أولى

يومان من تاريخنا

‭}‬ معن بشور
يومان في تاريخنا العربي المعاصر يستحقّان أن نقف عندهما، أولهما السادس عشر من تشرين الثاني عام 1932 حين أطلق المؤسّس والمفكر الشهيد أنطون سعاده وثلّة من رفقائه المدرسة السورية القومية الاجتماعية، لتصبح حزباً لنهضة الأمّة وللدفاع عن فلسطين عشية اغتصابها، وقدّم الشهداء على طريق النهضة وفلسطين، وواجه الكثير من التحديات والصعوبات والانقسامات وبقي أميناً لفكرته الرئيسية مدافعاً عن حقوق الأمّة، كما بقي للقوميين الاجتماعيين بكلّ ألوانهم لون وحدويّ لا طائفي في زمن التغوّل الطائفي والمذهبي وتوغّل المشروع الصهيو ـ استعماري.
وثانيهما السادس عشر من تشرين الثاني عام 1970 يوم قاد في سورية الرئيس الخالد الذكر حافظ الأسد حركة رأى فيها الكثيرون بداية لحرب تشرين ولبناء سورية القوية الآمنة المستقرّة المكتفية ذاتياً، الدرع الواقية للمقاومة في فلسطين ولبنان، والعقبة الرئيسية في وجه كافة مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية، فكان عليها أن تدفع اليوم ثمناً لمواقفها من دماء أبنائها وجيشها، ومن عمران مدنها وقراها، ومن بناها التحتية ومواردها الاقتصادية، ولتواجه حصاراً هو الأشدّ باسم «قانون قيصر» الأميركي المنشأ والأغراض لإخضاع الشعب السوري بالجوع بعد أن عجزوا عن إخضاعه بالفتن والحروب.
إنهما يوم للنهضة والوحدة القومية وتحرير فلسطين، ويستحق من كلّ شريف في هذه الأمّة أن يرفع صوته عالياً دفاعاً عن مصير الحركة القومية، مهما كان له من ملاحظات وانتقادات، لأنّ وجود حزب كالحزب السوري القومي الاجتماعي هو تأكيد على أنّ في مجتمعنا رجالاً ونساء يحملون راية النهضة مهما غلت الأثمان، ولأنّ وجود بلد كـ سورية يؤكّد قدرة هذه الأمّة على الصمود مهما اشتدّت المؤامرات والأحابيل والزلازل من حولها.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى