الوطن

«الحملة الأهليّة» كرّمته بمشاركة «القومي» باحتفال وداعي حاشد علي عبد الكريم: صمودُنا لن يذهب هدراً وسورية تستعيدُ عافيتها

عقدت «الحملة الأهليّة لنصرة فلسطين وقضايا الأمّة» اجتماعاً موسّعاً في السفارة السوريّة، خصّصته لتكريم السفير الدكتور علي عبد الكريم علي مع انتهاء مهمّاته في لبنان، في حضور ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي سماح مهدي إلى جانب النائب السابق بشارة مرهج، المُنسّق العام للحملة معن بشور، ومقررها د. ناصر حيدر، الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب المحامي عمر زين، عضو الأمانة العامّة لـ»المؤتمر القومي العربي» فيصل درنيقة وشخصيّات وهيئات لبنانيّة وفلسطينيّة.
افتتح اللقاء بشور بكلمة قال فيها «في أعوام الجمر في سورية ولبنان والأمّة كلها، ومدى 13 عاماً، نجح السفير الصديق أن يُسهم في إطفاء ما واجهه من حرائق وأن يرفض صبّ الزيت على النيران المشتعلة بين البلدين على يد هذه الجهة أو تلك، فترك الأثار الطيّبة لدى العديد من اللبنانيين والفلسطينيين والمقيمين على أرضه حتى أمكن القول أنه يُغادر أرض لبنان من دون أن يُغادر قلوب أبنائه وعقولهم، وأن ينتقل إلى سورية ممثّلاً للشعب اللبناني فيها كما كان ممثّلاً لسورية رئيساً وقيادةً وشعباً في لبنان».
وتحدّث مرهج، فقال «نشهد أنك حوصرت كما حوصرت الشقيقة سورية ونشهد أنك قاومت وكسرت الحصار كما قاومت سورية وكسرت الحصار بشعبها وجيشها وقيادتها، كنت سفيراً لسورية كما كنت سفيراً للبنان». وختم «العلاقة اللبنانيّة السوريّة تقدّمت في الفترة التي خدمت فيها القطرين الشقيقين، لكن هذه العلاقة الوحدويّة المصيريّة يجب أن نعمل لها جميعاً في المرحلة المُقبلة من أجل أن تأخذ مكانها الحقيقي ومن أجل أن يفيد منها الشعب في لبنان وسورية».
وألقى سماح مهدي كلمة الأحزاب والقوى الوطنيّة وقال فيها «سبق للرئيس بشار الأسد أن اختار سعادة السفير إلى لؤلؤتنا في الكويت، فكان أن أدّى المهمة بكلّ إخلاص وأمانة ودقّة. وهذا كان أحد الأسباب التي دفعت الرئيس الأسد إلى أن يختار السفير علي عبد الكريم علي، أوّل سفيرٍ للجمهوريّة العربيّة السوريّة في بيروت، نشهد له أنه لم يكن سفيراً بالمعنى التقليدي للكلمة بل كان رفيقاً وأخاً وصديقاً».
وتابع مهدي «نبعثُ معك إلى دمشق، يا أبا الحارث، باقةً من الزهر وهي عاصمة الياسمين كلّه، سنُحمّلك أمانةً إلى عمقنا القومي والاستراتيجي، إذا سألوك عن لبنان قل لهم، إنه كما في الشام جيش تشرين وفي لبنان جيش المالكيّة، كلاهما يقاتلان عدوّنا في الوجود، وكما في الشام ساحة المرجة ففي بيروت ساحة الشهداء، كلاهما دليلان على أنّ الشعب الواحد قاتل الاحتلال».
أبلغهم أنك التقيت بمن يرى في «الواو» بين لبنان والشام واواً كافرة، لأنهم يؤمنون بأنّ ما بينهما وحدة حياة ومصير وانتصار قريب.
حدّثهم عن أناس يفتخرون ويعتزون بإطلاق اسم «شام» واسم «ميسلون» على بناتهم.
بشرهم بأنّ آخر هتاف سمعته منا كان «لتحي سورية».
بدوره، اعتبر زين أننا «اليوم هنا لنقول إلى اللقاء الدائم، حيث سنبقى معاً لمتابعة النضال كما في لبنان، وكذلك خلال وجودكم في سورية أو ممثّلاً لها في أيّ دولة من دول العالم». أضاف «رسالتنا أيها الأخ السفير واحدة، وأمّتنا في حاجة إلى كل واحد منّا أينما وُجِد، وسعادتكم كنتم وما زلتم قيمة فذّة يشهد لها الجميع، في تأدية دوركم الديبلوماسي من منطلقات قوميّة».
وبعد كلمات لعدد من الحضور، قال السفير علي عبد الكريم «الوداع لا أحبّه، وأنا لا أراكم مودّعين ولا أراني مودّعاً، أنتم إخوة وأصدقاء ورفاق، وبيروت كما دمشق كما يقول شاعر كبير فنحن كبيت الشعر، شطرُ دمشق على شفّة الدّنيا وبيروت شطرُه».
وأضاف «السنوات التي شُرِّفتُ بتمثيل وطني وقيادتي ورئيسي في هذا البلد العزيز، هي سنوات ملأى بالتحدّيات والمطبّات والمواجهات وبكلّ صمود المعاناة التي يُمكن أن يواجهها ديبلوماسي في وطن هو وطن توأم، وشعب هو شعب توأم، سورية ولبنان شعب واحد، العائلات واحدة وشواهد القربى أكثر من أن تُعدّ وتُحصى والتحدّيات واحدة، والأعداء يوحدّون، حتى لو كانت في هذا البلد، بعض الأصوات تُريد أن تأخذه في غير اتّجاه».
وتابع «إسرائيل لا تستثني لبنان ولا سورية إلاّ بقصد الوقيعة والتفرقة لكي تستقوي على أيٍّ منهما، وكذلك أدوات كل القوى المتربّصة بالمنطقة وبسورية وخصوصاً الإرهاب التكفيري والحرب الأشرس التي يُواجهها وطن في هذا العصر وربّما في التاريخ».
وأردف «كان لبنان مستهدفاً كما سورية في الحرب الإرهابيّة التكفيريّة التي موّلتها قوى كونيّة، وكانت إسرائيل ضمن هذه القوى وضمن من استخدام الطبابة والسلاح والاستخبارات برعاية أميركيّة أوروبيّة، وكلّكم تعلمون أن سورية إلى 15 آذار 2011 كانت بلد الاكتفاء الرقم واحد في الشرق الأوسط، ليست الأغنى ولكنها الأكثر اكتفاءً، كانت سورية مُضاءة من أقصى قرية في البوكمال إلى اقصى قرية في الجولان إلى كل سورية. سورية كان فيها نهضة تعليميّة ونهضة اقتصاديّة، كانت سورية بلد الأمان المُتقدِّم الكثير من الدول الإسكندينافيّة، سورية كانت الثاني أو الثالث من حيث الأمان. صبيّة تقود سيّارتها من دمشق إلى دير الزور، في منتصف الليل لم يكن يعترض أحد. إذا ما رتّب لسورية لأنه كان لها دور في الدفاع عن قضايا الأمّة، في النهوض بشعبها، سورية كما مصر كما العراق كما اليمن كما إيران كما دول كثيرة فيها حضارات كثيرة. إحدى نهاية الحضارات في الدّنيا هذه البلاد التي نحن فيها وسورية ولبنان أرض فيها الحضارة مشتركة، والعائلات مشتركة والتحدّيات مشتركة».
وقال «سورية صمدت وعلى رأسها رجل لم تهتزّ أعصابه، كان له رؤية بعيدة المدى، كان فيه وطنيّة واستقواء بوطنيّة يعرف فيها جدارة جيشه واحتضان شعبه لجيشه ولقيادته. وكان هنالك جيش من الكتّاب والمفكرين أيضاً هم مع وطنهم، وجيش من الديبلوماسيين نجح في الحفاظ على سورية في مواجهة أشرس حرب مركّبة، فيها الإعلام الذي يُزوّر، وفيها الاستخبارات التي تضخّ كل السموم، وفيها الحروب والحصار، الحصار الخانق على بلد كان صورة للاكتفاء والرخاء، وكل الوطن العربي كانت سورية حاضنة له والملاليم التي كان يدفعها السوريون وأشقاؤهم وإخوتهم كانت سورية تدفع الملايين. بلد لا يعرف الطائفية المسلم والمسيحي واليهودي أيضاً، يعيشون في سورية يعرف أحدهم الآخر أن هذا مسلم أو مسيحي إذا التقوا في كنيسة أو جامع، ومع ذلك كانت سورية هذا الأمان الجميل الرائع، أصاب سورية ما أصاب، إذا تعافت فلا بدّ أن يلتحق بتعافيها كلّ أشقائها لأنها لا ترى النجاة لها بمفردها».
وأضاف «بقيت فلسطين بوصَلة وبقي لبنان شقيقاً لا تُفرّط به سورية، تُسامح حتى عندما يُخطئ كثير من الإخوة لأنها ترى أن هذا الشعب يجب أن يعي أن عدوّنا واحد سواء أكانت إسرائيل أم الإرهاب التكفيري أم الأطماع في تمزيق هذه البلدان والاستئثار بثرواتها سواء طبيعيّة أو ثرواتها الفكريّة والإبداعيّة وهذه الأرض، كلّ هذه الأرض، منجم كبير للمبدعين اقتصاديين وفنّانين وشعراء ورسّامين، هذه البلاد سورية بكلّ أصقاعها ومصر والبلاد العربيّة، هذه البلاد فيها ما تفخر فيه الدّنيا وليس فقط ما تفخر به سورية والعراق ولبنان ومصر بل ما تفخر به الدّنيا لذلك أنا أُطمئنكم أن ما صمدناه لن يذهب هدراً، فسورية تستعيد عافيتها وقائدها رجل يملك رؤية للمستقبل، يملك فريقاً من المواهب والغيارى على وطنهم وعلى أمّتهم لكي تنهض وتُعيد بناء ما تخرّب وما تهدّم ولبنان في القلب دائماً حتى لو أخطأ أبناؤه في حقّ أنفسهم وفي حقّ سورية، هم إخوة، أنا الحمد لله، كل هذه السنوات على ما فيها من مطبّات وقسوات واجهناها معاً وأنا أكثر منكم، لكن تركت رصيداً تحوّل إيجاباً وأنا اعتزّ به وأنا أحمل من صداقات وإضاءات من الكويت والقاهرة وأبو ظبي ولبنان».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى