التلوث البيئي وخطره على الإنسان والطبيعة والأرض
سارة السهيل
تواجه البشرية خطر التلوث البيئي منذ عشرات السنين بفعل انتشار الصناعات الكيمائية والمواد البلاستيكية المستخدمة في معظم المواد وأدوات الطعام والحروب البيولوجية، ما أصاب البشرية بالعديد من الأمراض الخطيرة التي تهدّد بقاءها حية على كوكب الارض الذي نفسه بات يئنّ من جور استخدام إنسان العصر الحديث لباطنه في عمليات استخراج النفط والغاز وقطع الأشجار والغابات واستخدامها في الصناعات او حرقها، وتلوّث البحار والمحيطات بالمخلفات الصناعية، وتلوّث الغلاف الجوي مما تسبّب في أزمة المناخ العالمية الحالية، وما ترتَّب عليها من ذوبان جليد القطب الشمالي، ومن ثم انتشار السيول والفيضانات وغرق الشواطئ والمدن، والتوسع في استخدام المبيدات الحشرية، مما تسبَّب في تدمير التربة الزراعية وإنهاك المحاصيل الزراعية .
هذا التلوث البيئي أصاب الإنسان بالعديد من المشاكل الصحية من أبرزها مرض السرطان، وتشير الإحصائيات العالمية الى زيادة نسبة الإصابة بالسرطان نتيجة التوسع في دائرة استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية، ومكسبات الطعم واللون، بالإضافة إلى سوء تخزين المواد الغذائية، وخاصة الحبوب، والذي ينتج عنه بعض السموم الفطرية، ويصطلح على تسمية هذه السموم بالمسببات السرطانية.
كما تعرّضت مصادر المياه العذبة للإهمال وعدم الحفاظ على نقائها وأصابها التلوث من كلّ حدب وصوب، وعدم القدرة على التخلُّص من مخلفات الصرف الصحي ومخلفات الصناعة، وكذلك تسرُّب بعض المعادن كالحديد والمنغنيز للمياه الجوفية.
وقد دفع إنسان عصرنا ولا يزال يدفع فاتورة باهظة للتلوّث من صحته من خلال إصابته بالأمراض المعوية مثل الكوليرا، التيفوئيد، الدوسنتاريا الالتهاب الكبدي الوبائي، الملاريا، البلهارسيا. ولا يُخفى أنّ تلويث مصادر المياه بالصرف الصحي من فضلات الإنسان وما يشتمل عليه من جراثيم، عامل أساسي في نقل الأمراض، بصورة مباشرة من خلال الماء الملوَّث، أو غير مباشرة من خلال تلوُّث الخضراوات والثمرات التي تسقى بهذا الماء.
وفيما يواجه العالم شحاً مائياً، نجد مع ذلك إسرافاً في استخدام المياه في الوقت الذي بدأت تشتعل فيه حروب المياه.
لا سبيل لنا سوى التدريب من الآن وفوراً على ترشيد استخدام المياه، والتوسع في حفر الآبار للزراعة والشرب والإنتاج الحيواني.
انّ العالم كله و منه العالم العربي بأشدّ الحاجة للتعاون لوضع خطط عملية وسريعة لعلاج التلوث وإيقاف مصادر وقوعه، والتوسع في زراعة الأشجار، وحماية ما يوجد منها بالغابات، وإيقاف الإسراف في الماء ومنع إسراف استخدامها في الحمامات و”دورات” المياه العامة وفي غسيل أواني الطعام، وترشيد الريّ للحدائق والملاعب، وغسيل السيارات بخرطوم المياه. وعلاج تسريبات “صنابير” المياه في المعامل والمصانع والمزارع .
أظنّ أنّ الوقت قد حان للعمل معاً من أجل حماية الأجيال من أخطار هذا التلوث المميت، فحسب تقارير منظمة الصحة العالمية، فإنه التلوّث البيئي هو السبب الرئيسي لثلث وفيات الأطفال دون سن الخامسة، وبلغت أعدادها تسعة ملايين حالة على مستوى العالم سنويّاً. وتضمّنت أسباب الوفاة تلوُّث المياه، والتدخين على أنواعه والمبيدات الحشرية، والتسمّم بالزئبق والرصاص، والإشعاعات، والتغيّرات المناخية.
إنّ حاجتنا الى معالجة التلوث تساوي حاجتنا للبقاء أحياء على كوكب الأرض، ولم نعد نملك رفاهية الانتظار، وعلى العالم كله الإسراع بمعالجة تلوّث الهواء بتقليل انبعاثات الغازات والمخلفات الكيميائية من المصانع .
والبحث عن مصادر آمنة للطاقة كالغاز الطبيعي، وإنتاج سيارات تقلل العوادم، والتوقف الفوري عن إلقاء مياه المجاري الصحية في المسطحات البحرية قبل معالجتها. ومعالجة مياه الصرف الصحي بإنشاء محطات حديثة لتخليصها من التلوث، وتصفيتها لإعادة استخدامها في الزراعة.