اليمن… بين المأساة التي تلاحق السكان ودور «إسرائيل» المفرّق من أجل السيادة
لم يعد يخفى على أحد ما يعانيه اليمنيون اليوم من مآسٍ بسبب العدوان الوهابي ـ الإقليمي على بلادهم، بذريعة نصرة «شرعية» الرئيس اليمني المخلوع عبد ربه منصور هادي. وإذا كانت الأهداف التي تُقصف من قبل «غزوة سلمان» مجرّد أهداف مدنية من أحياء مأهولة وأسواق شعبية، فإنّ الوضع القائم في اليمن غير ميؤوسٍ منه، غير أن الانهيار السريع يعطينا تصوّراً مستقبلياً عن النتائج التي يمكن أن نتلقاها. وليس من شأن إدراك هذا التهديد أن يُعمي بصائرنا عن الفرصة التي لا تزال متوفرة والحاجة الملحّة إلى التمسّك بها.
بين أيدينا اليوم موضوع من ثلاثة تقارير، الأوّل يلقي الأضواء على ما يجري في اليمن، على لسان جون آلترمان. ويعتبَر هذا التقرير متحيّزاً بوضوح لما تقترفه اللملكة العربية السعودية، بدليل أنّ الكاتب يقول صراحةً: « من الواضح أنّ حرباً ـ بالوكالة ـ تدور رحاها بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران. فلطالما دعمت إيران الحوثيين، غير أن هذه المساعدات أصبحت تصل ببطء أكثر في السنوات العشر الماضية. ويبدو أن مختلف المؤشرات تؤكد أن إيران لا تنظر إلى اليمن على أنها إحدى أولوياتها الاستراتيجية. إذا ما طال مسار هذه الحرب بالوكالة، فمن المتوقع أن يمتدّ هذا الصراع لسنوات. فجغرافية اليمن الوعرة ومساحاته الشاسعة ستجعل من الصعب في مكان لأيّ من الطرفين السيطرة على البلاد، ولن يخسر السكان المحليون شيئاً إذا ما وجدوا أنفسهم يُستخدمون كوقودٍ للمدافع إلى جانب هذا الطرف أو ذاك».
أما التقرير الثاني، فهو للكاتبة والمحللة الجيوسياسية شارمين نارواني، وفيه تتساءل عن أيّ منزلق تنزلق إليه الولايات المتحدة الأميركية، بموافقتها على الهجمات التي تشنّها السعودية على اليمن. وتقول: «تدعم واشنطن الجهود الفعلية للحرب من خلف الستارة، من خلال تقديم الدعم العسكري والاستطلاعي، واختيار الأهداف اليمنية للضربات السعودية».
التقرير الختامي مترجم عن الصحيفة العبرية «إسرائيل اليوم»، وفيه تظهر بوضوح النظرة الصهيونية الفتنوية لما يجري في اليمن. إذ يقول كاتب المقال: «تواصل واشنطن هرولتها نحو الهدف المأمول والقريب اليوم أكثر من أي وقت آخر، ألا وهو اتفاق الإطار النووي مع نظام آية الله، وتغمض عينيها إزاء جهود طهران لتغيير معالم المنطقة. وكأن دماء المقاتلين الأميركيين الـ241 الذين قتلوا في الانفجار المروّع الذي نفّذه حزب الله في مبنى المارينز في بيروت في 23 تشرين الأول 1983، لا تزال ـ إلى الآن ـ تستصرخ العدالة السماوية من باطن الأرض».