توقيع الاتفاق النووي سيخلق تحولات جيوسياسية عميقة طهران باتت في مقدم مصنعي القرار السياسي في المنطقة

الاتفاق بين إيران والمجموعة الدولية على الملف النووي الإيراني خطف الأضواء الإعلامية وطغى على أحداث العالم وتصدر عناوين وتغطيات وسائل الإعلام والقنوات الفضائية العالمية، حيث انشغل المحللون والخبراء بقراءة مضمونه وتفاصيله فضلاً عن رصد تداعياته المحتملة على ملفات وأزمات المنطقة والعالم، بينما تتزايد المخاوف من أن تعمد الجهات الخاسرة من إنجاز هذا الاتفاق إلى محاولات عرقلته.

وفي هذا السياق، أكد أمين سر مجلس الشعب السوري خالد العبود أن الرئيس الأميركي باراك أوباما تراجع عن كل مواقفه مقابل «القنبلة النووية» التي لم تصنعها إيران، موضحاً أن الحل السياسي في سورية وبعد الاتفاق النووي سيوضع على طاولة النقاش بشكل جدي.

بينما أكد الباحث الدكتور علي مقصود أن الاتفاق النووي المبدئي بين إيران والمجموعة الدولية سيكون له تأثيره المباشر في المنطقة بشكل عام وسيخلق تحولات جيوسياسية عميقة في جملة ملفات من بينها الأزمة السورية.

وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف عن ترحيب موسكو بنتائج المفاوضات، معتبراً أنها أسفرت عن صياغة البنود الرئيسية التي سيستند إليها العمل اللاحق على بلورة الاتفاق النهائي الشاملة حول الملف الإيراني، مشدداً على أن توقيع الاتفاق يستدعي رفع حظر توريد الأسلحة إلى إيران.

كما العالم كان لبنان ينظر باهتمام وترقب إلى هذا الاتفاق لعله ينعكس إيجاباً على الساحة الداخلية ويسهم في إيجاد حلول للملفات العالقة وعلى رأسها الاستحقاق الرئاسي ويحصن حوار حزب الله «المستقبل» من رياح «عاصفة الحزم» السعودية.

هذا الملف كان محور اهتمام وسائل الإعلام المحلية، فرأى النائب عمّار حوري أن جدول أعمال هذا الحوار ما زال هو هو، ولم يطرأ عليه أي جديد أو توسيع، وفيه بندان حصريان هما تخفيف التوتر والبحث في معالجة ملف الاستحقاق الرئاسي وتتم المناقشة تحت سقفهما.

فيما استبعد العميد المتقاعد خليل الحلو أن تكون للاتفاق النووي الإيراني انعكاسات كبيرة على المنطقة، معتبراً أن الاتفاق انسحب أصلاً على السياسة، إذ نرى الحوارات بين «المستقبل» وحزب الله وبين «القوات» و«التيار الحر»، معتبراً أن السعودية تشعر بقوة بعد أحداث اليمن وإيران ارتاحت بعد الاتفاق النووي وهذا يعكس تعادلاً بين القوتين، ما يعني أن لا رئيس للجمهورية الآن.

وبينما ينصب اهتمام العالم على المفاوضات النووية وتوقيع الاتفاق، كانت السلطات البحرينية تتمادى في انتهاك حقوق الإنسان للشعب البحريني، هذا الملف كان مدار بحث ومناقشة في الحوارات، فأكد المسؤول الإعلامي في منتدى البحرين لحقوق الإنسان باقر درويش أن اعتقال النظام البحريني للناشط الحقوقي نبيل رجب جاء على إثر تغريدة له حول الانتهاكات التي تمارس في سجن «جو» المركزي بحق المعتقلين، مؤكداً أن سلطات المنامة تستغل انشغال العالم بالأحداث لممارسة انتهاكاتها ضد الناشطين البحرينيين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى