الوطن

جلسة إحاطة إعلامية للمؤتمر الوطني الـ 20 للحزب الشيوعي الصيني

تشيان هونغشان لـ «البناء»: لن نربط التعاون مع لبنان بأيّ شرط سياسي
عميد الخارجية في «القومي»: نقدّر الدور الصيني في مواجهة الهيمنة والأحادية القطبية

 

عبير حمدان
نظمت السفارة الصينية في لبنان لقاء مع نائب وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني تشيان هونغشان، تحت عنوان تقديم إحاطة عن المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني الذي عقد الشهر الماضي، بحضور وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ عميد الخارجية غسان غصن وعضو المجلس الأعلى بطرس سعادة ووكيل عميد الخارجية سناء حبيب، ووفد من جريدة «البناء» ضمّ إنعام خرّوبي ومحمد حمية وعبير حمدان وعدد من ممثلي الأحزاب والقوى السياسية والاقتصادية ووسائل الإعلام اللبنانية.
كما ضمّ الوفد الصيني السيد جياو تشيشين المدير العام لإدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا والسفير الصيني لدى لبنان تشيان مينجيان وقوه يامين رئيسة قسم الشرق الأوسط في الإدارة وتشاو يان السكرتير الأول ووانغ يومي سكرتيرة ثانية وجين يوفي الملحقة ووي لون مترجم.
أشار هونغشان إلى أنّ الرئيس الصيني، الأمين العام للحزب الشيوعي، شي جين بينغ، قدّم تقريراً إلى المؤتمر الوطني العشرين للحزب نيابة عن اللجنة المركزية التاسعة عشرة للحزب، أشار فيه إلى التقدّم الذي أحرزته البلاد في المسيرة الجديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل.
وذكّر هونغشان بأنّ شعار المؤتمر العشرين للحزب هو تطبيق أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد على نحو شامل، والتضامن والكفاح في سبيل بناء دولة اشتراكية حديثة والدفع الشامل لعملية النهضة العظيمة للأمة الصينية.
أضاف أنه على مدى السنوات الخمس المنصرمة، تمسكت اللجنة المركزية بتعزيز قيادة الحزب الشاملة، وطبقت الفكر التنموي الجديد، وركزت على دفع التنمية العالية الجودة، ودفعت عملية الإصلاح بخطوات سريعة وراسخة، وسلّطت الضوء على ضمان وتحسين معيشة الشعب، وتركزت الجهود على خوض المعركة الحاسمة للقضاء على الفقر، ودافعت بحزم عن أمن الدولة، ودفعت بقوة كبيرة بناء تحديث الدفاع الوطني والجيش، وطورت دبلوماسية الدولة ذات الخصائص الصينية.
وأوضح أنّ اللجنة المركزية للحزب تمسكت في مواجهة جائحة كوفيد ـ 19 المفاجئة، بوضع الشعب والحياة فوق كلّ شيء، وجهدت لمنع دخول حالات الجائحة الوافدة وتفشيها محلياً، وواظبت على تنفيذ نهج «صفر كوفيد» بثبات، مما حمى سلامة أرواح أبناء الشعب وصحتهم إلى أقصى حدّ، وحقق نتائج إيجابية مهمة في الوقاية من الجائحة والسيطرة عليها ومواصلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وقال إنّ نجاح المؤتمر لا يكتسب أهمية لمسار تنمية الصين فحسب، بل يتحلّى بتأثير بعيد المدى في العالم أيضاً سيضخ الديناميكية الجديدة لتطوير علاقات الصداقة والتعاون بين الصين ولبنان.
وأكد هونغشان أنّ الصين باعتبارها شريكاً لدول الشرق الأوسط «ستواصل دعم جهود دول المنطقة، ومن ضمنها لبنان، في إيجاد حلول للقضايا الأمنية عبر التضامن والتعاون وبناء إطار أمني إقليمي يتناسب مع الظروف الواقعية للمنطقة ويراعي مصالح جميع الأطراف». وأشار إلى أنّ الحزب الشيوعي الصيني على أتمّ الاستعداد لتعزيز التواصل والاستفادة المتبادلة مع الأحزاب اللبنانية لدفع تقدّم العلاقات الصينية ـ اللبنانية.
على هامش اللقاء سألت «البناء» هونغشان إذا ما كان لديهم توجه لمساعدة لبنان على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ومختلف القطاعات في ظلّ الحصار الاقتصادي الأميركي على لبنان وتأخير استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الأردن ورفض هبة الفيول الإيراني؟
أجاب هونغشان: «خلال السنوات الأخيرة، جلبت علاقات الصداقة والتعاون الصينية اللبنانية الفوائد الملموسة للبلدين والشعبين، وظلّ الجانبان يدعم بعضهما البعض في ما يتعلق بالمصالح الجوهرية والهموم الكبرى للجانب الآخر، ويحافظ على التنسيق الإيجابي في الشؤون الدولية والإقليمية.
في المجال الاقتصادي والتجاري، ظلت الصين من أكبر الشركاء التجاريين للبنان لسنوات عديدة متتالية، وانضمّ لبنان إلى مبادرة «الحزام والطريق» في عام 2017 والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية في عام 2021.
في المجال العسكري والأمني، استمرّ الجانب الصيني في المشاركة الفعّالة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان منذ عام 2006 حيث أرسل 21 دفعة من قوات حفظ السلام. في مجال التبادل الإنساني، تمّ إشاء معهد كونفوشيوس بجامعة القديس يوسف في عام 2006 باعتباره الأول من نوعه في العالم العربي، ويتقدّم مشروع المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى الجديد المموّل من الحكومة الصينية باستمرار. وتمّ توقيع اتفاقية فتح المركز الثقافي بين البلدين رسمياً في عام 2020».
أضاف: «سيواصل الجانب الصيني كالمعتاد دعم لبنان في صيانة سيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، وتعزيز الدعم المتبادل والتعاون مع الجانب اللبناني في الشؤون الدولية والإقليمية، والعمل المشترك مع الجانب اللبناني على صيانة العدالة الدولية والتعددية والتجارة الحرة، وتشجيع التباحث حول سبل تعزيز التعاون العملي على أساس المنفعة المتبادلة في إطار تشارك الجانبين في بناء «الحزام والطريق». كما سيواصل الجانب الصيني تقديم ما في وسعه من المساعدات إلى الجانب اللبناني، والمشاركة الفعّالة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، لمساعدة لبنان على الخروج من المأزق في يوم قريب وتعزيز السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة بشكل مشترك».
وختاماً أكد هونغشان «أنّ الجانب الصيني لن يربط التعاون بأيّ شرط سياسي، ّوسوف يحرص الجانب الصيني على تشجيع الشركات الصينية في الدارسة والتباحث والمشاركة الجدية بمجرد انّ البرنامج يصبّ لمصالح تنمية لبنان ورفاهية شعبه ويضمن الفوز المشترك ويوطن الصداقة بين البلدين ليترجم آفاق التعاون الى نتائج ملموسة وجلب مزيد من الرفاهية للشعبين والبلدين. نحن على ثقة بأنّ التنمية المستدامة والانفتاح سيعود بمزيد من الفرص لتعميق التعاون العملي بين البلدين».
وتحدث عميد الخارجية في «القومي» غسان غصن حول اللقاء مع الوفد الصيني لـ«البناء» فقال: «نهنّئ دولة الصين الممثلة بالوفد الحاضر في بيروت الذي دعا الى هذا اللقاء الهادف الى تعزيز العلاقات بين الصين ولبنان في ظلّ الأوضاع الصعبة التي تمرّ فيها بلادنا تحت وطأة الحصار الاقتصادي القائم، ونقدّر أهمية الدور الصيني في المنطقة في مواجهة الهيمنة والأحادية القطبية والسيطرة الأميركية على الدولة النامية لإخضاعها وسرقة ثرواتها».
أضاف: «بالتأكيد نستبشر خيراً بهذه الخطوة حيث أنّ التعاطي الصيني مع القوى الرافضة للتبعية والساعية الى التحرّر من هيمنة الغرب وأطماعه الاستعمارية وتكريس العلاقات والتعاون سيؤدي الى حتمية التوجه شرقاً من خلال تفعيل الحزام والطريق، والخروج من إطار مصادرة قرار الشعوب في تقرير مصيرها والاستفادة من خيراتها».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى