصل وزارة الثقافة السورية رعاية الإبداع والاحتفاء بمبدعيها، تقديراً للدور الذي يقومون به في دفع الحركة الثقافية، وإثرائها بأعمالهم المتميزة، حيث كرّمت اليوم الفائزين بجائزة الدولة التقديرية لعام 2022، وذلك في مبنى الوزارة في دمشق.
وقلدت وزيرة الثقافة السورية الدكتورة لبانة مشوح الميداليات التذكارية لكل من المبدعين الأديب فرحان بلبل في مجال الآداب، والفنان التشكيلي الدكتور محمد غنوم في مجال الفنون، والدكتور فايز الداية في مجال النقد والدراسات والترجمة.
وثمنت مشوح جهود المكرمين التي تعتبر مصدراً للإشعاع المعرفي والفكري والإبداعي، والتي أثرت في المشهد الثقافي السوري ببصمات حاضرة وقــالت: نحن اليوم نكــبر بحــاملي جوائــز الدولــة التقديــرية، وبمبدعيــنا في كــل الفئــات وحقــول الفــن والثقــافة، وإن الساحة متعطشة لإبداعاتهم.
من جهته اعتبر الأديب فرحان بلبل أن هذا التكريم له طعم مميّز رغم تكريمه في عدد من الدول العربية والعالمية، لما يحمل من محبة واحترام للمبدعين، وقال: عملت طوال سنوات حياتي ولم أفكر بتكريم، بل أقدّم ما يجب أن أفعله، لكن سورية تحمل من الأصالة ما يجعلها تتذكر مبدعيها دوماً.
والأديب فرحان بلبل ابن مدينة حمص من مواليد عام 1937 تخرج في جامعة دمشق عام 1960 قسم اللغة العربية، وبدأ العمل في المسرح عام 1968، وأصبح عضواً في اتحاد الكتاب العرب عام 1971، وألف العديد من المسرحيات البالغ عددها 37 مسرحية، نشر منها 32، و5 مسرحيات قيد الطباعة، وعمل مدرساً في المعهد العالي للفنون المسرحية لمدة 26 عاماً بقسمي التمثيل والدراسات المسرحية، وشارك في لجان تحكيم عدد كبير من المهرجانات المسرحية السورية والعربية، وكان ضيفاً ومحاضراً في العديد منها، وكان ضمن عشرة من المسرحيين المكرّمين في العالم في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، إضافة إلى ترجمة العديد من أعماله المسرحية إلى اللغة الألمانية.
ومن جانبه أكد الفنان التشكيلي الدكتور محمد غنــوم أن هذا التكريم من وطن المحال ســورية، يحــمّله مسؤولية أكبر لسداد بعض الديــون عليه تجاه بلده، ومتابعة مــسيرته مع الحرف العربي بتجرّد، وإيصال رسالته من خلال الفن إلى أوســع مكــان في العالم، مبيناً وجود مواهــب وإمكانات وطاقــات وطنية على امتداد الجــغرافيا الســورية، وأن تقديم هذه الجائزة للمبدعيــن يعطي حافزاً مهماً في مسيرة حياة الفنان، ولا سيما أنها الهدية الأغلى من الوطن.
والدكتور محمد غنوم من مواليد دمشق عام 1949، متخرج من كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق قسم التصميم الداخلي، ويحمل دكتوراه فلسفة في علوم الفن من طشــقند الأوزبكســتانية عام 1992، وهو عضو المكتب التــنفيذي لنقابة الفنون الجمــيلة حــتى عام 2000، والموجه الأول للتربيــة الفنية في سورية، ويشــغل رئيس جمعية أصدقاء الفن في دمشــق منذ عام 1996، ومدرس محاضر في كلية الهندسة المعمارية بدمشــق، وحاصل على جوائز عديدة أهمها الجائزة الأولى في مهرجان الخط العربي في طهران، والجائزة الأولى للخط والموسيقا في فرنسا.
بدوره قال الدكتور فايز الداية: بعد عمل دام خمسين عاماً في الفكر والثقافة والعلم، الآن موسم حصاد أعمالنا، وتمهيد لبناء المستقبل، إضافة إلى كون التكريم يعدّ ظاهرة اجتماعية ووطنية، وليست حكراً علي فقط فهي موجهة لكل محبي الأدب والفن، وهي بمثابة تشجيع للأجيال القادمة لتبدع وتستمر، وهذا ما يمنحها قيمة عميقة.
والدكتور فايز الداية من مواليد دوما في ريف دمشق عام 1947، حائز الدكتوراه من جامعة القاهرة عام 1978، وهو أستاذ النقد والبلاغة وعلم الدلالة في جامعة حلب كلية الآداب، كما درس في جامعات تشرين وصنعاء والكويت، وعين رئيس قسم اللغة العربية في جامعة حلب، ورئيس قسم اللغة العربية بجامعة صنعاء، وله العديد من الكتب في اللغة والنقد والأسلوب والمصطلح العلمي، والعديد من الدراسات والبحوث المنشورة في الدوريات والمطبوعات الجامعية، وأعدّ الكثير من البرامج الثقافية الإذاعية والمتلفزة في دمشق وحلب وأبو ظبي، ومن مؤلفاته (الجوانب الدلالية في نقد الشعر) في القرن الرابع الهجري، و(معجم المصطلحات العلمية العربية القديمة)، و(الأسلوبية الدلالية في الأدب العربي)، و(الدلالة العربية المعاصرة).
يُشار إلى أن جائزة الدولة التقديرية أحدثت بموجب المرسوم التشريعي رقم 11 لعام 2012، في مجال الأدب والفنون للمبدعين والمفكرين والفنانين، وذلك تقديراً لهم على عطائهم الإبداعي والفكري والفني، ونالها على مدى 11 عاماً ثلاثة وثلاثون شخصية فكرية وفنية.