الكحلاوي: دول عربية ألغت فلسطين من أجنداتها وتضخ الأموال لبث الفتنة في الأمة

حاوره محمد حمية

أكد عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي أحمد الكحلاوي أن «الإرهاب بات يشكل خطراً على تونس لكن الشعب التونسي لن يسمح له بالتمدد، معتبراً أن الإرهاب برنامج أميركي صهيوني تشرف عليه وتشارك فيه أدوات محلية».

وأرجع هذا الإرهاب إلى فكر الداعية السعودي محمد عبدالوهاب الذي أرسل رسالة إلى مشايخ الزيتونة في تونس قبل مئتي عام دعاهم فيها إلى اعتماد مذهبه التكفيري لكنهم ردوا عليه بقوة واتهموا حركته ومذهبه بالدعوة التكفيرية والدموية.

وأشار الكحلاوي إلى أن «جامع الزيتونة يمثل المؤسسة التي درس وتعلم فيها شيوخ منطقة المغرب العربي وقادة الفكر والسياسة والثقافة في العالم العربي وتعلموا الدين الاسلامي المتسامح والمعتدل.

ورأى الكحلاوي أن «الشعب التونسي فوت الفرصة على الغرب أن يحول الحراك السلمي إلى فوضى، لكنه نجح في أن يسرق من التونسيين انتفاضة حقيقية تحقق لهم ما أرادوه من مطالب وطموحات».

وإذ استغرب انحراف بعض الشباب التونسي إلى تبني فكر تكفيري إرهابي والذهاب إلى سورية لقتل شعبها وتدميرها، شدد الكحلاوي على أن «سورية تمسكت بالثوابت الوطنية والقومية ودافعت عن الهوية العربية وتصدرت قيادة الأمة من أجل وحدة عربية حقيقية وتحرير فلسطين».

ودعا إلى «الإسراع في إعادة العلاقات وفتح السفارات وإعادة الخطوط الجوية بين تونس وسورية وكسرالحصار الذي يضربها، وأن تستعيد موقعها داخل الجامعة العربية وتغيير مواقف الحكومات العربية مما يجري في سورية».

وتطرق الكحلاوي إلى الملف اليمني، معرباً عن اعتقاده بأن «التحالف العربي ينفذ خطة أميركية صهيونية في اليمن»، مبيناً «أن عائلة آل سعود وتحت عنوان دعم الشرعية تقوم بمغامرة وقد فتحت على نفسها باب جهنم لأنها تعتدي على بلد وشعب عربي».

وأسف الكحلاوي للموقف المصري، داعياً مصر إلى «اتخاذ دور مستقل يحقن دماء أبناء الأمة ويحصن الأمن القومي العربي وأن تجمع اليمنيين في القاهرة للوصول إلى حلٍ سياسي»، محذراً من «مشاركة جيشها في التحالف له مخاطر كبيرة تضر بمصالح دول المنطقة». ولفت إلى أن بعض الدول العربية ألغت فلسطين من أجنداتها وتضخ الأموال لبث الفتنة في الأمة.

كلام الكحلاوي جاء خلال حوار مشترك بين صحيفة «البناء» وقناة «توب نيوز» اعتبر في مستهله أن «تفشي الإرهاب في ليبيا في صورة مخيفة أثر على تونس سلباً، حيث تم تهريب السلاح الى تونس خلسة وتمرير الإرهابيين الذين هم في جزء منهم تونسييون، كما عشنا فترات من العمليات الإرهابية وقد حاول الإرهاب التمدد في مدن عدة حتى وصل إلى العاصمة وشهدنا العملية الإرهابية الأخيرة في متحف باردو قرب مجلس النواب، وهي عملية خطيرة أودت بحياة عدد كبير من السياح الأجانب وبعض التونسيين، وبات الإرهاب يشكل خطراً على تونس لكن الشعب التونسي لن يسمح له بالتمدد».

ولفت الكحلاوي إلى أن «الإرهاب هو برنامج أميركي صهيوني تشرف عليه وتشارك فيه أدوات محلية»، موضحاً «أن الإرهاب لم يبدأ الآن بل إن أمتنا تعرضت للإرهاب الصهيوني منذ القرن العشرين والصهاينة هم الذين أدخلوا هذا الارهاب الى منطقتنا».

وعن منشأ هذا الإرهاب الذي يتمدد على مساحة العالمين العربي والإسلامي، أكد الكحلاوي أن «هذا الإرهاب وجد منذ مئتي عام حيث طلع على الأمة الداعية السعودي محمد عبدالوهاب وهو من العائلة الحاكمة في السعودية ودعوته تمثلت بتكفير المسلمين ودعوتهم إلى اتباع مذهبه. فقبل مئتي عام أرسل عبدالوهاب رسالة إلى مشايخ جامع الزيتونة في تونس دعاهم فيها الى اعتماد مذهبه التكفيري لكنهم ردوا عليه بقوة واتهموا حركته ومذهبه بأنها بمثابة الدعوة التكفيرية والدموية والتي لا يمكن للإسلام أن يقبل بها ولا وجود لأي سندٍ لها في الدين الاسلامي».

وعن مدى تأثر الشعب التونسي بهذا الفكر الارهابي، شدد الكحلاوي على انه «في تونس ومنطقة المغرب العربي عموماً يمثل جامع الزيتونة المؤسسة التي درس وتعلم فيها شيوخها وقادة الفكر والسياسة والثقافة في العالم العربي وتعلموا الدين الاسلامي المتسامح والمعتدل والذي يحض على التعاون والتسامح والدفاع عن الكرامة وعن حياض الأمة ويعرف عن الاسلام في المغرب العربي سماحته واعتداله، لذلك مشايخ الزيتونة ردوا على محمد عبدالوهاب واتهموه بالكفر، لذلك الأجيال تربت قبل الدعوة وبعدها، على إسلام معتدل ومتسامح، فالجماعات الإرهابية تحاول الآن نشر الارهاب والفوضى والدم والدمار لكن لم يجدوا لهم حاضنة للاعتبارات التي ذكرناها».

وجزم الكحلاوي بأن انتقال السيناريو الليبي إلى تونس لن يحصل، مشيراً إلى وجود معطيات عدة تمنع ذلك وهي أن انتفاضة الشعب في تونس كانت سلمية، إذ رفض التونسيون العنف منذ البداية، وقام نوع من التحالف بين الشعب والجيش الوطني الذي تصدى لمحاولات زج البلد في الإرهاب. كما اضطلعت النخبة الدينية والعلمانية بدور مهم بتجنيب البلد التورط في براثن العنف والفوضى. كذلك شكلت تونس التجربة الأولى فيما سمي بالربيع العربي والغرب لم يكن جاهزاً لتحريف وجهة التحركات الشعبية. لذلك فوتنا الفرصة على الأجنبي أن يحول الحراك السلمي الى فوضى، لكنه نجح في أن يسرق من التونسيين انتفاضة حقيقية تحقق لهم ما أرادوه من مطالب وطموحات».

ورد الكحلاوي سبب هجرة العديد من التونسيين للقتال في سورية إلى جانب التنظيمات الإرهابية، إلى أسباب عدة، أبرزها أن «تونس كغيرها من الأقطار العربية فيها نسبة بطالة عالية جداً لا سيما من حاملي الشهادات العليا وتاريخ تونس في الستين عاماً الماضية شهد نوعاً من الاستبداد جعل الشباب التونسيين يعيشون نوعاً من الكبت، خصوصاًعلى مستوى التدين والحؤول دون انطلاقتهم نحو مجتمع متجدد. إضافة إلى أن الحكم الذي نشأ خلال هذه الفترة يتحمل مسؤولية إرسال آلاف التونسيين ليشتركوا في المؤامرة والعدوان الدولي على سورية، وأيضاً ما يسمى الربيع العربي الذي استهدف جهوريات لها مشروع وطني وقومي والناهضة للدفاع عن الأمة. واستغرب إنحراف بعض الشباب التونسي إلى تبنيهم فكراً تكفيرياً ارهابياً ويذهبون إلى قتل أبناء سورية وتدميرها وهي المعروف عنها تمسكها بالثوابت الوطنية والقومية ودفاعها عن الهوية العربية والإسلامية وتصدرها قيادة الأمة من أجل وحدة عربية حقيقية وتحرير فلسطين»، معتبراً أن «هؤلاء الشباب إما غرر بهم إما عملوا كمرتزقة».

وعن حجم انتشار الحركات الإسلامية لا سيما الإخوان المسلمين في تونس، قال: «الفكر الإسلامي والجماعات الإسلامية، عموماً، انطلاقاً مما حدث في السنوات الأخيرة، تكون قد ارتكبت خطيئة كبيرة تجاه الأمة وفي ما يتعلق بقضايا الأمة الكبيرة وهم يأتون من أجل الحكم، وتحول الدين الى خدمة المشاريع الأجنبية والأمن الصهيوني ومصالح أميركا وعلى هذه الجماعات أن تتحمل مسؤوليتها وهي لا مستقبل لها بل المستقبل سيصنع بأيدي التيار العروبي».

وعن قطع تونس علاقاتها مع سورية وإمكان إعادتها وتعيين سفير جديد في دمشق، قال: «الحكم الذي أتى يتحمل مسؤولية قطع العلاقات مع بلد نحبه والتونسيون جميعاً يقولون بصوتٍ واحد إن سورية مدرسة وملجأ كل المقاومين العرب عندما لم يجدوا في موطنهم ملجأ وهي موطناً لكل العرب وللتونسيين خصوصاً، لتحصيل العلم والمعرفة في جامعات سورية، تعلمنا منها الدفاع عن فلسطين واستطاعت ان تؤمن خبز شعبها مما تنتجه وتصنعه وهي نموذج في الأمن والتربية والدفاع عن فلسطين وسوف تمثل في السنوات المقبلة النموذج الذي ستتبعه الأمة ولها الدور الريادي في إحياء التيار العروبي».

وأضاف: «التونسيون لم يتوقفوا أبداً عن المطالبة بإعادة العلاقات مع سورية كما لم يتوقفوا خلال العدوان عليها عن التظاهرات الشعبية رفضاً للعدوان ولسياسات الحكام في تونس غير الودية مع النظام الوطني والشعب في سورية وما يقدمه الجيش العربي السوري دفاعاً عن سورية والأمة».

ودعا إلى «التعجيل في إعادة العلاقات وفتح السفارات وإعادة الخطوط الجوية بين البلدين وكسر الحصار وأن تستعيد موقعها داخل الجامعة العربية كما أن تتغير مواقف الحكومات العربية من ما يجري في سورية».

وعن موقع فلسطين في هذا الواقع العربي المنشغل في أزماته الداخلية، قال: «فلسطين هي بيت القصيد بالنسبة الى أبناء الأمة الأحرار والوطنيين فقط أما الآخرون فمقاصدهم وتوجهاتهم أخرى وأفعالهم تدل على ذلك. فقد ألغوا فلسطين من أجنداتهم ويضخون المليارات لبث الفتنة في صفوف الأمة وليس لتسليح المقاومة وتثبيت الفلسطينيين في أرضهم. هؤلاء انخرطوا في الجبهة المعادية للأمة وفلسطين ويقومون بتجنيد الإرهابيين لنشر العنف في سورية وليبيا وتدمير اليمن».

وعن التحالف العربي للعدوان على اليمن، شدد على أن «ما يسمى بالمعارضة السورية يعلنون من فنادق اوروبا علاقاتهم مع الكيان الصهيوني ورأينا كيف أن «داعش» و«النصرة» في جنوب سورية، يتعاطان مع الكيان الصهيوني ويتلقان العلاج والتدريب والأسلحة إضافة إلى دور أوروبا، متسائلاً: لماذا لم نر هذه الجيوش التي تتحرك لضرب اليمن تتحرك للدفاع عن غزة خلال العدوان الصهيوني عليها. هذه الجيوش العربية تنفذ خطة أميركية صهيونية في اليمن وهو ليس وليد ساعات، بل أعدوا له طيلة الشهور الماضية ويناورون بالدعوة الى الحوار، وهم يعدون خلسة لهذا الاعتداء، هذا يذكرنا بأن الكيان الصهيوني الذي قام 1948 أنشئ كضرورة لمصلحة الغرب وحاجز يمنع اتصال المشرق العربي بالمغرب وحالة وظيفية دورها نشر الفتنة في المنطقة ومنع أي قطرٍ عربي إنجاز أي مشروع تنمية لهذه الأمة».

وأضاف: «المفاوضات الفلسطينية «الإسرائيلية» العبثية أضرت بالمقاومة وبالوحدة الوطنية الفلسطينية، الكيان الصهيوني تعرض عام 2000 إلى هزيمة على أيدي المقاومة الوطنية في لبنان التي علّمت الصهاينة ما لم يكن ينتظرهم، وجاء التأكيد على الهزيمة في حرب تموز 2006 عندما نفذ الوعد الصادق وضربت صواريخ المقاومة تل أبيب وحيفا وما بعدها». وشدد على «أن تاريخ الصراع العربي مع العدو الصهيوني شهد تحولاً نوعياً بعد هاتين الهزيمتين إضافة إلى هزائمه في غزة، حينها بدأت هزائم الكيان الصهيوني تشعر الغرب الذي صنع الكيان، بأن مشروعه الذي أسمه «اسرائيل» بدأ يتهدده خطر الغزالة والابادة».

وقال الكحلاوي: «الصهاينة يتحدثون اليوم عن أزمة في جبهتهم الداخلية وأن المقاومة تستعد للحرب على «إسرائيل» والآن القدس تتحرك من أجل الانتفاضة وايضاً الضفة الغربية وكل فلسطين، وحزب الله أعلن بأن الآتي سوف يكون أعظم لذلك الصهاينة يرتعدون»، رابطاً ذلك باستمرار العدوان على سورية، وقال: «رغم ان سورية منتصرة على الإرهاب إلا أن بعض الدول تستمر بإرسال الارهابيين وتسليحهم على رغم ادعائها بأنهم معارضة معتدلة».

وأعرب عن اعتقاده بأن «كل ما يحدث من إرهاب الآن في سورية او الدواعش او تحالف الجيوش العربية كلها اعمال مستفيد منها الكيان الصهيوني الذي يقوم الآن بالاستعداد لتنفيذ مناروات عسكرية لتحصين ما يسميه جبهته الداخلية».

وأبدى الكحلاوي استغرابه من انتقادات البعض لإيران، معتبراً أن «إيران تدعم الصمود السوري والمقاومة في فسلطين ولبنان لذلك تتعرض للاستهداف».

وعن سرعة استجابة الدول العربية للسعودية وانخراطها في ما يسمى التحالف ضد اليمن، قال: «تحت عنوان دعم الشرعية تقوم عائلة آل سعود بمغامرة وقد فتحت على نفسها باب جهنم لأنها تعتدي على بلد وشعب عربيين».

وتمنى الكحلاوي على مصر أن «تتخذ في سياستها، دوراً مستقلاً يحقن دماء أبناء الأمة ويحصّن الأمن القومي العربي وأن تجمع اليمنيين في القاهرة للوصول إلى حلٍ سياسي»، منتقداً مشاركة الجيش المصري في الحرب، ومحذراً من أن هذا العمل له مخاطر كبيرة تضر بمصالح دول المنطقة.

يبث هذا الحوار كاملاً اليوم الساعة الخامسة مساءً ويعاد بثه عند الحادية عشرة ليلاً على قناة «توب نيوز» تردد 12034

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى